أولوية مكافحة الإرهاب.. سياسة لا تعجب أميركا-صحيفة الثورة

الضفة الوحيدة التي ترغب أميركا الوقوف عندها والاستمتاع بمناظرها الهدامة هي ضفة دعم الإرهاب، وماعدا ذلك فهو تفاصيل لا تريد إدارتها التطرق إليها البتة، فهي ترفض فكرة أولوية محاربة الإرهاب وصولاً إلى الحل السياسي في سورية، خصوصاً والمنطقة عموماً، وهي ترفض الحديث عن خيط يوصل إلى طرف هذه القضية لأنها أساساً تنفذ أجنداتها عن طريق التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش.‏

الوصول إلى هذه النتيجة بنظر أميركا يتطلب عرقلة كل قرار صادر عن مجلس الأمن يدعو إلى تجفيف منابع الإرهاب أو معاقبة الدول والأشخاص الذين يمولونه، أو منع تدفق السلاح والعتاد والمعونات والدعم اللوجستي إلى داعش الإرهابي وأخواته، وهذا يتطلب أيضاً تسهيل كل دروب الوصول إلى الشبكة العنكبوتية واستخدامها لنشر التطرف والإرهاب والكراهية وتجنيد المتطرفين.‏

وعلى ذمة الأمين العام لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي فإن هناك /57/ ألف موقع إلكتروني لتجنيد الإرهابيين من آسيا الوسطى وأميركا لا تتجسس عليها، لابل إن أميركا- وللوصول إلى غاياتها السابقة- لم تستخدم عضلاتها الاستخباراتية لمنع هذا الخطر الداهم والقادم عبر الشبكة العنكبوتية، مع أنها تجسست على مواطنيها، وتجسست على رؤساء دول هي حليفة لها، وتجسست على مؤسسات صديقة لها، وعلى حكومات تدعمها وتؤازرها في كل غزاواتها وحروبها.‏

لا للتجسس على داعش إذاً ولا لمنع تمدده ولا وألف لا بنظر أميركا لإعطاء الأولوية لمحاربته بل الأولوية بنظرها تحقيق أجنداتها الخفية والمعلنة بتدمير سورية وإطالة أمد الأزمة فيها إلى أجل غير مسمى لتنفيذ هذه الغاية.‏

العالم كله يدرك أن أي استقرار أمني وأي ازدهار منشود ولأي منطقة في العالم يستدعي تثبيت الأمن ومحاربة الإرهاب إلا أميركا فإنها ترى الأمور بمنظار مختلف لأنها إذا رأت كما يرى العالم فإنها ستخسر كثيراً على ما يبدو!!.‏

بقلم: أحمد حمادة