الشريط الإخباري

آفاق وأنفاق الحل السياسي…-صحيفة الثورة

في كل المبادرات التي قدمت، ومشاريع الحلول التي أعلنت على أساس أنها تشكل برنامجاً لحل سياسي أو سلمي للمسألة السورية لم يكن الواقع القائم مأخوذاً بالحسبان! هي أفكار عمومية قدمت لإيجاد حل بين فصيلين مفترضين «سلطة ومعارضة». المشكلة كانت دائماً أن المعركة على الأرض ليست بين حكومة أو سلطة ومعارضة، بل بين الحكومة السورية وقوى متدخلة بالشأن الداخلي السوري لم تتوان عن استخدام ارهابيين سهلت دخولهم إلى سورية من كل أصقاع العالم وساعدتهم على بدء معركتهم الجهنمية مع سورية.‏

زاد من جنون الحرب ودفعها نحو التدمير والتخريب الكلي لسورية – ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا – قناعة مستعجلة غير صحيحة، أن النظام سيسقط بين ليلة وضحاها. وعلى قاعدة هذه القناعة كانت تقدم المبادرات بانتظار سقوط النظام ليس إلا. ولذلك أخذت معظم المبادرات طابعاً استعراضياً، ظهرت صورته المسرحية في مؤتمر جنيف 2.‏

لا شك أن ثمة معركة قائمة على خلاف سياسي حدي بين الدولة ومعارضة أو معارضات. ويمكن لمبادرة حل سياسي أن تجد طريقاً للتفاهم السياسي بينهما، ولعل مبادرة السيد الرئيس بشار الأسد السياسية، كانت الأشمل والأفضل من كل ما طرح لتوفير حل سياسي لخلاف مفترض أنه بحدوده السياسية بين الطرفين. وكون المبادرة طرحت يومها من الرئيس الأسد مباشرة كان لذلك أن يعطيها دفعاً لو تلقفه أي من الأطراف الباحثة عن الحلول السياسية…. لكن… لم تلاق الاهتمام اللازم من قبل المعارضات عموماً ؟! بعضهم انتظر أن تكتمل رؤيته وبعضهم ذهب بعيداً في الانقياد للرأي الذي يقدمه الداعمون لهم !!! وبالتالي هم بهذا الشكل أو ذاك تلطوا بالإرهاب واقنعوا أنفسهم ولو بألم، أن تلك هي الطريق الوحيدة لإسقاط النظام الذي جعلوا منه مقدمة أولى لأي حل سياسي.‏

كل مبادرات الحلول السياسية التي طرحت ارتهنت لمصلحة الحل الأمني العسكري وارتبطت بتطور المعارك على الأرض. كلها لم تحدد هدفاً ترمي للوصول إليه من خلال ما تعرضه. بل هي كانت أقل بكثير من امكانية النظر إليها كحل ؟؟!!‏

هناك قوى متصارعة تتقاتل على الأرض منها من ترى في تخريب بنية البلد ومقدراته انتصاراً لها… ذاك هو ما يحتاج للحل البديل إن كان ممكناً ؟! هنا مطلوب السلام وليس السلام على أرصفة شوارع العالم وفي فنادقه أو في دوائر الحكم في سورية… بل في الميدان… وهو ما يتطلب مبادرة تشارك فيها القوى التي اتاحت ظروف الحرب وساعدت على نشوبها وزيادة لهيبها.‏

كل مشاريع الحلول التي طرحت، إن صح تسميتها كذلك هي مشاريع رغبت في إحداث تغيير في وقائع الحرب والحشد على الأرض وفقط… هي مشاريع توصل في حالة نجاحها إلى لا شيء على صعيد الحرب والدمار… هي مشاريع تنظم – في أحسن الحالات – تقاسم سلطة بين طرفين غير متفق على تحديدهما بعد !!!‏

ثم ماذا ؟؟؟‏

إن كانت المعارضة في اتجاه والحكومة في اتجاه أم كانا شريكين في حكم البلد… هل ثمة ما يمكن أن يؤجل محاربة الارهاب والدمار والخراب..؟؟!!‏

مهما حاولنا وتفلسفنا تلك هي البداية.‏

بقلم: أسعد عبود