السويداء-سانا
تشتهر قرية/ الهيات/ الواقعة في الشمال الشرقي من محافظة السويداء بجمال طبيعتها وآثارها الموغلة في القدم التي تروي قصة حضارات تعاقبت عليها وتركت في كل ركن منها موقعا أثريا يدل على عظمة تاريخها .
وتعتبر /الهيات/ التي تقع فوق مرتفع ضمن أرض سهلية إحدى أقدم القرى في جبل العرب حيث يعود تاريخ بنائها إلى الألف الرابع قبل الميلاد وينتشر فيها نحو ألف موقع أثري تم توثيقه من قبل دائرة آثار السويداء أما اسمها في اللغة فهو مشتق من القعر من الأرض والأرض المنخفضة والطريق المنحدر إلى الماء.
ويشير رئيس دائرة آثار السويداء / حسين زين الدين/ إلى أن الهيات غنية بآثارها التي تعود إلى مختلف العصور النبطية والرومانية والغسانية والإسلامية مبينا أن أبرز تلك الآثار كليبة مبنية تعود إلى العام / 64/ ميلادية وقد اشتهرت إبان الحكم الروماني للمنطقة وتقع على الطرف الجنوبي للقرية القديمة وهي من طراز كليبة شهبا وشقا أو أم الزيتون و تتألف من مصلى مربع الشكل أو مكعب ارتفاعه يساوي طول ضلعه حيث يرمز شكل السقف إلى السماء وفي هذا المصلى كانت تجرى مخاطبة الرب لمعرفة الغيب أو التكهن بالمستقبل وتبرز من الجدران حاملات التماثيل ويلاحظ أن الجدران فيها ممرات تصل بين الجدران والمحاريب الجدارية.
ويلفت / زين الدين / إلى أن أبرز آثار قرية الهيات أيضا كنسية شبه متهدمة تتميز بوجود العديد من الإشارات التي تدل على مكانتها المهمة في العصر الروماني وقصر ملكي يبدو في حالة جيدة وواجهته الأمامية تعد تحفة فنية متميزة بالإضافة إلى عدد من المنازل والمباني التي تعود لمئات السنين ومن بينها دار كبيرة تعود للقرن السادس الميلادي وقد بنيت في العصر الغساني في عام 578 ميلادية حيث تحتوي على خمس وعشرين غرفة كبيرة وصغيرة وهي مربعة الشكل تقريبا و طول ضلعها نحو 25 مترا يتوسطها صحن كبير ولها مدخل واحد من جهة الجنوب وعلى الجوانب الأربعة لصحن الدار رواق ذو قناطر أربع تحمل رواق الطابق العلوي لتتطابق الغرف في الطابقين أما واجهاتها المطلة على الصحن فهي جميلة جدا وحجارتها منحوتة بشكل متقن بينما جدرانها الخلفية الخارجية مبنية بحجارة عادية فيما النوافذ صغيرة في الطابق الأرضي وكبيرة في الطابق الثاني وفوق النوافذ واقيات حجرية بارزة من أجل إبعاد الأمطار الهاطلة عنها.
ومن بين اثار القرية أيضا البركة/السورية/التي تتميز بالجدران البازلتية العالية والدرج الذي يصل إلى أسفل البركة التي يعتقد حسب /زين الدين/ أنها كانت مسرحا قديما أو مدرجا للاجتماعات الكبيرة بسبب المدرجات والدرج اللذين بقيا على حالهما حتى وقتنا الحاضر .
ويعمل معظم سكان القرية البالغ عددهم نحو /2263/ نسمة في الزراعة حيث تنتشر فيها زراعة المحاصيل الحقلية كالقمح والشعير والبقوليات إلى جانب زراعة أشجار الزيتون واللوزيات والكرمة والتفاح والأجاص والتين ويوجد فيها وحدة إرشادية ومدرسة للتعليم الأساسي والقرية مخدمة بشبكة جيدة من الطرق والمياه والكهرباء والهاتف .
يشار إلى أن قرية /الهيات/ تعتبر الأخت الصغرى لقرية /الهيت/ الأثرية وتبعد عنها شمالا بأقل من اثنين كيلومتر ويحدها من الشرق قرية /البثينة/ الغارقة في القدم وتبعد عن ناحية /شقا/ شمالا نحو خمسة كيلومترات فيما يحدها من الغرب قرية المتونة ومن الجنوب قرية عمرة .
سهيل حاطوم