موسكو-سانا
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو ستفعل كل ما بوسعها من أجل إجراء تحقيق شفاف ومتكامل ومتعدد الأطراف بشأن كارثة تحطم الطائرة الماليزية في سماء أوكرانيا واصفا الكارثة بـ “المأساة المرعبة”.
وأكد بوتين في تصريح خلال اجتماع مجلس الأمن الروسي نقله موقع روسيا اليوم أن روسيا أيدت قرار مجلس الأمن المقترح من أوستراليا من أجل تحقيق هذا الهدف بالذات وقال إن “موسكو ستستمر عبر الاتصال مع جميع الشركاء لحل المسائل المتعلقة بإجراء تحقيق كامل ومتعدد الأطراف”.
من جانب آخر دعا بوتين الجيش الأوكراني إلى ضرورة الانتباه لتصرفاته في منطقة “دونيتسك” قائلا “يطلبون من روسيا التأثير على قوات الدفاع الشعبي جنوب شرق البلاد وستفعل بالطبع كل ما بوسعها إلا أن هذا غير كاف على الإطلاق”.
ولفت الرئيس الروسي إلى أنه عشية تسليم قوات الدفاع الشعبي الخبراء الدوليين “الصندوقين الأسودين” لطائرة البوينغ المتحطمة شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجوما بالدبابات على مدينة “دونيتسك” وهاجمت محطة القطارات وقصفتها ولم يستطع الخبراء الدوليون الذين وصلوا إلى منطقة الكارثة حتى رفع رؤوسهم.
وأكد بوتين “أن الثوار لا يطلقون النار على أنفسهم” وفي نهاية المطاف يجب دعوة سلطات كييف كذلك إلى الالتزام بأبسط القيم ووقف إطلاق النار ولو لفترة قصيرة من أجل التحقيق في كارثة تحطم الطائرة.
وكانت وزارة الخارجية الروسية رحبت بالقرار الذي تبناه مجلس الأمن الدولي أمس حول كارثة الطائرة الماليزية في أراضي أوكرانيا.
وأشار بيان أصدرته اليوم دائرة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية إلى أهمية الدعوة التي يتضمنها القرار الموجهة إلى جميع الأطراف المتنازعة في أوكرانيا بوقف العمليات القتالية في المنطقة المحيطة بمكان تحطم الطائرة وضمان وصول المحققين وبعثة المراقبة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والمنظمات الدولية التي تساعد في إجراء التحقيق إلى مكان الكارثة.
وأوضحت الخارجية الروسية أن المشاورات المكثفة التي أجراها مجلس الأمن بشأن مشروع القرار سمحت بصياغة نص يشدد على ضرورة إجراء تحقيق دولي مستقل وغير متحيز حيث تلعب المنظمة الدولية للطيران المدني دورا مهما فيه وذلك على أساس المبادئء التي تنظم الطيران المدني الدولي.
وشددت الخارجية الروسية على ضرورة أن تلعب المنظمة الدولية للطيران المدني دورا نشيطا في التحقيقات في كارثة طائرة الركاب الماليزية وأن الجانب الروسي مستعد لتقديم المساعدة للتحقيق بشتى الوسائل بما في ذلك إرسال خبراء معنيين.
يشار إلى أن الجانب الروسي انطلق لدى العمل على مشروع القرار الذي أعدته أستراليا حول كارثة الطائرة الماليزية من أن التحيز لدى تحديد دائرة المشتبه بهم في المسؤولية عن إسقاط الطائرة والعمل على إقرار أي نتائج للتحقيق مسبقا أمران غير مسموح بهما.
وكان مجلس الأمن الدولي تبنى أمس قرارا بشأن تحطم طائرة الركاب الماليزية في جنوب شرق أوكرانيا في السابع عشر من الشهر الجاري ينص على إجراء تحقيق دولي نزيه في الحادث الذي أودى بحياة نحو 300 شخص بينهم 85 طفلا.
وطالب المجلس بوقف فوري للعمليات القتالية في منطقة تحطم الطائرة وضمان سلامة مكان الكارثة وأمن المشاركين في أعمال التحقيق الدولي وجميع العمليات العسكرية في المنطقة المتاخمة مباشرة لمكان الكارثة ما سيمكن من ضمان الحماية والأمن أثناء إجراء التحقيق الدولي.