حمص-سانا
لم يعد خافيا على أحد صمود الشباب السوري وعزيمته الحديدية في مواجهة أعتى التحديات حيث تحفل قصص السوريين بحكايا البطولة والفداء والارادة الفذة كما هو الحال في قصة الجريح البطل ميسم ماجد الجردي الذي أصيب أثناء تأديته لواجبه الوطني المقدس في مواجهة التنظيمات التكفيرية المسلحة في ريف دمشق الا ان ما خلفته الاصابة من اذى نفسي وجسدي كبير لم يقف عائقا أمام مواصلة حياته وبناء مستقبله المهني.
وفي لقاء مع نشرة سانا الشبابية أوضح الجردي أنه أصيب بطلق ناري في عموده الفقري ما تسبب بتهشم الفقرة 12 بالكامل وبالتالي حدوث شلل في أطرافه السفلية حيث بلغت نسبة العجز 98 بالمئة لكن تجربته القاسية هذه اثبتت له ان حب الوطن وإرادة الحياة أقوى من إرهاب أعداء سورية.
وتابع الجردي: تحسنت صحتي قليلا وكان للأمانة السورية للتنمية دور كبير في تقديم الدعم النفسي والمادي لي وللكثيرين من اصحاب الاوضاع المشابهة حيث قدمت لي الامانة من خلال مشروع على هذه الارض مبلغا من المال قدره 500 الف ليرة سورية للانطلاق في مشروع صغير يساعدني في تأمين حاجياتي.
وأشار إلى أنه تمكن بمساعدة والدته من استثمار المبلغ في افتتاح بقالية للمواد التموينية ليباشر من خلالها حياته الجديدة بروح من الامل والتفاوءل والايمان بالمستقبل القادم وبالفعل بدأت حياته تتغير نحو الافضل حيث تجاوز المه النفسي واحساسه بالعجز والمرض بعد ان لاقى عونا مضاعفا من قبل اخوته وأصدقائه في تلك المرحلة الحرجة.
أما أم ميسم والدة الجريح البطل فقد وجهت الشكر العميق لكل من وقف الى جانب ولدها في محنته القاسية لا سيما الجهات الاهلية الفاعلة وعلى رأسها الامانة السورية للتنمية وقالت.. لقد كان للمجتمع الاهلي دور بارز في اعادة الضحكة الى وجه ولدي حيث اثبتت هذه الجهات انها سند حقيقي لكل ابن سوري تضرر جراء الحرب الجائرة على سورية.
وأشارت إلى أن عددا من الجمعيات الخيرية قدم مساعدات طبية وعلاجية لابنها الجريح وكان للكرسي المتحرك الذي حصل عليه تأثير ايجابي مباشر في رفع معنوياته وانخراطه مرة اخرى في الحياة الاجتماعية العامة.
من ناحيتها أكدت رزان سلطان زوجة الجريح البطل أنها عقدت قرانها على ميسم منذ شهرين فلم تلتفت للاعاقة التي اصابته بل وجدت في زوجها ارادة حديدية تتجاوز ما يمتلكه الانسان المعافى وهي تشعر بزهو كبير امام سيل التضحيات التي قدمها ببسالة حبا ودفاعا عن ارض الوطن.
يذكر أن الشاب الجردي من مواليد وسكان قرية العامرية في الريف الشرقي الشمالي لمحافظة حمص وقد هجر قسرا عن قريته بفعل الاعمال الاجرامية للتنظيمات التكفيرية المسلحة.
فاتن خلوف