الشريط الإخباري

“عندما ترتدي الضباب” نصوص نثرية لحياة نصر.. تباين في المستوى وغلبة للمباشرة

دمشق-سانا

“عندما ترتدي الضباب” مجموعة من النصوص النثرية لحياة نصر تباينت في المستوى الفني والبنيوي فغلب على مجملها أسلوب المباشرة التي كان لها أثر على البنية التصويرية في أغلب الأحيان وذلك باتجاهين الأول شكل جمالا في بعض اللوحات والثاني كان مترهلا فجاءت التراكيب ضعيفة الدلالات والصور تقول في نصها “أعد”:

أعد الورد لوجنتي .. ولأنفاسي العبق

وحبات القمح للسنبلة المسحوقة .. والشذى للحبق

عند الكاتبة نصر يتشكل نصها أحيانا في بناء شعري تتدفق فيه العاطفة عبر روحها المنتشية فيما وراء الحلم خارج حدود الزمان والمكان لتصنع صورتها كنسيج من نغم موسيقي وألفاظ منتقاة وفق ما تراه ملائما لنصها تقول في نصها “عازف البيانو”:

عازف .. بهدوء .. ورقة .. أجلس أورنينا جانبا … وحط على

كتفيه بلابل الفرح .. قتل الوحش .. وشح اللحظة .. حينما طرز المدى.

تعتمد نصر في بعض نصوص مجموعتها على الومضة في التكوين الفني لقصائدها إلا أنها تفتقر أحيانا للمكون الأساسي لهذا النمط الأدبي وهي كثافة اللغة ببعدها التعبيري والدلالي ما سبب ظهور الإيحاء خلال الاستعارات المكونة للصورة تقول في نص “معلمنا”:

اخترق سؤاله .. عمقنا .. مرر سبابتنا على أناقة اللغة .. كي

يفتح لنا الحلم صمته صلاة .. كلامه مطر.

وإن أسباب المباشرة عند نصر عدم الاهتمام بالبنية التصويرية لذلك ارتبكت بعض النصوص تحت نير الهشاشة الأسلوبية تقول في نص حنين:

مشاعر تفور .. تنضب في طريق ..

خلا من الرفاق .. من بائع الحلوى

عند زاوية ذاك البيت العتيق.

كما أن الكاتبة نصر لم تتمكن من التعاطي مع الحداثة بشكل حقيقي فالنص النثري يحتاج إلى معمار هيكلي لا يخلو من التعقيد والثقافة والتبصر حتى يتمكن من انتزاع تسمية بجدارة في عالم الشعر قالت في نص “موعد مع صديق”:

أهزوجة ..لمرور لحظات قاسية

قطرات من ضياء .. تدلف على عتمة أفقنا

رحلة مشتركة .. إلى سهول الطفولة .. وهضاب أمنية موعد نتلهفه.

إن نصوص المجموعة اعتمدت فيها الاستعراض اللغوي ومحاولة إيجاد علاقات جديدة بين ألفاظ أو مفردات فوصلت إلى نتيجة ليست جادة في طرح نفسها كقصيدة شعر تقول في نص “ماذا نسمي”:

ماذا نسمي الذي يلتمع في عنقود العنب ويتكور في كوز التين

ويفلت علينا أشواك الصبار ومناقير العصافير.

وأوضحت أن كثيرا من نصوص المجموعة نتجت عن حالات ذاتية لم تصل إلى حد معقول من التجربة الأدبية عبر خلخلة في البنيان وتراجع في وجود العاطفة تقول في نص بعنوان “في قاعة السينما”:

في قاعة السينما .. لم أعرف أن الجلوس .. في قاعة السينما ..

سيجر قوافل زنبق .. سيحرك شتلات الحبق .. ترك الكرسي المثبتة

.. بمسامير .. كيف أصبحت .. أرجوحة ريح… تدور.. تعلو .. تطير.

وبرغم وجود بعض العبارات الجميلة تدل مجموعة عندما ترتدي الضباب لصاحبتها حياة نصر على عدم وجود قراءة حقيقية وكافية للنصوص في زحمة تدافع الكثيرين لانتزاع لقب شاعر.

مجموعة “عندما ترتدي الضباب” من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب وتقع في 88 صفحة من القطع الصغير.

محمد الخضر