حمص-سانا
رغم إصابته البالغة تمكن الجندي الجريح جهاد مصطفى علي من تجاوز محنته الصعبة بعد إصابته بطلق ناري أثناء تأديته لواجبه الوطني المقدس في مواجهة الإرهاب ما تسبب له بإعاقة دائمة جراء تمزق شرايين وأعصاب قدمه فقد كانت إرادة الحياة لديه أقوى من المعاناة المريرة التي مر بها خلال أشهر من العلاج وخاصة أن جمعية كريم الأهلية وقفت بجانبه ودعمته ماديا ومعنويا ليتمكن من تحصيل قوت يومه والعيش بما يكفل له كرامته الإنسانية.
وأوضح علي لنشرة سانا الشبابية أن “الإصابة التي تعرض لها والإعاقة الناتجة عنها إحالته إلى حال من القنوط والعزلة فقد بات من الصعوبة بمكان بالنسبة له أن يمارس عملا يساعده على النهوض بمتطلبات الحياة اليومية لكن جهات العمل الأهلي أبدت تعاطفا كبيرا معه إذ سارعت جمعية كريم إلى علاجه وتزويده بالأدوية والاستشارات اللازمة بالإضافة إلى تزويده بالمستلزمات الطبية المختلفة وبينها حذاء طبي خاص يساعده على الحركة المحدودة”.
كان الهم الأكبر بالنسبة للجندي البطل هو تأمين لقمة عيشه رغم أن الجمعية وفرت له مساعدة مادية جيدة إلا أنه كان وحسب تعبيره بحاجة إلى مشروع صغير يعينه على تامين متطلبات الحياة اليومية وهو ما حققته له الجمعية أيضا من خلال تمكنه من افتتاح محل تجاري صغير بعد استصدار الرخص اللازمة وتأمين بضائع متنوعة تلبي الاحتياجات الاستهلاكية اليومية للزبائن.
هذا المشروع الصغير هو ما رمم علاقته بالحياة على حد تعبير علي بعد أشهر من القلق والبحث والتفكير في حل يساعده على اختبار حياته الجديدة على نحو إيجابي وبالفعل انطلق علي في عمله الجديد ليكتشف طعم البذل والعطاء مرة أخرى فراحت أحواله تتحسن بمساعدة الأهل والأصدقاء ممن لم يوفروا أي سبيل للعون.
اليوم يعمل الشاب بكل ما أوتي من قوة وتفاؤل ليحقق الاكتفاء المادي لأسرته الصغيرة وهو عمل لا يقل شأنا حسب ما أكد عن القتال على جبهات الوطن في مواجهة القوى الإرهابية التي تستهدف الروح المعنوية للسوريين لافتا إلى أن أي عمل أو جهد يبذل في سبيل الوطن هو عمل مثمر يفضي إلى كثير من النتائج الإيجابية التي لا ترتجيها بطبيعة الحال تلك العصابات الظلامية الغاشمة.
فاتن خلوف