الإرهاب الإسرائيلي وإرهاب «القاعدة»!

يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة من البر والبحر والجو وبمختلف صنوف الأسلحة بما في ذلك الأسلحة المحرّمة دولياً، والهدف من هذا العدوان هو قتل مقومات الحياة وتدمير البنى التحتية وترويع النساء والأطفال والشيوخ وصولاً إلى إجبار أبناء القطاع على البحث عن «وطن بديل».. يتم كل ذلك الإرهاب تحت غطاء سياسي أمريكي، وبمباركة من حكّام الممالك والمشيخات الذين دفعوا كل ما يستطيعون لتنظيم «القاعدة» وفروعه الإرهابية التكفيرية الأخرى لنشر الفوضى والفقر والتخلف والإرهاب تحت عباءة ما سموه زوراً وبهتاناً «الربيع العربي».
لقد أكدت وقائع العدوان الظالم التي تقوم به «إسرائيل» منذ أسبوعين أن تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، وقتل الأطفال والمدنيين الأبرياء هو المطلوب، ليتكامل الإرهاب الذي تمارسه الدول والكيانات مع الإرهاب الذي تمارسه التنظيمات الإرهابية التكفيرية في مختلف أقطار الوطن العربي وفي بعض الدول الأخرى، لفرض الاستسلام وتسهيل عملية الاستباحة العسكرية والسياسية والاقتصادية الأمريكية.
حيث يتكامل مشهد الإرهاب الذي تمارسه «داعش» في العراق من تقطيع للرؤوس، وتفجير للسيارات المفخخة، ومن تهجير لمسيحيي الموصل، ولما أطلقوا عليه بـ«الأقليات»، مع قتل أكثر من عشرين جندياً مصرياً في الصحراء الغربية، ومع قتل أربعة عشر جندياً تونسياً، ومع إسقاط الطائرة الماليزية بصاروخ أطلقه أصدقاء أمريكا أبناء «الثورات الملوّنة» التي لم تجلب للعالم سوى الفوضى والإرهاب والنزوح واللجوء والفقر.. وكذلك إحراق الطائرات المدنية في مطار طرابلس التي لم تضمد جراحها بعد.
إن ما يجري في غزة والعراق وسورية ومصر وتونس وليبيا يشير بشكل واضح إلى أن إرهاب الدول والكيانات، وإرهاب المجموعات المسلحة يعمل لتحقيق أهداف واحدة، ولمصلحة جهات ترتبط بمجموعها بالإدارة الأمريكية ومشروعاتها المرفوضة من شعوب العالم الساعية للحرية والديمقراطية والتنمية الشاملة.
وبالتالي فإن مواجهة خطر الإرهاب الذي تمارسه «إسرائيل» على الشعب الفلسطيني، وعلى دول الجوار، وكذلك الإرهاب الذي تمارسه «القاعدة» و«داعش» و«جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» وغيرها من التنظيمات الإرهابية يتطلب تكاتف جميع القوى المحبة للسلام لاجتثاث هذا الإرهاب الذي يعصف بمعظم دول العالم وبتنسيق واضح مع الاستخبارات الأمريكية.
لقد أكد السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم التاريخي أن جميع الدول الداعمة للإرهاب ستدفع ثمناً باهظاً، وهذا ما تؤكده الوقائع والأحداث والقادمات من الأيام لأن «طباخي السم لا بد من أن يتذوقوه».
بقلم: محي الدين المحمد