اللاذقية-سانا
مجموعة واسعة من التجارب الفيزيائية تضمنها لقاء علمي لطلاب المرحلة الجامعية الأولى وطلاب الدراسات العليا في قسم الفيزياء بجامعة تشرين حيث جاء اللقاء الذي عقد مؤخرا على شكل معرض علمي استعرض فيه الطلبة عددا من أعمالهم العلمية التي تبرهن على كفاءاتهم وتشرح بعض المبادئ الأساسية في علم الفيزياء وخاصة أنه قد تم استخدام وتصنيع مواد وأدوات محلية في كل التجارب المعروضة الأمر الذي يعكس قدرة الطلبة على تطوير أفكارهم وتطبيق المادة النظرية بشكل عملي.
في هذا الإطار ذكر الدكتور علي درويشو رئيس قسم الفيزياء في كلية العلوم بجامعة تشرين أن اللقاء الطلابي تضمن عرض ظواهر فيزيائية وضوئية وكهربائية وطاقية كتجربة تحويل الطاقة من شكل ميكانيكي إلى كهربائي ومن كهربائي إلى ضوئي مشيرا إلى إمكانية الاستفادة من هذه التجارب وتطويرها وتسويقها في السوق المحلية لخدمة المجتمع ولا سيما في ظل الحصار الاقتصادي الجائر على سورية.
واكد درويشو أن أهم ما يميز التجارب العلمية المعروضة هو الاستغناء فيها عن أدوات غالية الثمن واستبدالها بأخرى بسيطة تتوفر في السوق المحلية وتتسم بأنها ذات جودة وكفاءة عالية وهو ما أظهرته دقة النتائج في كل التجارب المنفذة منوها بأن المعرض تمكن من إبراز إمكانيات قسم الفيزياء إلى جانب أهميته من حيث التبادل الثقافي والعلمي الاجتماعي بين طلاب المرحلة الجامعية الأولى وطلاب الدراسات العليا بمشاركة وإشراف أعضاء هيئة التدريس في القسم.
بدوره أوضح الدكتور محي الدين نظام رئيس اللجنة التنظيمية للمعرض أن اللقاء يهدف إلى إظهار نشاطات قسم الفيزياء من خلال عرض طروحات الماجستير والدراسات العليا التي تمت في القسم خلال العام الماضي الى جانب عرض اجهزة علمية صممها طلاب الدراسات العليا لتكون موضوعات لرسائل نيل درجة الماجستير بالإضافة إلى عرض عدد من التجارب العلمية نفذها الطلاب بأنفسهم .
ورأى الدكتور بسام غزولين الاستاذ في قسم الفيزياء والمشرف على عدة تجارب علمية في المعرض أن الفكرة الأساسية من هذا المشروع هي تطوير أفكار الطلاب وتطبيقها بشكل عملي وهو يعزز من ثقة الطلبة بأنفسهم من خلال قيامهم بشرح التجارب وعرض النتائج والمشكلات والحلول التي تعترضهم امام زملائهم مبنيا أن التجارب العلمية التي شارك بها الطلاب اليوم في المعرض تحمل أفكارا بسيطة ولا تحتاج إلى تجهيزات مكلفة وتعطي نتائج فيزيائية جيدة.
وربما يكون من المهم الإشارة إلى ما كشفه المعرض من قدرة الطلبة المشاركين على الربط بين الجانب العلمي النظري والجانب التطبيقي العملي حسب رأي بسام عبسي المخبري في القسم والذي نوه إلى أن هذا الأمر يعكس قدرة الطلبة على نقل المعلومات والمفاهيم الفيزيائية إلى تجارب عملية يمكن الاستفادة منها وتطبيقها على أرض الواقع مؤكدا على حب الطالب السوري عموما للعلم والتعلم والاطلاع والاستزادة من العلوم والمعارف والخبرات المختلفة.
وكان المعرض قد تضمن تجربتين بعنوان “الألياف البصرية” و”الالكترو سكوب” نفذهما “اسبيد جورج سركيس” خريج قسم الفيزياء لافتا إلى أن الأولى تشرح آلية نقل المعلومات الالكترونية والاتصال بالعالم الخارجي باعتماد مجموعة من الأدوات البسيطة بهدف توضيح آلية انتقال الانترنت داخل الكبل الضوئي مبينا أن من الممكن الاستفادة من تطبيقات هذه التجربة في أجهزة التنظير والجراحة العامة اما التجربة الثانية فتقوم على تبيان الكهرباء الساكنة غير المرئية في جسم الإنسان.
كما قدم طالبا الماجستير عبد الرحمن الهاشمي واحمد قريجو تجربتين الأولى بعنوان نقل الكهرباء من دون أسلاك والثانية هي الهيلو غرام أو ما يعرف بتقانة المجسم ثلاثي الأبعاد موضحين أنهما استخدما وشائع لتوليد تيار متحرض ولد بدوره حقولا كهرطيسية وظيفتها نقل الطاقة في الوسط المحيط على شكل كهرباء أما استخدامات هاتين التجربتين فهي واسعة ومهمة ولا سيما فيما يتصل بشبكات البث كالراديو والتلفزيون والانترنت.
وقدم الطالب عبد الرحمن صخطة تجربة الجيو سكوب وهو جهاز للحفاظ على التوازن يستخدم في الطائرات والغواصات والسفن الملاحية ويتألف حسب قوله من قرص يدور حول محور لينشأ عن دورانه عزم حركي دوراني باتجاه محور القرص وبالتالي يستطيع الجهاز تحديد جهة الحركة والتوازن.
بشرى سليمان – نعمى علي