السويداء-سانا
على الإنسان ألا يكون عالة على أحد وأن يستثمر إمكاناته وطاقاته لإيجاد عمل يعزز من وجوده بهذه الحياة هذا ما قالته الشابة هبا مزهر من محافظة السويداء التي نجحت بإرادتها وتصميمها بتأسيس مشروع أسري منزلي صغير بمساعدة زوجها حقق استقراراً لأفراد أسرتها ووفر فرص عمل لعدد من النساء المحتاجات لذلك.
المشروع الذي أطلقت عليه هبا اسم “بيت المونة” يتضمن تعليب كل احتياجات البيت من المؤونة لفصل الشتاء كالبازلاء والفول وورق العنب والملوخية وتجفيف النباتات كالزعتر البري والمردكوش وإكليل الجبل وكذلك البامياء وتصنيع دبس الرمان والبندورة والعنب والمكدوس والكشك والمخللات والزبيب وعصير الحصرم وتجهيز الزيتون بأنواعه إضافة إلى تصنيع منتجات الحليب من السمن والجبن واللبن والكثاء وبعض المنتجات القديمة كاللزاقيات والمرشم والزلابية والمغربية.
وخلال حديثها لمراسل سانا بينت مزهر أن العمل متواصل على مدار العام وتتم مواكبة جميع مواسم المؤونة التي تبدأ بالتحضير لها منذ منتصف الشهر الرابع مع الاستمرار بفصل الشتاء بتصنيع المنتجات المحلية المطلوبة باستمرار وغير المرتبطة بموسم ما.
كما تستثمر مزهر 31 عاماً القاطنة بأطراف مدينة السويداء قطعة الأرض الملحقة بمنزلها لزراعة البقدونس وبيعها مفرومة وكذلك زراعة بعض النباتات الطبية إضافة إلى الاستفادة من إنتاج ثمار أشجار الزيتون المزروعة بفسحة الأرض الصغيرة العائدة لأهل زوجها لتقوم بتجهيزها للموائد وفق الطلب عليها.
وحسب مزهر فإن تصنيعها لبعض المنتجات يكون بكميات كبيرة خلال الموسم “كالمكدوس” الذي يتراوح بين 8 و10 أطنان ودبس البندورة بكمية تصل لحوالي 500 كيلوغرام مبينة أن المشروع يحقق وسطياً بشكل يومي مبلغ 10 آلاف ليرة على أقل تقدير ما يعينها وزوجها وبناتها الثلاثة على تأمين مصروفهم واحتياجات المنزل إضافة إلى توفيره ما بين 4 و6 فرص عمل لنساء راغبات بالعمل.
ووفقاً لمزهر فإن مشروعها الذي بدأت به منذ خمس سنوات بتصنيع الألبان والأجبان وتطور تدريجياً جاءت فكرته انطلاقاً من وجود سيدات بحاجة لتوفير المؤونة من المنتجات المحلية لمنازلهن إضافة إلى وجود عدد منهن يرغبن بفرصة عمل في هذا المجال ولكن ضمن منازلهن.
وتعمل مزهر على تسويق منتجاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومعارفها وأصدقائها كاشفة عن وجود مساع لديها لتطوير المشروع وتأمين أكبر عدد من فرص العمل وتأسيس محل جامع لهذه المنتجات المطلوبة منزلياً.
مشروع مزهر يحظى بمساعدة زوجها أيهم الحسنية الذي بين لمراسل سانا كيف يقوم باستجرار الخضار والنباتات من الحقول الزراعية للمنزل وكذلك تسويق منتجات المشروع مع مشاركتها بتصنيع بعض المنتجات التي تتطلب مجهوداً بالعمل كدبس العنب والزبيب.
ووفقاً للشابة أم حسن فإنها تعمل بهذا المشروع الصغير منذ سنتين ما ساعدها على تحقيق دخل يعينها على تحمل مصاعب الحياة وتأمين مصروف ابنتها وبيتها بالتشارك مع زوجها الذي يقوم بأعمال حرة متعددة.
عمر الطويل