الشريط الإخباري

دراسات وبحوث لكتاب سوريين وأسماء جديدة في إصدارات هيئة الكتاب الحديثة

دمشق- سانا

شكل النشاط البحثي الذي شهدته الهيئة العامة السورية للكتاب خلال النصف الأول من هذا العام تطورا لافتا حيث أصدرت عددا من البحوث والدراسات لكتاب وباحثين ساهموا في إغناء المكتبة السورية والعربية إضافة إلى بروز أسماء جديدة امتلكت القدرة على إعطاء قيمة بحثية ومنهجية لما يذهبون إليه فكانت البحوث متنوعة وذات قيمة ثقافية متباينة.

وعن هذا التوجه في إصدارات الهيئة قال وزير الثقافة عصام خليل في تصريح لسانا إن الوزارة تحرص على رعاية البحوث المنهجية وطباعتها في حال توفرت فيها الاسس المؤدية إلى بحث حقيقي وتوفرت المعلومة التي تقوم بإضافة ما هو جديد إلى تاريخنا الثقافي العريق بغض النظر عن اسم المؤلف وصاحب الكتاب ما جعل هيئة الكتاب تقوم بسابقة جديدة في طباعة كتب لأسماء لم يكن لها وجود فعلي على الساحة الثقافية مع مراعاة مختلف المراحل العمرية والمساهمة في نشر ثقافة حقيقية ترتكز على معلومات وثقافات أصيلة إضافة إلى بقية الأجناس الأدبية التي قمنا بنشرها.

إحدى أهم الدراسات التي أصدرتها هيئة الكتاب جاءت تحت عنوان ولنا في الرؤى أثر تضمنت دراسات أثرية وتاريخية للباحث الدكتور علي القيم الذي سعى لعرض الهوية السورية عبر التاريخ مدعما بالوثائق والمكتشفات الدقيقة التي أكدت أن سورية سكنت منذ بداية العصر الحجري القديم أي منذ أكثر من مليون سنة واستمرت دون انقطاع في العصور التاريخية التالية مشيرا الى وجود مكتشفات أنثروبولوجية وأثرية معروضة في متاحفنا ذات قيمة فريدة لا وجود لها في العالم.

تعليم التاريخ عبر التاريخ عنوان إحدى الدراسات التاريخية الأخرى التي أصدرتها هيئة الكتاب لزهير ناجي تتضمن مقارنة في برامج وأهداف وطرائق تعليم التاريخ منذ حضارات الشعوب القديمة مرورا بالحضارات الفرعونية وهي بلاد الرافدين والهند والصين ولدى اليونان والرومان وصولا لتدريس التاريخ لدى العرب المسلمين وفي أوروبا.

أما كتاب بين الحلم والكابوس لوفيق يوسف فهو محاولة استشراف لمآلات ما سمي بالربيع العربي ليكشف التضليل الفادح والتلاعب بالعقول من قبل مراكز الدراسات والاستخبارات الغربية وأدواتها في المنطقة من فضائيات خليجية ووسائل إعلام سامة أخرى تجاه شعوبنا مستعرضا الأحداث التي تلاحقت بالمنطقة منذ مطلع 2011 وجنون العظمة الذي أصاب حكام قطر القادمين من حضن الموساد والسي آي إيه ومطابخ عمليات الناتو وصولا إلى ما تتعرض له سورية من مؤامرات عبر سرد يخاطب القارئ العام والوجدان الشعبي والضمير الجمعي.

وبعيدا عن السياسة أصدرت الهيئة ايضا العديد من الدراسات في الشعر العربي ومنها دراسة بعنوان الكلام على الكلام للدكتور وفيق سليطين والذي عرض نصوصا وتجارب من الشعر السوري الحديث والمعاصر لشعراء سوريين أمثال عمر أبو ريشة وبدوي الجبل ونزار قباني وممدوح عدوان وممدوح سكاف وفيصل خليل وصقر عليشي وغيرهم.

ومن منشورات الهيئة كتاب بعنوان أدباء مختارون .. سير ودراسات لعيسى فتوح والذي جاء بعناوين مختلفة لتسلط الضوء على أعلام من الأدب العربي الحديث وأدباء في الذاكرة اضافة الى شخصيات معاصرة غلب على المواضيع السيرة الذاتية والطرح العادي الذي لا يقترب من البحث والدراسة الحقيقية ومن أهم الشخصيات التي تناولها نزار قباني وجميل صدقي الزهاوي وخير الدين الزركلي ومدحت عكاش ومنصور الرحباني وغيرهم

أما كتاب التصوف بين الفقه والايديولوجية للدكتور سهيل العروسي فتناول فيه النزعة الفلسفية وما تعرض لها أصحابها من عنف واضطهاد وصولا إلى القتل بأشكاله المختلفة وإلى جانب ذلك ما حملته هذه النزعة من خرافات معتمدا على مصادر ومراجع متنوعة من مختلف ألوان الطيف الفكري والسياسي.

واختلفت الدراسات في مستواها الفني ومنهجيتها فمنها من استوفى شروطه وأدى كثيرا مما ذهب اليه مثل كتاب التصوف بين الفقه والأيدولوجيات وكتاب بين الحلم والكابوس إضافة إلى كتب اعتمدت على المقاربة والشروع بالمعنى الذي يريده الدراس وذلك بسبب اقتراب الدراسة من حلقة البحث الجامعية كما جاء في كتاب تعليم التاريخ عبر التاريخ مع وجود اضطراب وتفاوت بين العناوين فمنها ما تألق ووصل إلى الأسس والمرتكزات ومنها ما ظل محكوما لرؤية تدريسية واشرافية تدل على وجود املاءات أوجدت العبارة والفكرة.

وفي الكتب ايضا دراسات خاوية اعتمدت على النقل والنسخ والتصوير وذلك في كتاب أدباء مختارون الذي ابتعد تماما عن مسوغات الدراسة الفكرية أو الأدبية أو العلمية إضافة إلى وجود نزعة ذاتية في الانتقاءات وتناول الأسماء.

في حين جاء كتاب الدكتور وفيق سليطين في كتاب الكلام على الكلام معتمدا على خبرة انتقائية تتبع النزعة الفردية في انتقاء الأدباء دون التعب أو بذل الجهد في البحث عن معطيات الواقع الأدبي لأسماء هامة غير الأسماء الموجودة وتضاهيها في الموهبة.

محمد الخضر

انظر ايضاً

إدارة الهجرة والجوازات تعلن عن بدء عودة الخدمة للعمل، وبدء إصدار الجوازات، واستكمال طباعة الجوازات التي كانت قيد الطباعة وإعادة جدولتها ضمن مواعيد جديدة