السويداء-سانا
بالأزميل والمطرقة يصوغ طلاب كلية الفنون الجميلة في السويداء إبداعاتهم الثرة عبر محاكاة صخور البازلت في ملتقى النحت البازلتي الأول في المحافظة محولين الفراغ إلى كتل تعبيرية تحاكي صمود أرض سورية وإرادة شعبها الراسخة عبر عشرين عملا تنوعت موضوعاتها وأساليبها بما يعكس المخيلة الخلاقة لنخبة من النحاتين المتميزين ممن شكلوا خلية نحل من أساتذة وطلاب استثمروا الاحتفالية في تبادل الآراء والخبرات قبل أن يضع كل منهم بصمته الإبداعية الخاصة والتي أفضت إلى أعمال ذات قيمة فنية عالية.
وفي حديث لنشرة سانا الشبابية أوضح الدكتور غسان أبو طرابة عميد الكلية أن الملتقى يهدف إلى إبراز القيمة الجمالية والفنية لأحد أهم المكونات الطبيعية في محافظة السويداء وهو حجر البازلت برمزيته الدالة على القوة والصلابة وإثبات الهوية المكانية عن طريق الفن والإبداع مشيرا إلى الإمكانيات المتميزة التي يضمها الملتقى كفرصة سانحة لتصدير هذه الطاقات وأبرازها بالشكل الأمثل.
ويهدف الملتقى بحسب الدكتور أبو طرابة إلى ربط الجامعة بالمجتمع تحت شعار “عيشها غير.. البازلت قصة حضارة” حيث نوه بأن الملتقى نهض بجهود جماعية من قبل مؤسسات حكومية وأهلية عملت على تكريس هذا الشعار من خلال إقامة فعالية نوعية على هذا المستوى آملا بأن يتحول الملتقى إلى تقليد سنوي يجمع بين ضفتيه عوامل الإبداع والتميز.
وذكر أن طلاب الكلية المشاركين في الملتقى تفرغوا بصورة تامة لاستجماع جهودهم وخبراتهم بروح تشاركية عالية بهدف إنجاح هذه التظاهرة الفنية والتي يعود ريعها إلى أسر الشهداء في المحافظة مؤكدا أن الفن يبني الإنسان ويعزز القيم الروحية والجمالية والحضارية.
بدوره أشار النحات نشات الحلبي إلى أهمية الملتقى كساحة لإظهار الرؤى والآراء الفنية والخروج بأعمال مميزة رغم بعض الصعوبات التي يواجهها المشاركون من ناحية نقص الأدوات والمستلزمات الأولية مبينا أن التعاون والعمل الجماعي قادر على تحدي قصور هذه الإمكانات وتعويض النقص الحاصل.
وقال الطالب خالد أبو طرابة.. استطعنا من خلال الملتقى التقرب والتعرف اكثر على حجر البازلت الذي تشتهر به السويداء حيث أخذت على عاتقي الاشتغال على الجانب الواقعي التعبيري وكم أدهشتني قدرة الفنانات المشاركات و صلابتهن في التعامل المتقن مع حجر البازلت والعمل طوال النهار تحت أشعة الشمس بروح أسرية متآلفة.
وكان طلاب الكلية قد اغتنموا فرصة الملتقى لتجميل كليتهم وترك بصماتهم على جدرانها وأبوابها وإدراجها فصمم البعض لوحات وأشكال تعبيرية من قطع السيراميك الملونة ومنها الدرج الداخلي في المبنى الذي اكتمل مع نهاية الأسبوع الثاني للملتقى إذ يعبر حسب مصممته ميساء الزغير عن الوان الطبيعة المأخوذة من خضرة الغابات وزرقة السماء والبحر وصفرة الصحراء.
كما تضمن الملتقى معرضا كاريكارتوريا تناول عدة مواضيع نقدية ساخرة عالجت في بعضها عددا من قضايا المجتمع بطريقة فنية هادفة بالإضافة إلى نشاطات فنية وتراثية وكرنفالية شملت إقامة معرض دائم لمشاريع التخرج الخاصة بطلاب الكلية إلى جانب حفل تخرج لطلاب السنة الرابعة و حفلات موسيقية وفنية بمشاركة طلبة معهد الموسيقار فريد الأطرش ومعهد موسيقا الأنغام العربية وفرقة كاناثا للفنون الشعبية التابعة لمنظمة اتحاد شبيبة الثورة.
وكانت فعاليات الملتقى قد انطلقت في التاسع و العشرين من الشهر الماضي وتستمر لغاية السابع والعشرين من الشهر الحالي بمشاركة نحو 60 مدرسا من الهيئة التدريسية في الكلية بالإضافة إلى طلبة السنوات الأربع والبالغ عددهم نحو 400 طالب وطالبة.
مها الأطرش