دمشق-سانا
المطربة كنانة القصير تمتلك صوتا قويا ومميزا يستند إلى أسس فنية كثيرة أهمها القوة المنبعثة من بنية الجبل ونبرته الخاصة حيث أخذت منحى فنيا يخصها فتمكنت من إثبات وجودها على الساحة السورية والعربية ما دفع أهم الكتاب السوريين والشعراء للتعاون معها وتقديم كلماتهم وألحانهم فقدمت الأغنية الاجتماعية والعاطفية والوطنية والتراثية.
وقالت الفنانة القصير في حديث لـ سانا “أنا أتمسك بالأغنية الأصيلة وفق ما يتلاءم مع صوتي فالصوت الذي يتمكن من أداء ما يريد لا بد له من أن يثبت قدرته ويحوز رضا الجمهور لأن جمهورنا السوري ذواق وبمقدوره أن يفرق بين الغث والسمين هذا ما شكل لدي وحدة بين الصوت والقناعات التي أقدمها عبر الأغاني”.
وأضافت القصير غنيت للقرية ومكوناتها فكانت أغنياتي مليئة بمناخ الريف وجمال الطبيعة وهوائها العليل إلى جانب الصور الشعرية البسيطة كمداعبة النسيم لشعر الصبايا لان هذه الاشياء رسخت في ذاكرتي منذ الطفولة وتطورت ونمت وأصبحت جزءا من كياني الفني الذي بات يراقب الضيعة وجمالها وأهلها الطيبين.
وعن الأغاني التي قدمت أثناء الأزمة أوضحت صاحبة أغنية “انتي الأساس” الوطنية أن هناك أصواتاً كثيرة تسربت عبر الإعلام دون أن تمتلك الموهبة أو المفردات الفنية الكافية ما يحد من قدرة هذه الأصوات على العطاء مبينة أن هذه الأصوات حاولت أن تأتي إلى الساحة الفنية بشكل سريع بينما هناك أصوات تأخذ مكانها وتؤدي واجبها وتعكس ما يدور في الأزمة والحالات التي عاشها الشعب بآماله وآلامه بشكل عفوي.
وبينت ابنة الساحل السوري أن الكم لا يمكن أن يؤدي نفعاً ما لم يكن النوع جيدا وقالت أنا أؤمن بالتعليم الأكاديمي في الغناء شرط توفر الموهبة لأن التعليم لا يمكن أن يصنع فنانا ما لم يمتلك هذا الفنان أسسا ومكونات تجعله يقدم ما يتعلمه ويدرسه.
وأضافت غنيت بعض الأغاني لفنانين سوريين قدامى من الذين كان لهم دور على الساحة الفنية السورية والعربية فهم جزء من عراقة الفن السوري وأصالة وجوده وسيبقون في وجدان الجمهور السوري إلى الأزل لأنهم غنوا وعبروا عن هذا الجمهور لذلك علينا كفانين أن نعكس وجدان شعبنا وتطلعاته.
وأشارت صاحبة أغنية “عيلة وحدة عيلتنا” الوطنية إلى أنها تعاونت مع بعض الفنانين والملحنين والشعراء الذين تركوا بصمة في الساحة الفنية كـ أمين الخياط وسهيل عرفة والياس كرم ونجيب السراج ويوسف العلي وصديق دمشقي وعبد الفتاح سكر وسعدو الديب وعلمت الجندلي وغيرهم كثيرون إضافة إلى إيلي شويري ووسام الأمير وخالد حيدر وبسام طربيه.
وقالت “هناك ملحنون تمكنوا من فهم طبقة صوتي وشعراء لامسوا ترتيبات خيالي مثل بسام قصيبي وغيره من الشعراء السوريين أما الأغنية الوطنية فكان لها وقع شديد في عواطفي ونفسي.. فأكثر ما أثر بي هو الشهيد فقدمت أغنية “دم الشهيد” حيث استطاع صوتي أن يتلاءم مع كلمات بسام العكش وألحان صديق دمشقي وهي الأغنية التي شاركت فيها بمهرجان الأغنية الوطنية”.
وتابعت أنا أحاول أن أعطي مجالا للفنانين الشباب ولا أنافس أحدا على حضوره حتى ولو تأخرت بعض أغنياتي في البث الإعلامي أو التسويق التجاري ولا أعتبر نفسي مقلة لأني حاضرة على الساحة الفنية وموجودة من خلال أرشيفي والجديد الذي أقدمه من وقت لآخر.
وعن أغنيتها الفلكلورية جفلة قالت القصير إن أغنية شفتك يا جفلة هي كلمات تراثية قديمة تعبر عن كثير من جماليات الساحل السوري وبهائه الاجتماعي ونقاء أهله قدمتها بصوتي بأسلوب جديد ما جعل لها شعبية لدى الجمهور السوري نظرا لما تحتويه من عادات وتقاليد وتطلعات للناس البسطاء الطيبين في الساحل السوري.
وحول مشاركاتها خارج سورية أشارت صاحبة أغنية “ياليل غنيلي لغنيلك” إلى أنها شاركت في كثير من المهرجانات في الدول العربية وغنت بصوتها السوري الذي انطلقت به منذ بداياتها فحققت نجاحا كبيرا ووجدت نفسها قادرة على إثبات وجودها على مستوى الوطن العربي كما أثبت الكثير من الفنانين السوريين وجودهم عربيا.
ومن الأماكن التي شاركت فيها القصير عبر المهرجانات الجماهيرية الكبيرة كانت مهرجانات المغرب والجزائر ودبي وغيرها فكل مشاركة منها أضافت وفقا للمطربة رصيدا جميلا لمسيرتها الفنية وهذا ما دفعها للحفاظ على مستوى صوتها وغنائها والسعي للتطور الدائم والمستمر.
محمد الخضر