تتابع حكومة العدالة والتنمية في تركيا تصريحاتها المعادية للشعب السوري، ودعمها الظاهر والمبطن للإرهابيين الذين ارتكبوا ويرتكبون أبشع المجازر بحق الشعب السوري، وبحق شعوب المنطقة.. مخالفين بذلك كل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، أو تقديم العون المادي، أو البشري أو السياسي لهم.
قبل أسبوع أعاد الرئيس التركي أردوغان حديثه عن إقامة منطقة عازلة، أو آمنة، فوق الأراضي السورية وهو يعلم علم اليقين أن تلك التصريحات تخالف وبشكل واضح ميثاق الأمم المتحدة الذي يحرم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأن المنطقة العازلة التي يهلوس لإقامتها منذ بداية الأزمة في سورية، لا يمكن لأي دولة القدرة على إقامتها من دون قرار مجلس الأمن.
وهذا ما أكدته الإدارة الأمريكية أكثر من مرة، وحاولت إقناع أردوغان بالكف عن تلك الأحلام العدوانية «ولو ظاهرياً» وما يثير الاستغراب أن تصريحات أردوغان، ومن ثم تصريح رئيس حكومته أحمد داوود أوغلو عن إقامة منطقة «آمنة» أتى لإعطاء الدعم المعنوي للإرهابيين الذين حاولوا ترويع سكان حلب في المناطق الآمنة، ولاعتقاده المريض بأن الإرهابيين بقيادة «النصرة» فرع تنظيم «القاعدة» في سورية، قادرون على تحقيق اختراقات ميدانية قابلة للاستثمار.
إن تصريحات أردوغان، وأوغلو والحشود العسكرية التركية على الحدود مع سورية، ما هي إلا عنتريات فارغة تريد حكومة «العدالة والتنمية» من خلالها تقديم العون اللوجستي، والمعنوي للمجموعات الإرهابية التي تتهاوى تحت ضربات الجيش العربي السوري والقوى الشعبية المساندة له.
لقد جرب محور العدوان على سورية كل أساليب الإجرام وكل أنواع السلاح، وزجوا كل شذاذ الآفاق في حربهم ضد الشعب السوري.. لكن مجريات الأحداث في جبهات حلب والقلمون والمنطقة الوسطى والجنوبية أكدت أن طموحاتهم مجرد هلوسات تتبدد أمام قوة الجيش والشعب والقيادة في سورية.
وأن القصاص من جميع القوى التي تدعم العدوان والإرهاب آتٍ لا محالة، طال الزمن أم قصر.
بقلم: محي الدين المحمد