دمشق-سانا
اختار الفنان لؤي شانا نص مسرحية عطيل للكاتب الانكليزي شكسبير مبرما تناصا مع صرخة امرأة سورية في وجه الارهاب والقتل حيث فاجأ معد ومخرج هذا العرض جمهوره بمقاطعة الممثلين على خشبة المسرح متدخلا في لحظة قتل عطيل لزوجته /ديز دميونة/ بعد اتهامها بالخيانة من قبله وهي البريئة التي وقعت في حبل من الدسائس التي حاكها ياغو صديق الأخير.
وعمد شانا في عرضه الذي حمل عنوان /وجع/ الى افتتاح مسرحيته التي بدأت عروضها على خشبة مسرح القباني بمقاطع من فيلم عطيل للمخرج الامريكي /اوليفر باركر/ كعينة بصرية للولوج في العرض حيث كان المدخل الاساسي له رقصات قام بأدائها الفنان /محمد شباط/ مستعينا بمجموعة من الكرنفالات التي عكست ظلالا بما يوحي تطور الحالة النفسية الجحيمية التي وصل اليها عطيل قبيل قراره قتل زوجته أميرة البندقية التي لعبت دورها الفنانة /هبة محمد/.
العرض الذي امتد قرابة الساعة خلط بين عدة أساليب إخراجية متنقلا من المسرح الى جعل الجوقة تقول إشعارا في بهو المسرح كمحاولة لكسر الجدار الرابع مع جمهور الصالة ما ضاعف بدوره من الخطابية والإنشاء ولاسيما حين تتدخل شخصية إيميليا زوجة ياغو كي تمنع جريمة قتل الزوجة المتهمة بخيانة زوجها حيث تدفقت من تلك اللحظة عبارات وجمل مرتبكة وغير مفهومة خلطت بين معارضة فعل القتل المسرحي ورفض الإرهاب.
فمن شاشة السينما قفز وجع إلى الرقص التعبيري وخيال الظل مرورا بمحاكاة أزمة البطل والبطلة في النص الأصلي بشكل كرتوني وصولا الى جدلية الخشبة والكونترول والجوقة واقتباس قصائد شعرية منتهيا بأداء أغنية شمس المساكين للسيدة فيروز.
يذكر أن العرض مستمر يوميا على خشبة مسرح القباني وهو من انتاج مديرية المسارح والموسيقا وساعد في الاخراج /غادة اسماعيل/ أما التعاون الفني فكان /لمضر رمضان/ فيما صمم الديكور/تميم حمود/ والإضاءة /سالم حميدة/ والرقصات /محمد شباط/ ونفذ الإضاءة /شادي ريا/ والصوت /فوءاد عضيمة/.