طرطوس-سانا
تندرج دورة الدفاع المدني والتمريض التي أقامتها مؤخرا جمعية سورية وطن واحد في صالة المركز الثقافي العربي في مدينة بانياس بطرطوس في إطار تنمية المهارات العامة كأحد الأهداف التي تسعى الجمعية إلى تحقيقها في أوساط الشباب تهيئة لهم ليكونوا عناصر فاعلة في مجتمعهم يمكنها التعامل على نحو سريع وإيجابي مع أي من الظروف الطارئة ولاسيما خلال الأزمة الراهنة.
وأوضحت المهندسة سهيلا محمود رئيسة مجلس إدارة الجمعية في حديث لنشرة سانا الشبابية أن هذه الدورة تقام للمرة الأولى في مدينة بانياس والثانية في محافظة طرطوس حيث ستنتقل هذه الدورات إلى عدد من المحافظات السورية لافتة إلى أن غاية هذه الدورات هي تعليم الشباب المتطوع كيفية التصرف في حال تعرضوا لكوارث طبيعية أو في حالة الحروب ونشوء الحرائق وغيرها من الكوارث.
وأضافت بدأت الدورة بمشاركة 30 شابا وشابة ولكن العدد بدأ بالارتفاع خلال الأيام الخمسة للدورة وصولا إلى 100 مشارك من مختلف الأعمار ممن اندفعوا للاستفادة من المهارات والخبرات التي قدمتها لهم مجموعة من الاخصائيين في مجالات الارشاد والتوعية والدعم النفسي والاسعافات الأولية والطرق المثلى لاسعاف الجرحى والتوعية والدعم النفسي للأسر المتضررة والعلاج الفيزيائي وطرق مساعدة المعوقين وطرق الاخلاء ونقل الجرحى.
وأشار الشيخ موفق غزال أمين سر الجمعية ومديرها التنفيذي في محاضرة القاها خلال اليوم الأول للدورة حول التوعية والدعم النفسي إلى أهمية توجيه العمل الإغاثي من خلال تهيئة الإنسان الذي سيقوم بهذا العمل نفسيا وروحيا كي يتمكن من استقبال أي معلومة جديدة لافتا إلى “أنه يحاول من خلال الدورة إعادة زرع بذور المحبة بين أبناء الوطن الواحد وتكريس إمكانية الاستفادة من العمل الإغاثي في لم شمل مختلف مكونات المجتمع السوري”.
وأشارت الدكتورة فاطمة مصعب السمان اخصائية في طب الأسرة من مديرية صحة حلب ومحاضرة في الدورة إلى أن الشباب تمكنوا من تلقي معلومات واسعة ومفيدة في مجالات التعامل مع الآثار السلبية والتحديات المتكررة خلال المرحلة الحالية والتي تسببت بآثار نفسية متنوعة على مختلف الشرائح المجتمعية بالإضافة إلى ما يطرأ يوميا من حوادث مفاجئة تتطلب تعلم اسس التدخل السليم لتقديم الإسعاف النفسي الأولي اللازم.
ولفتت إلى ضرورة تأمين الدعم النفسي لكل فئات المجتمع في ظل الأوضاع الراهنة مبينة أن أعداء الوطن أرادوا تدمير النفس البشرية قبل تدمير الحجر لكن صمود المواطن السوري اذهل العالم.
وأوضحت السمان أن الاضطرابات النفسية كثيرة ومتشعبة في الحياة الطبيعية الآمنة المستقرة وتتضاعف في حالات الحروب والعنف ولذلك فان استشارة المعالج أو المرشد النفسي هي الطريق الصحيح للعودة إلى حياة فيها الكثير من الاستقرار النفسي والعاطفي.
وعزت السمان اختلاف تأثيرات الحروب والكوارث من شخص لآخر إلى الحالة الفكرية والنفسية والعاطفية للشخص موضحة أن الأطفال والنساء هم الحلقة الأضعف في الحروب ما يتطلب اتخاذ عدد من الإجراءات لمعالجتهم وتأمين جو الطمأنينة والعلاج النفسي الداعم.
من ناحيتها لفتت المتدربة الشابة سراب رقية من مجموعة شباب بانياس الأوفياء للوطن إلى أن خضوعها لهذه الدورة جعلها أكثر قدرة على التعامل مع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية معينة بحيث تكون داعما إيجابيا لهم منوهة بأن المهارات التي اكتسبتها اضافت الكثير إلى خبرتها في مجال الإرشاد النفسي كونها تعمل مرشدة نفسية في أحدى مدارس مدينة بانياس للتعليم الأساسي وهذا جعلها تمتلك مفاتيح جديدة للتعامل مع الأطفال بشكل خاص.
وقالت المدرسة نسرين شدود متدربة ومديرة مدرسة إن لهذه النشاطات أهمية كبرى من حيث اكتساب المهارات الإسعافية والإرشاد النفسي خاصة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد مؤكدة أنه لا بد لكل شخص من التمكن من بعض القواعد الاساسية الخاصة بالدفاع المدني والتمريض ليتمكن على الأقل من تقديم الخدمة الذاتية لنفسه والأشخاص المحيطين به في حال حدوث أي كارثة أو أزمة.
غرام محمد