السويداء-سانا
حققت فرقة حوار للفنون المسرحية في السويداء مساهمات متنوعة في العمل المسرحي واستطاعت أن تقدم عروضا بسوية فنية عالية من خلال مجموعة من الشباب الموهوبين الذين يخضعون بشكل دوري لدورات إعداد ممثل إضافة إلى مشاركة عدد من الأطفال خلال العروض المسرحية.
وبين المخرج المسرحي ومؤسس الفرقة زياد كرباج في حديث لـ سانا أن فرقة حوار بدأت بتقديم عروضها بشكل فعلي عام 2004 حيث كان أول عمل لها بعنوان إيقاعات من شكسبير والذي كان مزجاً لأربعة أعمال من مسرحيات الكاتب الانكليزي الشهير على مسرح مديرية التربية بالسويداء تلاه في العام نفسه عرض آخر بعنوان “ماذا تبقى لكم” وهو عمل مسرحي مقتبس عن مجموعة من القصص للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني وقدم بدوره على مسرح مديرية ثقافة السويداء.
وأضاف كرباج “عكفت بعد هذين العرضين على مرحلة جديدة من الاعتماد على نفسي في كتابة وتأليف النصوص المسرحية وهذا ما تجسد في مسرحية بعنوان “وماذا” التي كانت من تأليفي وإخراجي وقدمت على مسرح مديرية ثقافة السويداء عام 2005″.
وأشار إلى أن الفرقة خلال السنين المنصرمة قدمت عددا من المسرحيات أبرزها مسرحية بعنوان “كابوس” في المركز الثقافي بالسويداء عام 2007 ومسرحية “حكاية بنت” التي عرضت على مسرح مديرية التربية بالسويداء عام 2008 ومسرحية “الشاطئ” عام 2009.
كما حصلت الفرقة بحسب مؤسسها على جائزة درع مهرجان المزرعة للإبداع الادبي والفني عام 2009 عن عملها المسرحي الذي حمل عنوان “الجنين” والذي قدم أيضا على مسرح مديرية التربية بالسويداء ومسارح المراكز الثقافية في مدينة شهبا وبلدتي القريا والغارية و في عام 2011 قدمت الفرقة عرضا مسرحيا بعنوان البوابة.
وفي مطلع العام الجاري قدمت فرقة حوار على مسرح المركز الثقافي بالسويداء مسرحية بعنوان “بانتظار غودو” للكاتب الإيرلندي الشهير صموئيل بيكيت وتدور فكرة العمل حول شخصيات مهمشة ومعدمة تقضي حياتها في انتظار شخص يدعى غودو آملة بأن يغير حياتهم نحو الأفضل إلا أنه لا يأتي بعد كل ذلك الانتظار.
وعن مسيرته مع أبي الفنون تحدث كرباج.. أن المسرح كان هاجسه منذ الصغر حيث لم يستطع الانتظار حتى التخرج حين كان بالسنة الثالثة في قسم اللغة الإنكليزية بجامعة دمشق التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية عام 1984 ليحصل على شهادة البكالوريوس في النقد ويبدأ رحلته مع العمل المسرحي ضمن رؤية خاصة في الأدب والفن عمل من خلالها على تكوين اتجاه مسرحي يربط بينهما.
وعن أعماله الأولى في المسرح يوضح كرباج أنه قدم وزملاءه خلال سنوات الدراسة الجامعية عرضاً مسرحياً متميزاً بعنوان أنشودة أنغولا للمخرج المسرحي مانويل جيجي كما عمل في المسرح القومي بالقاهرة خلال وجوده بمصر بين عامي 1993و1994 مع المخرج حمدي غيث في عرض مسرحي بعنوان الزير سالم والتحق بأسرة مجلة المسرح التابعة للهيئة العامة المصرية للكتاب وبدأ بكتابة المقالات النقدية والنظرية والفكرية والتطبيقية ورشح من قبل المجلة إلى مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي واشترك بدورته الثالثة.
وحول الكتب التي أصدرها قال “صدر كتابي الأول عام 1993 وكان عبارة عن ثلاثية مسرحية بعنوان وقت للخوف وتزامنت مع إصدار مجموعة شعرية لي بعنوان أمي ومن ثم صدر لي كتاب بعنوان أنقاض وانتظار وكتاب آخر بعنوان الشاطىء.. الينبوع في عام 2007 إضافة إلى عدد من المقالات في الصحف المحلية ومجلة الموقف الأدبي وجريدة الأسبوع الأدبي”.
ويضع كرباج نصب عينيه تاريخ المسرح بمعناه التجريبي والدراسي بكل تفاصيله لتقديم كل ما هو مبتكر عند كتابة النص المسرحي حيث الف كتابا بعنوان في المسرح الاغريقي وهو كتاب يتحدث عن المسرح الإغريقي ضمن منظور جديد لهذا المسرح الغني ولا سيما المعنى الإبداعي للمحاكاة عند أرسطو في نظرة جديدة للتراجيديا الإغريقية وصولاً إلى معنى المأساوية مشيرا إلى أنه يحلم بمسرح نظيف من كل الشوائب على مستوى الإعداد والشكل والمضمون إذ يفرحه وجود جمهور ذواق يشجعه على العمل.
يشار إلى أن فرقة حوار تأسست عام 2001 ويبلغ عدد اعضائها نحو 20 شابا وشابة.
سهيل حاطوم