اللاذقية-سانا
آوان زجاجية تالفة وبعض الألوان الخاصة بالإضافة إلى قليل من المواد الطبيعية المنتشرة في البيئة المحلية كانت كافية لتحول الشابة سناء إبراهيم صقر جزءا من منزلها الريفي إلى معرض يغص بأجمل الإبداعات اليدوية كاشفة بذلك عن موهبة متوثبة وحس فني عال إلى جانب نزعة قوية نحو بيئة نظيفة يستفاد من مخلفاتها العضوية بطريقة آمنة وهو ما حول الأنظار بقوة إلى الشابة التي بدأت عملها على نحو عفوي تماما قبل أن تباشر بصقله عبر دورات فنية متتالية كانت كفيلة بجعل كل من أعمالها أشبه بتحفة فنية خالصة.
بدأت القصة قبل سنوات وتحديدا عندما حاولت صقر تجميل منزلها القروي البسيط بطرق غير مكلفة فكانت حسب قولها لنشرة سانا الشبابية تجمع الأوعية الزجاجية الفارغة وتزينها بالقش بعد تلوينه وتجفيفه لكنها سرعان ما اكتشفت أن هناك الكثير من الطرق التي من شأنها تطوير هذا العمل وجعله أكثر احترافا وجودة إنما يتطلب منها مزيدا من الجهد والوقت.
وأشارت إلى أنها سارعت بعد ذلك للالتحاق بعدد من الدورات المتخصصة في مركز الفنون التطبيقية في اللاذقية حيث تعلمت الرسم أولا على مدى عام كامل قبل أن تبدأ باحتراف الرسم على الزجاج ومن ثم أعمال الخزف والسيراميك حيث بدأ عملها يتخذ منحى أكثر اتقانا لا سيما بالنسبة للرسم على الآواني الزجاجية وهو العمل الذي كان يستهويها منذ زمن.
وقالت صقر إن “دراستي في مركز الفنون ومشاركتي في عدد من المعارض الجماعية إلى جانب احتكاكي بتجارب متنوعة كان له الأثر الأكبر في تحويل الهواية إلى فن احترافي والخروج بأعمال فيها من التنوع والخصوصية ما يجعل من بصمة الفنان تظهر بوضوح على شغله”.
وأشارت إلى أنها تجمع الآواني الفارغة وتختار التصميم الذي ترغب به فتحضر الألوان المناسبة ومن ثم تبدأ بالرسم ورغم أن الفارغة الزجاجية تتحول سريعا إلى عمل مثير للدهشة إلا أنها غالبا ما تضيف إليها بعض المواد الأخرى كالاحجار الصغيرة أو الصدف الملون أو القطن المعالج وبذلك تأخذ القطعة شكلا مغايرا لما هو سائد في أعمال الرسم على الزجاج التقليدية.
أما التحول النوعي في اشتغالها الفني فجاء بعد مشاركتها في ورشات تدوير النفايات البيئية في مكتبة الأطفال العمومية في اللاذقية حيث بينت أنها اكتشفت من خلال هذه الورش عالما جديدا فيه الكثير من الخيارات المميزة والتي تمكن الفنان من النهوض بأعمال لا سابق لها نظرا لتنوع الخامات الموجودة في الطبيعة وفي البيئة المحلية المحيطة.
كثيرة هي المواد التي بات بإمكان صقر استخدامها ومنها كما ذكرت أوراق الشجر وخيوط الخيش والخرز والازرار الملونة والأقمشة التالفة وأعواد الخشب وسواها أما تشكيل هذه المواد فيتم بطرق عديدة ولا حصر لها أذ يعتمد الأمر على ذائقة الفنان وسعة مخيلته.
واختتمت بالإشارة إلى أنها حولت بالفعل منزلها الريفي إلى ما يشبه معرضا متنوع الأفكار والتقنيات ليصبح محطة للعديد من المهتمين بهذه الفنون كما أنها بدأت منذ عام تقريبا بالمشاركة في البازارات والمعارض الفنية المختلفة لتحقق عبر بيع منتوجاتها مردودا ماديا مقبولا جعلها تفكر بتوسيع عملها وتطويره نحو الأفضل والتفرغ الكامل له ليكون مستقبلا مصدرا مدرا للدخل يفي بمتطلباتها المعيشية.
رنا رفعت