دمشق-سانا
قدم ثلاثة عشر شابا وشابة من طلاب قسمي العمارة الداخلية والاتصالات البصرية في كلية الفنون الجميلة بدمشق مشاريع تخرجهم ضمن الدورة التكميلية اليوم أمام لجنتي التحكيم لنيل درجة الإجازة في الفنون الجميلة.
وتنوعت مواضيع المشاريع المقدمة من قبل الطلاب من ناحية الأفكار فمنهم ما توجه للامور الاجتماعية واخرون قدموا افكارا ابداعية جديدة في مجال الرسوم المتحركة وبعضهم قدم حلولا بصرية ومعمارية لفعاليات اقتصادية وسياحية وتعليمية ما شكل حالة تنافسية ومعرضا يختصر لأربع سنوات من عمل هؤلاء الطلاب ولجهدهم وتفاعلهم مع ما اكتسبوه من اساتذتهم.
وقال الدكتور فواز البكدش عميد كلية الفنون الجميلة بدمشق لـ سانا إن مشروع التخرج يتوج ما اكتسبه الطالب من معارف وتقنيات وأفكار أثناء دراسته الأكاديمية ونحن في كلية الفنون الجميلة نعد طلابنا اعدادا ثقافيا وأكاديميا وتخصصيا في الفروع الخمسة التي ندرسها مبينا أن على الطالب ان يقدم مستوى جيد في مشروع تخرجه ويعكس ما تم تقديمه له من معارف خلال الدراسة لينال درجة الاجازة وبما يتماشى مع التطور الحاصل على مستوى العالم في الفنون عموما.
وتابع الدكتور البكدش..إن كلية الفنون الجميلة بدمشق غير معزولة عن اي تطور عالمي بالفن رغم الحرب الارهابية التي تتعرض لها سورية وذلك ينعكس من خلال ما يقدم في مشاريع تخرج طلابنا والتي تعتمد على مختلف انواع الفنون الحديثة مثل الرسوم المتحركة والفيديو ارت وتقنيات الاعلان الحديثة في قسم الاتصالات البصرية والمواضيع الانسانية في قسم النحت والتصاميم.
وأوضح عميد كلية الفنون الجميلة أن الكلية تعمل على إعداد أجيال من الفنانين للمستقبل ” للاستفادة منهم في مرحلة اعادة الإعمار واظهار صورة جميلة لسورية المتجددة التي لا تقف عند أزمة ألمت بها وذلك بهمة أبنائها وشبابها النشيطين والموهوبين”.
بدوره قال الدكتور سمير غنوم رئيس قسم العمارة الداخلية.. سيتخرج لدينا اليوم في قسم العمارة الداخلية ثمانية طلاب ممن أجلوا تقديم مشاريع تخرجهم لظروف خاصة بهم وهم يقدموا مواضيع مختلفة ومتنوعة في توجهها وتعكس جهدا كبيرا قاموا به لينفذوا هذه التصاميم مبينا ان هذا التنوع الموجود اليوم في مشاريع تخرج الطلاب يؤكد قدرة الخريجين على دخول سوق العمل وامتلاكهم المعارف اللازمة للتعامل مع مختلف الحاجات في الحياة العملية
لتقديم تصاميم للوظائف المتعددة من مبان خدمية وتجارية وتعليمية وسياحية وثقافية.
وأوضح غنوم أن الفترة القادمة التي ستشهد إعادة إعمار سورية تتطلب كفاءات فنية ومواهب مميزة في العمارة الداخلية وهذا ما تعمل كلية الفنون الجميلة على انجازه من خلال تخريج فنانين متمكنين من تخصصهم في التصميم المعماري الداخلي ليكون لدينا القدرة على انجاز هذا “التحدي الكبير” مبينا أن مشاريع التخرج هي افكار خاصة يقدمها الطلاب ويقوم الاساتذة بعملية توجيه لهم لتكون هناك نوعية مميزة ومتنوعة في مشاريع التخرج في كل عام.
الطالبة مرام شوشرة من قسم العمارة الداخلية قدمت مشروعا عن تصميم مبنى لشركة ساعات عالمية يتضمن صالة عرض وطابقين للمكاتب الإدارية بطريقة حافظت من خلالها على الهوية البصرية للشركة وبتصاميم تعكس العصرية والروح العملية وتسهل الحالة الخدمية للزبائن والموظفين باستغلال مدروس لفضاء البناء من الداخل.
وأوضحت شوشرة أن اختصاصها” سيكون له دور كبير في مرحلة إعادة إعمار سورية من خلال تقديم حلول بصرية وفنية للتصاميم التي سيتم تنفيذها للكثير من المباني والفعاليات المتنوعة وبما يعكس قدرة المتخصصين بالعمارة الداخلية على تقديم أفكار فنية مبتكرة وعصرية وبسوية فنية وعملية عالية وبذات الوقت يحافظون على الهوية الثقافية السورية وخصوصيتنا كشعب حضاري يمتلك ارث عريق في الفنون المعمارية.
وقالت الطالبة لينا السلامة من قسم الاتصالات البصرية ان فكرة مشروعي تقوم على تصميم مجلة تعنى بشوءون الطفل وموجهة للمجتمع لرفع انعكاسات الأزمة عن الطفل السوري كي يبقى الفرح والسعادة رفيقة دربه بعيدا عن الدمار والحزن ” فالطفل ذاكرته لحظية وهو قادر على الفرح إذا ما اتيح له ذلك ” لافتة الى انها اختارت اسم شام لتكون عنوان المجلة والذي يعكس حالة سورية كلها.
وأوضحت السلامة أنها قدمت من خلال تصاميم اغلفة المجلة المفترضة عالم الطفل الزاهي والفرح والذي يشكل الحياة بالنسبة إليه من خلال رسوماته وتفاصيله البسيطة والجميلة رغم محاولة الدمار والخراب لسرقة عالمه الملون وفرض الاسود والرمادي على نظرته للاشياء لافتة الى ان هناك دورا كبيرا سيكون للاتصالات البصرية مستقبلا في سورية كما للفنون عامة لان اي بلد يخرج من دمار الحرب يعود اقوى مما كان خاصة مع امتلاك فنانيه للقدرة والارادة ليقدموا ما بداخلهم من ابداع لاعادة بناء بلدهم بالصورة الجميلة التي يريدونها.
وقدم الطالب علي صيوح قسم اتصالات بصرية مشروع فيلم رسوم متحركة يجسد من خلاله الذبابة وكيف ترى العالم من حولها وجعل منها ” شاهدا على ما يجري من قتل وتدمير ارهابي في بلدنا” مبينا انه قام برسم صور الفيلم بطريقة يدوية ومن ثم عالجها وحركها من خلال برنامج تحريك الرسوم على الكمبيوتر وأخرجه بطريقته بما يتوافق مع الفكرة التي يريد ايصالها للجنة التحكيم.
وقال صيوح انه يشعر بالراحة بعد التخرج وامتلاك القدرة الفنية ليكون فاعلا في سوق العمل في مختلف التخصصات الفنية المرتبطة بالتصميم والاتصالات البصرية لافتا الى ان لديه العديد من الافكار لافلام رسوم متحركة سيعمل على انجازها في المستقبل.
الطالبة شريفة الزغبي من قسم الاتصالات البصرية قدمت مشروع فيلم رسوم متحركة بعنوان “مبارح واليوم” اختصرت من خلاله حياة فتاة من لحظة الولادة إلى لحظة التخرج باسلوب فني جميل ولطيف من خلال مقارنة ما كان يتم في الماضي وما يتم اليوم في سبعة مشاهد تلخص الحكاية المقدمة حيث جاء الفيلم بسوية فنية جيدة ويقترب للشكل الاحترافي.
وجاءت بقية المشاريع متفاوتة في سويتها الفنية بين المقبول والجيد والجيد جدا وبمواضيع متنوعة واساليب تنفيذ مختلفة مستفيدين من امكانات برامج التصميم والتحريك والرسم الكثيرة على الكمبيوتر ما يعكس تنوع القدرات التي امتلكها الطلاب خلال دراستهم لاربع سنوات في كلية الفنون الجميلة.
محمد سمير طحان