حماة-سانا
يصيب داء كراون وهو من أمراض الجهاز الهضمي الأشخاص من مختلف الأعمار وفي وقت لم يتمكن فيه الأطباء من تحديد سبب واضح له وسط ترجيحات بارتباطه بعوامل وراثية وبيئية ومناعية يحذرون من أن تأخر كشفه وعلاجه يؤدي لاختلاطات تهدد صحة المصاب وربما حياته.
وداء كراون حسب اختصاصي الأمراض الهضمية الدكتور أنس زكية من الأمراض المزمنة التي تسبب التهابا أو تهيج وتورم الأمعاء الدقيقة وقد تؤثر على كامل الجهاز الهضمي من الفم حتى فتحة الشرج وتتوقف خطورتها على الجزء المصاب فإذا كان جزءا من الأمعاء فهذا يعنى أن المرض في مراحله الأولى ويصل إلى أقصى درجات الخطورة عند إصابة الأمعاء بأكملها.
ويصعب تشخيص الداء كما يذكر الدكتور زكية كون أعراضه تتشابه إلى حد كبير مع أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي كتقرحات الأمعاء والتهابات الزائدة الدورية والكولون العصبي وقرحة المعدة والتهابات المرارة والبنكرياس والحوض وسرطان الأمعاء والتهاب الأوعية الدموية المغذية للأمعاء.
ويشكو المصابون بداء كراون وفقا للاختصاصي من أعراض كثيرة منها آلام البطن التي تتوضع تحت السرة أو عند مستواها وتمتد إلى الجزء الأيمن السفلي من البطن وتبدأ بعد تناول الوجبات إضافة لتقلصات وإسهال وفقدان شهية وحمى وألم مفاصل وإرهاق وتعب وفقدان الوزن وتقرحات حول فتحة الشرج وإفرازات وإصابات في الجلد وانتفاخ في البطن وقد يسبب تأخرا في النمو عند الأطفال.
ويشدد الدكتور زكية على ضرورة مراجعة الطبيب فور ملاحظة بعض هذه الأعراض وخاصة عند وجود دم في البراز وآلام شديدة في البطن وإسهال مزمن لا يستجيب لأي علاج وحمى مجهولة السبب ومستمرة لأكثر من يومين واختلاف في عادات التبرز لأكثر من عشرة أيام.
ويحذر الدكتور زكية من تطور داء كراون وتدهور حالة المصاب مع مرور الوقت ما يوءكد ضرورة التشخيص الصحيح والعلاج السريع للمصاب مبينا أن تشخيصه غالبا يتم بين عمر 15 و 35 عاما رغم أن الإصابة قد تحدث في كل مراحل العمر.
ويبين اختصاصي الهضمية أنه لا يمكن الشفاء من داء كراون تماما لكن قد تخف حدة أعراضه ثم تنشط مرة أخرى وأسبابه غير معروفة أو محددة تماما وتظهر الإصابة واضحة عندما تقل مناعة الجسم.
ومن مضاعفات المرض حسب الدكتور زكية حدوث انسداد معوي وهو أخطر المضاعفات وحدوث التهابات مزمنة وجروح في الأمعاء ما يؤدي إلى تضيقها وانسدادها والإصابة بالإمساك والقيء والآلام الشديدة وانفجار الأمعاء ووصول الجراثيم إلى الأوعية الدموية ما يؤدي لتسمم الدم وقد تؤدي إصابة الأمعاء بالتجرثم إلى حدوث خراج فيها ويكون مصحوبا بحرارة وألم وتورمها.
وينصح الاختصاصي مرضى كراون بتجنب بعض الأطعمة ومنها الألياف التي قد تسبب تهيجا في جدران الأمعاء وعدم تناول أكثر من غرام واحد منها يوميا إضافة للمشروبات الكحولية والأطعمة الدهنية ومنتجات الألبان والأطعمة الحارة والجافة والبوشار والمكسرات.
وللوقاية من تدهور الحالة يوصي الاختصاصي بتناول الجبن الأبيض والحليب منزوع الدسم والأرز والخبز الأبيض والبسكويت والمعكرونة والأسماك وصلصة الطماطم دون أي إضافات ولحم الدجاج وأطباق الحساء دون خضراوات مع الالتزام بتناول وجبة خفيفة كل ثلاث ساعات والابتعاد عن الأطعمة الدسمة لأنها توءدي إلى تدهور الحالة والأكل عند الجوع فقط لأن ذلك يساعد على الهضم بشكل أفضل وتناول قضمات صغيرة من الطعام ومضغها جيدا وشرب السوائل مع الوجبات وخلال اليوم لتجنب الجفاف.
سالم الحسين