أثينا-سانا
أعلنت الحكومة اليونانية أنها ستكثف جهودها اعتبارا من اليوم للتوصل إلى اتفاق مع الجهات الدائنة بعد الاستفتاء الذي جرى اليوم حول خطة المساعدة الجديدة والذي اظهر تقدم رافضيها بعد فرز نصف الاصوات.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم الحكومة غابرييل ساكيلاريدس قوله للتلفزيون اليوناني.. ان المبادرات ستتكثف اعتبارا من هذا المساء من اجل التوصل الى اتفاق مشيرا الى ان البنك المركزي اليوناني سيوجه طلبا للبنك المركزي الاوروبي يطلب فيه ضخ اموال بشكل طارئ للمصارف اليونانية.
وأظهرت نتائج رسمية غير نهائية بعد فرز نصف الأصوات اليوم تقدما لرافضي خطة الدائنين الاوروبيين لليونان وذلك في ختام استفتاء دعت اليه حكومة هذا البلد المهدد بالافلاس.
وقالت وزارة الداخلية اليونانية.. ان نتيجة فرز أصوات المشاركين في الاستفتاء اظهرت ان 21ر61 بالمئة يرفضون الخطة الاخيرة التي اقترحها الدائنون الدوليون لهذا البلد مقابل 74ر38 بالمئة لمؤيديها.
وكان استطلاعان نشرت نتائجهما بعيد الاستفتاء رجحا فوز رافضي خطة الدائنين فيما يسود القلق القارة الاوروبية التي تترقب النتائج الرسمية.
وإثر ظهور النتائج الأولية للاستفتاء على خطة الدائنين والتي بينت فوز الرافضين تضاربت ردود الافعال فقد سارع وزير الدفاع اليوناني بانوس كامينوس الذي يترأس حزب انيل اليميني ويشكل الائتلاف الحاكم مع حزب سيريزا اليساري الى الاعراب عن رضاه عبر موقع تويتر قائلا.. إن الشعب اليوناني اظهر انه لا يخضع للاستفزاز والترهيب والتهديد.
بدوره أكد رئيس الحكومة اليوناني الكسيس تسيبراس انه واثق بان التصويت بـ “لا” سيجبر الدائنين على تقديم “تنازلات” من أجل اجراءات “تقشفية اقل وكرامة اكثر للشعب اليوناني” مشيرا الى انه لا احد يمكنه ان يتجاهل رغبة الشعب بان يحيا بتصميم ويمسك مصيره بيده.
من جهته اعتبر نائب وزير الاقتصاد الروسي الكسي ليخاتشيف ان تقدم رافضي خطة الدائنين لليونان في الاستفتاء يعني ان اثينا قامت بخطوة على طريق الخروج من منطقة اليورو.
ونقلت وكالة تاس عن ليخاتشيف قوله انه لا يمكن الا نفهم ان ما حصل خطوة على طريق الخروج من منطقة اليورو.
وفي الشارع بدت ردود فعل اليونانيين القلقين حذرة وقالت نيكا سبنزيس 33 عاما العاطلة عن العمل بعدما صوتت بـ “لا” لخطة المساعدة.. حتى لو فزنا انا لست سعيدة فالبلد يعاني البطالة والفقر معتبرة أن فوز رافضي خطة المساعدات لا يعني املا لليونانيين اكثر من السابق بينما أبدى يورغوس ديديغليكاس 67 عاما سرورا بالفوز المحتمل لرافضي الخطة الاوروبية معتبرا انها نتيجة مرضية بعد هذا “الإرهاب الإعلامي”.
لكن الدائنين حرصوا منذ الاسبوع الفائت على الاعلان ان خيار الرفض قد يوءدي الى خروج اليونان من منطقة اليورو وهي العملة التي يؤكد ثلاثة يونانيين من اربعة تمسكهم بها.
ومع ظهور النتائج التي تشير إلى فوز الرافضين لخطة الدائنين بدأ مئات اليونانيين بالتجمع في ساحة سينتاغما بوسط اثينا تعبيرا عن فرحهم بنتيجة الاستفتاء الذي اظهرت نتائجه حتى الان تقدم معسكرهم على حساب مؤيدي الخطة.
ويأتي الاستفتاء بعد اشهر من المباحثات غير المثمرة بين اليونان والجهات الدائنة وهي الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الاوروبي.
ومنحت الجهات الدائنة منذ عام 2010 اليونان 240 مليار يورو من المساعدات او وعود بقروض لكنها لم تدفع شيئا لاثينا منذ نحو عام حيث توقف الدفع بسبب رفض الاخيرة تنفيذ بعض الاصلاحات التي اعتبرتها صعبة جدا اجتماعيا.
ومنذ يوم الجمعة الماضي اعتبرت اليونان متخلفة عن السداد اذ كان عليها تسديد 5ر1 مليار يورو لصندوق النقد الدولي بحلول نهاية حزيران.
وعمدت الحكومة اليونانية الى اغلاق المصارف وفرض رقابة على حركة الرساميل ومنعت المواطنين من سحب اكثر من 60 يورو يوميا من آليات الصرف حيث من المتوقع ان تنفد السيولة خلال يومين او ثلاثة فقط اذا لم يعمد البنك المركزي الاوروبي الى ضخ الأموال في المصارف.
وفي مقابلة نشرت اليوم قال رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رنزي ايا تكن نتيجة الاستفتاء علينا ان نستأنف الحوار فيما بيننا وانجيلا ميركل هي اكثر من يعلم ذلك.
من جهته رأى وزير المال الفرنسي ايمانويل ماركون انه مهما تكن نتيجة الاستفتاء في اليونان فانه على الاوروبيين استئناف المحادثات السياسية مع أثينا.
وكان رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز قال في وقت سابق ان فوز انصار الـ “لا” في الاستفتاء سيضطر اليونان الى الاسراع في اعتماد عملة جديدة لكنه اكد ان الاوروبيين لن يتخلوا عن اليونانيين.
ومن المقرر أن يعقد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل اجتماعا غدا في باريس لتقييم نتائج الاستفتاء في اليونان وفق ما اعلنت الرئاسة الفرنسية اليوم.
كما سيعقد مديرو وزارات المال في منطقة اليورو غدا اجتماعا في بروكسل لمواكبة مستجدات الازمة اليونانية.