حمص-سانا
بمبادرة نوعية من شباب /جمعية الولاء الخيرية / في قرية /بلقسة/ في ريف حمص الغربي انطلقت مؤخرا اولى المبادرات التطوعية على مستوى ريف المحافظة والهادفة الى اقامة مجموعة واسعة من الدورات التعليمية الصيفية مجانا للطلبة حيث يشرف على العمل كوكبة من خريجي الجامعات السورية من مختلف الاختصاصات والذين قدموا عبر هذا الفعل التطوعي الخلاق نموذجا يحتذى به للشباب السوري المسوءول في مواجهة الأزمة التي تمر بها بلده.
وفي خطوة مبدئية انطلق شباب الجمعية بالعمل ضمن حرم ثانوية /الشهيد احمد ايوب/ في قرية /بلقسة/ حيث تجاوز عدد الطلبة الملتحقين بالدورات المختلفة حتى الان /145/ طالبا وطالبة من القرية نفسها والقرى المجاورة.
واوضحت الموجهة التربوية / فريال قراجة/ المشرفة على المبادرة في حديث لنشرة سانا الشبابية ان اقبال الطلبة والتزامهم واصرارهم على متابعة دروسهم فاجأ الجميع ما زاد من عزيمة القائمين على المبادرة والادارة التربوية فيها لانجاح الدورات التي تستهدف طلبة شهادة التعليم الاساسي والثانوي بفرعيه العلمي والادبي بالاضافة الى الصف السابع حيث تم تأمين الكتب لجميع الطلبة.
واشارت /قراجة/ الى ان الاهالي سعدوا جدا بهذه المبادرة لما لها من نفع لناحية تأهيل وتحضير ابنائهم الطلبة بدروس داعمة حرصا على تميزهم وتفوقهم ما يمنحهم ثقة اكبر بأنفسهم ويمنح اولياء الامور مزيدا من الطمأنينة بالاضافة الى ما توءشر عليه من تكاتف السوريين يدا واحدة في وجه المحن وهو ما يزيدهم ابداعا ونجاحا.
ورأت المتطوعة /هند علوش/ وهي مدرسة فيزياء وكيمياء ان ما تقوم به هو اقل من الواجب بكثير اذ يتوجب على كل فرد اليوم ان يقدم من موقعه ما يستطيع ان يرد به الجميل الذي منحته اياه سورية الام معربة عن املها بان تنهض سورية من محنتها بهمة شبابها ومواصلتهم دروب العلم والمعرفة.
وتشاطر المتطوعة /ريتا ابراهيم/ وهي مدرسة رياضيات زميلتها الرأي مشددة على ان هذه التجربة ما هي الا بداية وانطلاقة ناجحة بكل المقاييس نحو اعمال اكثر اتساعا وفائدة سواء للطلبة وذويهم او للكوادر التدريسية المتطوعة التي تزيد عبر هذا العمل من خبرتها في مجال التدريس من جهة وفي حيز الاعمال التطوعية من جهة ثانية .
وقالت.. ما نقوم به هو انعكاس لاحساسنا بالمسؤولية الوطنية والانسانية على صعيد تكريس ثقافة التطوع والعطاء والنهوض بالواقع التعليمي للاجيال وتشجيعهم على متابعة تحصيلهم الدراسي والمعرفي.
واعربت كل من /غفران ابراهيم/ مدرسة لغة فرنسية و /بشرى الوعري/ مدرسة لغة انكليزية و/اليانا حمود/ مدرسة لغة عربية عن سرورهن لخوض اول تجربة تطوعية لهن واكدن استمرارية منحهن دروسا داعمة لمن يرغب من الطلبة في القرية والقرى والمجاورة خاصة من ابناء الاسر المحتاجة والمتضررة لما لها من فائدة معنوية كبيرة بالنسبة للمتطوعين انفسهم.
بدورهم عبر عدد من الاهالي عن شكرهم وامتنانهم الى كل القائمين على هذا العمل التطوعي الذي يعود بالفائدة على ابنائهم مشيرين الى ان التحاق ابنائهم في الدورات التعليمية المجانية يساعد ابنائهم على التحضير للشهادات العام القادم كما طالبوا الجهات المعنية بضرورة منح كل شاب وشابة من المشاركين في الاعمال التطوعية امتيازات خاصة كتثقيل علاماتهم عند تقدمهم للمسابقات التي تجريها الوزارات المختلفة تكريما لعطائهم ووفائهم للبلد وابنائه ولا سيما ان غالبية المتطوعين في المبادرة هم من خارج ملاك مديرية التربية في المحافظة وينتظرون مسابقات التعيين.
من جهته اوضح /بدر الدين قراجة/ رئيس مجلس ادارة /جمعية الولاء الخيرية/ انه وبالرغم من حداثة اشهار الجمعية والانطلاق بالعمل الخيري والتنموي والانساني فيها فقد اخذ الشباب والشابات المنتسبون للجمعية على عاتقهم رد الجميل لسورية الام التي تحتضن ابناءها بحب كبير من خلال التطوع في تقديم الخبرات والمعلومات النظرية والعملية كل في مجال اختصاصه ومنحها للطلبة من قرية /بلقسة/ والقرى المجاورة بهدف تعزيز ثقافة التطوع والنهوض بمستوى الطلبة لتحقيق افضل النتائج الدراسية و اكمال مسيرة العلم و البناء في مواجهة اعداء الله والانسانية من المجموعات الارهابية التكفيرية التي تريد نشر ظلامها وظلمها على سورية بجميع مكوناتها الا انه بفضل وعي وصمود سورية جيشا وقيادة وشعبا لن تستطيع تحقيق مآربها.
واشار قراجة الى ان الدورات التي تتضمنها المبادرة لا تقتصر على الجانب التعليمي و حسب انما يتم خلالها تدريب الطلبة على الاسعافات الاولية من قبل كادر صحي متخصص بالاضافة الى خلق حوار بناء مع الشباب من قبل مرشدين اجتماعيين لتقديم الدعم المعنوي و النفسي حول الازمة وسبل تجاوز الاثار السلبية لها و التركيز على ثقافة المسامحة والمصالحة والحفاظ على الوحدة الوطنية للسوريين.
وقال.. ان مئات المتبرعين من ابناء بلقسة و جوارها قاموا بالتبرع لصالح الجمعية وشراء اربعة كراسي متحركة وزعت مجانا على من ضحوا باغلى ما يملكون دفاعا عن الوطن وكذلك على من طالتهم الاعمال الارهابية الوحشية فأصيبوا وفقدوا القدرة على المشي وذلك لمساعدتهم على النهوض والاستمرار بالحياة وممارسة مختلف نشاطاتهم بيسر وسهولة.
وتسعى الجمعية حاليا بالتعاون مع مديرية صحة حمص الى تأمين اطراف صناعية لعدد من المتضررين نتيجة الاحداث الراهنة كما توزع الجمعية معونات غذائية لما يقارب /1300/ اسرة محتاجة ومتضررة موجودة في اربعين قرية بالتعاون والتنسيق مع عدد من الجمعيات الخيرية في المحافظة.
وبخصوص تقديم العلاج الطبي والصحي للاسر المتضررة والمحتاجة أشار الى ان الجمعية تعاقدت مع عدد من الاطباء المتخصصين لتامين بطاقات صحية لهم لتقديم كل مستلزمات العلاج مجانا منوها بالتعاون الوثيق مع موءسسة /الشهيد/ بالمحافظة لدعم المحتاجين والمصابين كما تسعى الجمعية حاليا الى تأمين سيارة اسعاف وانشاء مبرة للشهداء وتأمين آلات خياطة وتريكو للنساء لتوفير فرص عمل لمن يرغبن في دعم اسرهن والنهوض بواقعهن المعيشي بالاضافة الى السعي لاحداث روضة لاطفال القرية والقرى المجاورة.
واختتم رئيس مجلس الادارة بالتأكيد على ان الجمعية تنسق حاليا مع عدد من الجهات المعنية بالمحافظة ومنظمة الفاو لاحداث معمل البان في القرية في ظل انتعاش تربية المواشي بالمنطقة وهو ما يمكن اعتباره خطوة نوعية من شأنها توفير مئات فرص العمل للشباب في الريف الغربي لحمص.
تمام الحسن