الشريط الإخباري

تشييع الشاعر الشعبي عمر الفرا إلى مثواه الأخير

دمشق-سانا

شيع إلى مثواه الأخير عصر اليوم الشاعر الكبير عمر الفرا من مشفى المجتهد بحضور إعلامي وشعبي حيث صلي على جثمانه في جامع بدر الدين الحسني ووري الثرى في مقبرة باب الصغير بدمشق.

2

ورافق جثمان الراحل الفرا الذي وافته المنية أمس إثر نوبة قلبية ألمت به عن عمر 66 عاما في رحلته الأخيرة عددا من رفاق الدرب والإعلاميين وسط حشد من المواطنين الذين جاؤوا لوداعه.

وقال وزير الثقافة عصام خليل في تصريح لـ سانا الثقافية إن الشاعر الفرا لم يقتصر على قدرته الفائقة التي تجلت في نسيج القصيدة الشعبية والتي اعتمدت الأسس الفنية الكاملة من صور وموسيقا وموضوع رصدت جوانب الحياة الاجتماعية والوطنية بل كان يكتب القصيدة الفصيحة بمستواها الشعري الراقي وبذلك يكون الفرا قد شكل منظومة شعرية تخصه بالأسلوبين الشعبي والفصيح مشيرا إلى أن رحيله هو فقدان لقامة ثقافية وأدبية أغنت الساحة الثقافية والمكتبة العربية بكثير من العطاء والإبداع.

3

أما الشاعر توفيق أحمد معاون مدير عام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون فرأى أن عمر الفرا يعد من أبرز شعراء سورية ولا سيما في الشعر الشعبي على مدى سنوات طويلة ومن خلال إخلاصه للشعر وقضايا الناس استطاع أن يشكل علامة فارقة في هذا المجال وله مجموعة من القصائد في الوطن والحياة والحب تضمنت قصصا اجتماعية تحاكي وجع الناس.

وأضاف أحمد استطاع الراحل الفرا بقصائده أن يصل إلى قلوب جميع الناس لأهمية موضوعاتها ولبراعته في إلقاء الشعر الشعبي حيث اتقنه لأنه من مواليد البادية في مدينة تدمر مشيرا إلى أنه كان يتمتع بطقوس خاصة أثناء كتابة أشعاره لأنه كان يحب ان يعيش قصيدته وإبداعه بعزلة ومسؤولية إبداعية حيث ذاع صيته في سورية والوطن العربي والمغتربات لنشاطاته الأدبية والاجتماعية المميزة.

بدوره قال الدكتور علي القيم رئيس تحرير مجلة المعرفة لقد شكل رحيل الشاعر الكبير عمر الفرا صدمة كبيرة لعشاق أدبه ولطريقته الآسرة في القاء شعره موضحا أن الشاعر الفرا احتل مكانة كبيرة في قلوبنا جميعا ولاسيما عندما كان يصعد المنبر ويلقي قصائده الشعبية بطريقة عصرية آسرة وبلهجة فيها الكثير من الشجن والتعبير والمحبة والالفة.

وأضاف القيم إن الراحل الفرا سوف يبقى في الذاكرة لأنه دخل قلوب محبيه من البوابة الواسعة بوابة المنبر وهي كانت في الماضي كما ستبقى في الحاضر والمستقبل اوسع البوابات لمعرفة صدق الشاعر ومكانته وجمالية شعره مبينا أن الفرا كان وسيبقى حامل مشعل الشعر الشعبي وخير من عبر عن مشاعر الناس وأفراحهم وآلامهم.

وقال الدكتور أحمد عبد الغني رئيس تحرير جريدة القرار شكل الشاعر الراحل عمر الفرا حالة اجتماعية فريدة نظرا لمواكبته التحولات الاجتماعية في مجتمعات الأرياف والمدينة حيث فرز الإيجابي عن السلبي وقدمه بأسلوب شعبي يعكس تطلعات الناس ونزوعهم إلى التطور.

4

أما الإعلامي نزار الفرا رأى أن والده الشاعر الراحل ترك إرثا اجتماعيا مهما فأصبح يحبه الأطفال والكبار لأنه عبر في شعره عن تطلعاتهم إضافة إلى أنه كان يساعد كل من يقصده حيث كان نصير الضعفاء وحليف كل من هو بحاجة إليه كما عبر في كثير من مواطن شعره عن قضايا المرأة وتطلعاتها.

أما محمد الغزي من أقرباء الفقيد فبين أن الراحل الفرا كان قامة وطنية مهمة يدعو إلى التمسك بالأرض والدفاع عن الإنسان وحقوقه فسكنه الوطن وسكنته الأرض وظل مدافعا عنهما إلى آخر رمق في حياته.
هذا وتقبل التعازي بالراحل الفرا في صالة نقابة الأطباء بدمشق ولمدة ثلاثة أيام.

يذكر أن الشاعر عمر الفرا من مواليد تدمر عام 1949 درس في مدينة حمص وبدأ كتابة الشعر الشعبي منذ عمر الثالثة عشرة واشتهر بطريقة القائه المميزة السلسة للشعر وكلماته المعبرة القوية فهو شاعر متمكن يعد من أهم الشعراء العرب.. عمل بالتدريس في مدينة حمص لمدة 17 عاما ثم تفرغ للأعمال الشعرية والأدبية وكانت معظم قصائده بالعامية البدوية بلهجة بسيطة تتلاءم مع كل البيئات الشعبية إضافة إلى قصائده بالفصحى التي تنوعت وشملت القضايا الاجتماعية والأحداث التاريخية والأساطير.

وللشاعر الراحل العديد من الموءلفات منها ديوان “قصة حمدة والأرض إلنا وكل ليلة والغريب ورجال الله” ومن أشهر قصائده “حديث الهيل-عرار-الياسمينة-عرس الجنوب-قصيدة وطن وغيرها الكثير.

محمد الخضر-شذى حمود