حمص-سانا
أحب الشاعر شلاش الضاهر الوطن فأنشد أشعارا تمجده وتتغنى بعزته وعشق المرأة فاستوحى من جمالها كلمات العشق المنمقة المتلألئة سحراً وعفة مسطراً قصائد تعبق بأريج الحنين والتفاوءل مقتبساً من نسمات قريته الجبلية العليلة “الشرقلية” معاني الأصالة والنقاء.
ويتميز الضاهر بأنه صاحب تجربة شعرية مكتنزة بمفردات لغوية استقاها من خلال دراسته الأكاديمية وقراءاته الوفيرة في مختلف اصناف الفنون الأدبية ما أغنى إنتاجه الأدبي حساً مرهفاً وإبداعاً فنياً تجلى في القصائد الغنائية التي قدمها لكثير من المطربين وصلت الى ثلاثين اغنية وطنية وشعبية تم تصويرها في التلفزيون العربي السوري.
وفي ديوانه “أكثر من ضوء وأبعد من فضاء” الصادر عام 2011 تتراءى احلام الشاعر محلقة في فضاء من الكلمات الجياشة بمشاعر الشوق والحنين والهيام بمحبوبته التي يناجيها ويغدقها أحاسيس الحب فيقول في قصيدته “آخر النصفين أنت:
نصفي المملوء أنت ..آخر النصفين أنت ..ثم تبدي ما لديها ..في تفاصيل اشتعال العطر ..امداء تجوس الوقت عشقاً ..يرتديها البوح موالاً ..مواعيد ..لإشعال القصيدة.
ونسافر مع الشاعر في قصيدته “قمران من عشق لعينيك” في مدى الكلمات المعطرة بأنفاس العشق المعتق فتأخذنا بسحرها وتتركنا نغوص في بحر من الأحلام فيقول:
قمران من عشق لعينيك وقافلة من الجوري .. يضيق بها المكان ..قمران من تبن وزيتون ..لسوسن ثغرك المسكون ..بالخمر المعتق.. والشذى والبيلسان.
ولا يقتصر الحب لدى الضاهر على الحبيبة فالوطن يستحق حباً أكبر ليس له حدود والقضايا القومية بما فيها القضية الفلسطينية وأوجاع شعبها تحت نير الاحتلال الإسرائيلي والتي حضرت بقوة في عدد من قصائده كما ادمت غزة الجريحة قلبه الحزين فكتب في قصيدته “زنزانة تكفي”:
فكوا وثاقي من يدي .. لاتسجنوني خلف قضبان القبيلة .. هي غزة صارت قمر ..هي في فضاء الصمت ملحمة الثكالى .. واتجاهات السفر ..هي قبلة الأوجاع يهديها البنفسج شال عرس الدمع يقرأ ما تيسر من فصول الحزن يكتبها عناوين لفاتحة السور”.
وفي قصيدة أخرى تضيق كلمات الضاهر عن وصف حبه لقريته “الشرقلية” المتوضعة على تلال الريف الغربي لمحافظة حمص فيخاطبها بهذه العبارات التي تنم عن أحاسيس طفل أحب أمه وتعلق بها مستذكراً كل اللحظات الجميلة معها فيقول في قصيدته:
ماذا أسميك.. ماذا أسميك وأنت لي الرغيف .. وفي دمي بيارة للحلم .. والزمن المضيء .. ماذا أسميك وانت على فم العشاق .. بسمة ماذا أسميك وأنت على جبين الصبح نجمة.. أأقول أنت حبيبتي أم أنت أمي والتراب أبي .وهذا الزعتر المعتد بالجبل الأشم أخي.
يذكر أن الشاعر شلاش الضاهر من مواليد عام 1958 يحمل إجازة في اللغة العربية ودبلوم تأهيل تربوي وحصل على العديد من الجوائز الأدبية منها جائزة مسابقة اتحاد الكتاب العرب فرع حمص لعامي 1992 و1993 وجائزة مهرجان الأدباء الشباب في طرطوس عام 1993 وله ديوان مطبوع بعنوان “أكثر من ضوء وأبعد من فضاء” وديوان آخر قيد الطباعة ويعمل مدرساً منذ اكثر من ثلاثين عاما ويكتب في الصحف المحلية والعربية.