“بيت المونة”.. مشروع تنموي اقتصادي اجتماعي يوفر فرص عمل لربات البيوت في حمص

حمص-سانا

تحفل مدينة حمص بالعديد من الفعاليات والأنشطة التي تكرس قيم التآخي والتعاون والايثار ومنها فعالية بيت المونة الذي تجتمع فيه عشرات السيدات والشابات في حي بستان الديوان في حمص القديمة ليصنعن ما حفلت به عبر الزمن المطابخ و البيوتات الحمصية العريقة من خيرات المواسم الزراعية المتنوعة والتي طالت شهرتها العالم كله.

وأوضح يوسف فركوح المشرف على المشروع الذي تقيمه جمعية عضد الفقراء الارثوذكسية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للاغاثة والتنمية لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد أن
المشروع يؤمن فرص عمل لأربعين سيدة من الأسر المحتاجة في أحياء حمص القديمة.

وأشار فركوح إلى أن صناعة المونة في المنازل هي مهنة رائجة بين العديد من ربات البيوت بحمص وأهم منتجاتها المكدوس الحمصي الذي يعلب ضمن مطربانات ويضاف إليه الزيت وكذلك المكدوس المفرز والمربيات بأنواعها والخل ودبس الرمان والفليفلة إضافة إلى أنواع المجففات كالباذنجان المحفور والمقطع المعد لطبخه محشيا إلى جانب أنواع الفطائر والمعجنات وحلويات الاعياد والكبة بأنواعها .

و قال “يتم تأمين الخضراوات ومختلف اصناف الفواكه بحسب المواسم من السوق المحلية ثم يتم اعدادها وصناعتها من قبل عدد من ربات البيوت والشابات من مختلف أحياء حمص القديمة لتلبية الطلبات للأفراد والمؤسسات والمطاعم”.

ولفت إلى إمكانية تطوير العمل بالمشروع من خلال إعداد طبخات حسب الطلب لمختلف المناسبات وبالتالي إيجاد منافذ لتصريف الإنتاج وتحسين المردود المادي للعاملات كما يخصص جزء من ريع المنتجات لإقامة مشاريع تنموية واجتماعية وترفيهية لصالح الجمعية التي تعمل بدأب وخاصة أنها أحد أقدم الجمعيات الخيرية في القطر يعود تأسيسها إلى العام 1886.

وتعد كل منتجات المونة بدون أي إضافات لمواد حافظة فهي طبيعية مئة بالمئة وتلقى رواجا واسعا في حمص كما يمكن إيجاد منافذ خارج نطاق المحافظة مستقبلا والتوسع بالمشروع بشكل كبير بهدف استمراريته وزيادة امكاناته لدعم الأسر المحتاجة حيث بين فركوح أن هذا المشروع هو نواة لمشاريع تنموية أخرى تعمل الجمعية على تنفيذها في المستقبل وتمويلها من أرباحه إذ يمكن إنشاء مركز تدريب للنساء على صناعة المونة ومركز لحياكة الأصواف والتريكو وغيرها.

من ناحيته أشار انطوان شاهين أمين سر جمعية عضد الفقراء إلى ان فكرة المشروع موجودة منذ بداية العمل بالجمعية وبإمكانيات محدودة مادية وبشرية حيث تمت المباشرة في بيت المونة خلال عام 2013 بشكل متواضع من قبل ربات البيوت لتتبلور بعد حين النتائج الايجابية التي شجعت على اقامة اتفاقية تعاون ما بين إدارة الجمعية و المنظمة الأممية بهدف توسيع المشروع وتقديم الدعم المادي له .

كذلك نوهت ماري رفيق البواب إحدى العاملات في بيت المونة إلى أنها اكتسبت حياة جديدة بمجرد انضمامها للمشروع حيث تمكنت من إضفاء النشاط و الحيوية على حياتها اليومية و تبادل الخبرات في الطبخ مع العاملات في المشروع و اللواتي أشدن بهذا العمل لما له من دور في تعزيز التواصل الإنساني وإعادة الحياة إلى أحياء حمص بعد أن تشجع الناس على العودة إلى بيوتهم.

فاتن خلوف

انظر ايضاً

بيت المونة… مشروع أسري صغير يعيل خمسة أفراد ويوفر فرص عمل عدة

السويداء-سانا على الإنسان ألا يكون عالة على أحد وأن يستثمر إمكاناته وطاقاته لإيجاد عمل يعزز …