اختتام مؤتمر “جماعات العنف التكفيري” بالمطالبة بحوار منفتح ومواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي

بيروت-سانا

اختتم مؤتمر “جماعات العنف التكفيري.. الجذور والبنى والعوامل المؤثرة” أعماله في بيروت اليوم بمجموعة من التوصيات أبرزها المطالبة بفكر اسلامي متنور وإقامة حوار منفتح ومواجهة فكر وتنظيم “داعش” الارهابي.

وتناولت الجلسة ما قبل الأخيرة للمؤتمر أهمية الاعلام في العصر الحالي وخطورته في آن واحد حيث أوضح الدكتور محمد محسن أن تنظيم “داعش” الإرهابي يعتمد سياسة مرحلتي النكاية والتمكين وما يجري بينهما هو إدارة التوحش او العمليات النفسية كجزء من الدعاية السوداء والمتضمنة التضليل الإعلامي.

2ولفت محسن الى ما يطلق عليه بالجيل الرابع من الحروب وهي مرحلة تقويض المجتمعات من الداخل بعد أن عجزت الجيوش بطرق مباشرة أن تلحق الهزيمة بمجموعات صغيرة مشيرا الى أن هذه المرحلة الرابعة من الحروب هي التي تخاض في العراق وسورية بواسطة تنظيم “داعش” الارهابي عبر معركة إعلامية تعتمد الفبركة والكذب والتضليل وغسل الادمغة وهو نفس أسلوب العدو الاسرائيلي وكل ذلك في إطار شل الخصم خدمة لاجندات صاحب الدعاية.

وتحدث الدكتور محمد علوش عن وسائل الإعلام العربية والغربية ومواقفها من التيارات التكفيرية متسائلا عن دور الاعلام ومسؤوليته في تمدد دور هذه التيارات مشيرا الى وجود مشكلة تتلخص في عدم وجود دراسات مسحية عن هذه التيارات تعتمد المسح السوسيولوجي بسبب سرية هذه التيارات .

ورأى علوش ان الاعلام في العالم ليس مستقلا عن أصحاب المصالح لا بل انه ينحرف احيانا ليلعب دور البوق مبديا خشيته من القدرات الإعلامية لهذه التيارات التكفيرية ولا سيما ان عمليات التجنيد تتم عبر تطبيقات الهاتف المحمول ودعا الى اعتماد النقد العلمي للموروث الديني في مواجهة الخطر التكفيري الإرهابي.

وقيم العميد المتقاعد الياس فرحات دور رجال الدين المتراوح بين السلبي والايجابي ولا سيما لجهة فوضى الفتاوى الامر الذي يعاظم من حالة القلق في شخصية المسلم العربي متسائلا أي دولة اسلامية نريد بناءها وأين الحالة الاسلامية والصحوة الاسلامية مما يجري.

أما الدكتور يحيى فرحات فتحدث عن جذور التكفير عارضا عددا من النقاط الأساسية والتي أدت الى تكفير الآخر ولا سيما ان تكفير المجتمع هي فكرة حديثة انطلقت مع بعض التيارات التكفيرية.

بينما تناول الباحثون محمد خواجه والدكتور أحمد موصللي والأمين العام لاتحاد المحامين العرب احمد زين البنية العسكرية لتنظيم “داعش” الإرهابي ومراحل نشوئها وضرورة مواجهتها بوحدة الجبهات والتنسيق الميداني واجراء حركة اصلاحية عبر ايجاد فكر اسلامي متنور لمواجهة التيارات التكفيرية الحالية والعمل لبلورة صيغة إقليمية للتعاون تمنع تشظي العالم الاسلامي ونشوء جماعات متشددة اكثر من “داعش” وبناء فكرة المواطنة وتحريك الاقتصاد العربي وادراك أهمية التعاون الاقتصادي العربي وبناء الدولة المدنية التي يتساوى فيها الجميع .

وترأس الشيخ ماهر حمود الجلسة الختامية واقتراح اقامة مؤتمر خاص حول ظاهرة الخوارج في التاريخ ومواصلة الحوار بين المذاهب لمواجهة فكر “داعش” الإرهابي وانهائه داعيا الى العمل لبلورة مشروع اسلامي متكامل ومستغربا لماذا تتم محاصرة مشروع الجمهورية الاسلامية الايرانية من قبل الغرب وأصحاب الافكار المذهبية ما يعوق تحقيق خطوات متقدمة.

يشار الى ان المؤتمر ينظم بالتعاون بين المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق ومركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي بالتعاون مع المركز الاردني للدراسات والمعلومات وتناول عدة محاور منها جماعات العنف التكفيري الجذور والبنى والعوامل المؤثرة وشاركت فيه شخصيات أكاديمية وباحثون من دول عربية وأجنبية واختتم بكلمتين للشيخ محمد زراقط عن مركز الحضارة والدكتور عبد الحليم فضل الله أكدا فيهما على أهمية المؤتمر وضرورة متابعة البحث والدراسة حول ظاهرة العنف التكفيري.