الهجرة واللجوء، باتا العنوان الأبرز لكل حركة سياسية غربية بدءاً من فرنسا هولاند وفابيوس، وانتهاءً بآخر عاصمة أوروبية غير فاعلة وما سمع أحدٌ بها،
وكأن باريس التي تستضيف المؤتمرين الباحثين – زوراً – عن سبل معالجة «اضطهاد الأقليات» بريئة من صناعة الإرهاب وداعش وأخواته من التنظيمات الإرهابية التي تضطهد الآخر وتكفره وتشطبه وتلغيه؟!.
الهجرة واللجوء هما عنوان آخر للفجور الغربي – الخليجي ولتحالفهما كنظامين يفتقدان للقيم والأخلاق، فالعواصف الإرهابية التي تضرب المنطقة ما كانت لتهب لولا رعاية الغرب وأميركا نشـر الفكر التكفيري الوهابي، ولولا بحثهما الدائم عن رعاية كل ما يحقق أمن إسرائيل ومخططاتها.
والهجرة واللجوء كعنوان لمؤتمر فرنسا ولحركة رئيسها باتجاه بيروت، هو عنوان ساقط في الحالتين حتى لو حظي بدعم الولايات المتحدة، وإنّ مجرد اعتلاء الأردن وتركيا منبر المؤتمر الباريسي يكفي ليُجرده من كل معنى إلا من كونه منصة نفاق جديدة انتصبت لاستهداف محور المقاومة عموماً، ولاستهداف سورية والعراق ومكانتهما التاريخية خصوصاً.
من طهران التي يتقاطر الأوروبيون إليها تقول النمسا: إن قتال داعش يحتاج لسورية الأسد وإيران وروسيا، فهل سمع هولاند وكيري وأوباما وفابيوس، أم إن زمرة أوباما هولاند غير مؤهلة لسماع هذه النبرة، وهي بحاجة لنبرة أعلى قد لا تتأخر موسكو بتوجيهها لكل الذين ساهموا بخلق أزمات عابرة للحدود، والهجرة واللجوء لن يكونا آخرها، طالما بقي الإرهاب الداعشي مقيماً في أحضان واشنطن والملتحقين بها.
على الغرب أن يفهم أن اللجوء والهجرة والقلق منهما، نتيجة لسبب يعرفه قادته قبل غيرهم، وعلى المجتمعات الغربية القلقة أن تدرك أن عواصف الإرهاب وتداعياته وتبعاته لن تتوقف، ما لم يتوقف الغرب وأميركا عن الفجور والازدواجية، وعلى مشيخات الخليج أن تعي أن حشد آلاف الجنود على حدود اليمن لن ينفعها، ما لم تقلع عن المجازفة وما لم تُسلّم بالواقع، وعلى أنقرة ألّا تبحث عن الاستقرار، ما لم تسحب يدها من اليد الصهيونية، وما لم تكف عن دعم الإرهاب واحتضان تنظيماته.
سورية عمود الكون، صوت الحق والحقيقة، موطن التعدد والغنى، وملتقى الحضارات وجامعُها، لن تنتظر مواسم التوبة والاعتراف بالخطأ، تقوم بواجبها، تتصدى للإرهاب المُتعددة راياته، وهي على موعد مع النصر المؤزر على منتجيه وداعميه، لن يُؤخر أو يُقدم فيه صحوة مصر العالقة في سيناء، والتائهة بين جيبها وفطرتها، لكنها ترى في تصويب المسار واجباً لا يجوز التخلف عنه.
بقلم: علي نصر الله