السويداء-سانا
تضمنت الأمسية الشعرية التي أقامها المركز الثقافي العربي بمدينة شهبا بالسويداء مساء أمس مجموعة قصائد ذات طابع وطني ووجداني إنساني عبرت عن أحاسيس ومشاعر الشعراء المقدمين لها .
وأفرد الشاعر سعيد عقيل حيزا واسعا للوقوف على الواقع العربي المنقسم والمزري وحالة البوءس والدمار فيه نتيجة التفكك الداخلي وضعف الوعي حيث قال في قصيدة “يا بنتي”..
لا تكرهينا .. يا بنتي
فقد اقترفنا ألف ذنب دون أن ندري
فأورثناك مرآة محطمة
وأقلاماً مهشمة
وتاريخا بلا طعم ولا لون … و لا صفة …
وأورثناك مملكة بلا سور
وحراس بلا بصر … ولا أيد .. ولا لغة
وتطرق الشاعر عقيل في قصيدة “صوت صفير الجلجل” إلى الواقع الراهن والحرب الإرهابية التي تستهدف سورية وانعكاساتها على الحالة الاجتماعية والإنسانية مع التأكيد على التمسك بالأرض والحقوق قائلا في إحدى مقاطعها ..
يا أيها المدججون بالسلاح القاتل
والخارجون من عباءة الحجاج والمهلهل
أريد من غباركم أن ينجلي
فهذه الصحراء لي
وهذه الجبال لي … وهذه الأشجار لي
وترك الشاعر عقيل الجمهور المتابع أمام مجموعة مقطوعات شعرية غزلية منها واحدة بعنوان عيناك قال فيها ..
عيناك مبتدأ
وقلبي الخبر
وجبينك المرفوع ينصبني كمفعول لفعل منتظر
فأجر قافيتي
و أكسر ما تبقى من حروف حين أشعر بالخطر
فقصيدتي ظرف الزمان لفعلك المبني للمجهول
بدوره استهل الشاعر حسان عزام قصائده بقصيدة “سويداء المجد” روى فيها بأجمل الكلمات كيف فتحت السويداء قلبها لأبناء الوطن القادمين إليها في هذه الظروف الصعبة حيث قال ..
ما بين جنبيك نور عانق الأفق
معا جمعتي سواد العين والألقا
طافت بمغناك أسراب الطيور ولم
تحضن ورودا ولكن تحضن العبقا
ترى السويداء للآتين مأمنة
والسائرين إلى الأمجاد منطلقا
وفي قصيدة وجدانية غزلية بعنوان “غيوم لسماء تنتظر” أوضح الشاعر عزام أن الحب هو الخلاص والخيار الأمثل لبناء سلام داخلي مع النفس يمتد عبيره لكل الناس قائلا ..
ملاك الصباحات في مقلتيك
يبدد عن مقلتي الظلاما
فما عاد يكفي ختامي ابتداء
وما عاد يكفي ابتدائي ختاما
من جهتها قدمت الشاعرة رانيا جمال الدين قصائد عاطفية وجدانية معبرة عن حالة الحب والتمرد والانعتاق من القيود الاجتماعية قائلة مثلا في قصيدة بعنوان “معجزة الأربعين” ..
إنه البحر سليل استعارات
حمال نميمة الأمواج
مشهد مائي بليغ
يحصي رصاصات قلب القصيدة
يدحر اللغة نشوان بخطوات مرسلة
ويملي عليك ماضيك وأمسك ومستقبلك
وعبرت الشاعرة في قصيدة “إلى كريم الغياب” عن حالة الفراق والشوق والمشاعر الفياضة بالولع والعشق تجاه الحبيب الغائب الذي كان كطفلها قائلة ..
كيف سأتقن الكلمات
أتقن صيغة المفرد
وأنأى عن حضور الغيب
عمن قد يكملني بغربته
وأنقصه ليصبح طفلي الأوحد
بلا يتم ولا ضجر
وكان المركز الثقافي في مدينة شهبا نظم في الثامن من الشهر الماضي أمسية شعرية زجلية تضمنت قصائد ذات طابع وطني ووجداني إنساني.