غزة-سانا
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم توسيع اجتياحه البري لقطاع غزة باستدعاء قوات كبيرة للمشاركة فيه مع تصعيد الغارات الجوية والقصف المدفعي المركز على مختلف مناطق القطاع والذي تسبب باستشهاد 365 فلسطينيا وإصابة نحو 3000 آخرين وفق آخر إحصاءات معلنة في ظل امكانية وقوع كارثة إنسانية جراء النقص الحاد في المواد الغذائية والطبية والماء والكهرباء وغياب قرارات ودعوات دولية جدية لوقف حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال بحق الفلسطينيين الأبرياء فيما تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها لمحاولات تقدم قوات الاحتلال برا وتكبدها خسائر في العتاد والأرواح مع الاستمرار بإطلاق الصواريخ باتجاه مواقع ومستوطنات الاحتلال.
وكان الناطق بلسان جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي أعلن على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك فجر اليوم أنه تقرر “توسيع رقعة المرحلة البرية من عملية “الجرف الصامد” مع دخول قوات برية كبيرة” للمشاركة في عمليات ضرب البنية التحتية للمقاومة في قطاع غزة موضحا أن ذلك يأتي “وفقا للخطة المحددة للعملية ومتابعة للإنجازات التي تم تحقيقها حتى الآن”.
كما نقلت صحيفة إسرائيل اليوم عن وزير الاستخبارات الإسرائيلي يوفال شتاينتس قوله إن “هناك إجماعا في المجلس الوزاري الأمني المصغر على توسيع عملية “الجرف الصامد” إلى حد احتلال غزة بشكل كامل” ما يعكس حجم الدعم الدولي الذي يتلقاه الاحتلال في عدوانه على القطاع والذي لم يواجه إلى الآن سوى ببعض التمنيات عليه بالحرص على حياة المدنيين الفلسطينيين مع التشديد الدائم والمستمر على حقه فيما يسميه المتشدقون بحقه الحصري بالدفاع عن النفس.
وبوجه هذا العدوان الهمجي تواصل المقاومة الفلسطينية مفاجأة كيان الاحتلال وكسر حملته البرية التي بدأها منذ يومين حيث أعلنت عن تنفيذ خمس عمليات نوعية قتلت فيها نحو 30 جنديا إسرائيليا وآخر هذه الضربات كان فجر اليوم بإعلانها عن نصب كمين محكم لجنود إسرائيليين في حي التفاح بالقطاع عند تقدم عدة دبابات إسرائيلية وناقلتي جند باتجاه أحد حقول الألغام حيث تمكنت من تفجيرها ثم تقدمت نحوها وقتلت 14 جنديا بداخلها.
كما ذكرت وسائل الإعلام أن فلسطينيا فجر نفسه اليوم بدبابة إسرائيلية شرق حي الشجاعية الذي ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بحق أهله أمس راح ضحيتها 40 شهيدا وفق آخر إحصائية وجرح العشرات وسط أنباء عن وجود العشرات تحت الأنقاض بعد أن منعت قوات الاحتلال سيارات الإسعاف والطواقم الطبية من الوصول إلى الحي.
وقبل هذه العملية بساعات استطاع عدد من قوات النخبة في المقاومة اختراق خطوط جيش الاحتلال في منطقة الريان بمحيط صوفا جنوب شرق خان يونس وباغتت الجنود الإسرائيليين حيث اشتبكوا معهم من مسافة قريبة جدا وقتلوا 5 جنود إسرائيليين كما
استطاعت مجموعة مقاومة أخرى الدخول إلى موقع أبو مطيبق العسكري صباح أمس ودمرت عددا من الآليات العسكرية وقتلت 6 جنود إسرائيليين وكذلك أعلنت المقاومة عن قنص 3 جنود إسرائيليين شمال بيت حانون شمالي غزة.
وأمام حالة الهلع التي خلقتها المقاومة الفلسطينية في عمق الكيان الصهيوني قبل الاجتياح البري ومحاولة الاحتلال إيهام مستوطنيه أن اجتياح القطاع بريا سيزيل كل مخاوفهم ويشل قدرة المقاومة حفاظا على ما يسميه “أمنهم واستقرارهم” على حساب أمن أكثر من مليون فلسطيني يعانون على مرأى العالم أجمع ويرزحون في ظروف مأساوية تحت الحصار منذ أعوام يجد الاحتلال نفسه مضطرا إلى التعتيم على خسائره الحقيقية في المعارك التي تدور بالقطاع والتي لم ينجح فيها حتى الآن إلا بالتقدم عشرات الأمتار.
وتتناقل وسائل الإعلام الإسرائيلية أرقاما متفاوتة حول الخسائر التي تلحق بجيش الاحتلال ما يؤكد أن الرقابة العسكرية المفروضة غير مسبوقة وفيما اعترفت سلطات الاحتلال بمقتل 5 من ضباطها وجنودها تتضح التناقضات في عدد الجرحى فبينما نقل موقع تيك ديبكا عن مصادر قولها إنه عددهم وصل إلى 30 جنديا 4 منهم بحالة خطرة لم يتجاوز عدد الجرحى وفق صحيفة معاريف 4 جنود.
ويزداد وضوح تخبط الاحتلال وخوفه من فضح العدد الحقيقي لخسائره أيضا في الأرقام التي أوردها موقع صحيفة يديعوت أحرونوت الالكتروني والذي أعلن أنه تم نقل 18 جنديا إسرائيليا الليلة الماضية إلى المشافي إضافة لما ذكرته الإذاعة العبرية ريشت بيت عن إصابة 25 جنديا وضابطا منذ بداية العدوان البري ليرتفع هذا العدد وفق القناة الثانية الإسرائيلية إلى 41 مصابا منهم 27 جنديا تم نقلهم لمشافي الاحتلال منذ الليلة الماضية حتى صباح اليوم بينما اعترفت الإذاعة الإسرائيلية بإصابة 51 جنديا وبينما أعلنت صحيفة هآرتس أن عدد الجنود المصابين وصل إلى 81 جنديا.
وفي سياق التعتيم ذاته ذكر موقع روترنت الإسرائيلي أن هناك تقارير أولية تتحدث عن أسر جندي إسرائيلي في القطاع الأمر الذي لم تؤكده أو تنفيه سلطات الاحتلال ما يؤشر على حجم التضليل الذي تمارسه حول ما يجري على الأرض وقد ذكر مراسل قناة الميادين خبر أسر الجندي على يد المقاومة ورد فعل الفلسطينيين في القطاع على هذا النبأ.
كما أوردت صحيفة معاريف الإسرائيلية خبرا عن إصابة قائد لواء غولاني بجروح وصفتها بالطفيفة خلال اشتباكات بغزة في وقت ذكر موقع والا الإسرائيلي أن جراحه متوسطة دون أن تذكر وسائل إعلام الاحتلال أي تفاصيل أخرى.
ويأتي تأكيد الصحفي الإسرائيلي يوئيل ماركوس الذي يعمل في صحيفة هآرتس أن الجيش الإسرائيلي يفرض رقابة مشددة على الصحفيين حول نشر أعداد القتلى من جنوده في غزة خوفا من ردود الفعل العنيفة وقوله “لو سمح لنا النشر فإن ثورة ستحدث بإسرائيل ستحرق الأخضر واليابس” دليل جديد واضح على حجم الخسائر التي كبدتها المقاومة للاحتلال وسياسة التعتيم التي تنتهجها سلطاته حرصا على الروح المعنوية لمقاتليها ومستوطنيها.
ويظهر جليا أن الأمور مفتوحة على المزيد من التصعيد الإسرائيلي في القطاع حيث نقل موقع تيك ديبكا عن مصادر عسكرية قولها إن الجيش الإسرائيلي بدأ منذ أمس باستدعاء 50 ألف جندي احتياطي ليرتفع بذلك عدد جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم منذ بدء
عدوان الجرف الصامد على القطاع إلى 108 آلاف جندي.
وأمام تصعيد الاحتلال وتيرة عدوانه على قطاع غزة تزداد المقاومة الفلسطينية صمودا وتمسكا بحقها في الدفاع عن الوجود الفلسطيني وتعلن باستمرار أنها ستجعل الاحتلال يدفع غاليا ثمن عدوانه وجرائمه بحق المدنيين الذين تستهدفهم قذائف طيرانه ومدافعه فيما يسقط جنوده قتلى ومصابين في المواجهات العسكرية أثناء التقدم البري لأمتار قليلة إذ لم تستطع كل وسائل إعلامه أن تغطي هذه الحقيقة التي تنقلها وسائل إعلام أخرى ترى في فلسطين بوصلة القضايا العربية ومركز الصراع مهما اختلفت الأشكال والمسميات.
عاليا عيسى