دمشق – سانا
ناقش المشاركون في ختام فعاليات المؤتمر العلمي للرعاية الطبية الذي تنظمه الشركة المتحدة للمعارض والمؤتمرات العلمية بمشفى الاسد الجامعي بدمشق آخر التطورات والمستجدات في مجال التوليد وأمراض النساء والخلايا الجذعية والصناعات الدوائية.
وتناولت المحاضرات التي قدمها أطباء ومتخصصون من القطاعين العام والخاص محاور تتعلق بعلاج العقم واستئصال الأورام الليفية الرحمية بالتنظير وزرع الرحم وواقع التوليد في مشفى التوليد الجامعي بدمشق في ظل الأزمة إضافة إلى الافاق المستقبلية للعلاج بالخلايا الجذعية وسبل ضمان جودة المستحضرات الدوائية في سورية.
واستعرض مدير مشفى التوليد الجامعي بدمشق الدكتور بشار الكردي واقع عمل المشفى في ظل الأزمة التي تمر بها سورية مبينا ان استطلاعا للرأي أجري مؤخرا أظهر زيادة حالات الولادة القيصرية في سورية وتبين من خلاله أن “العامل الربحي كان من أهم أسباب هذه الزيادة” إضافة إلى توفير الوقت والجهد للطبيب وخوف الحامل من ألم الولادة الطبيعية.
بدوره تطرق الدكتور مروان الحلبي أستاذ بكلية الطب في جامعة دمشق وأخصائي بالعقم واطفال الانابيب في محاضرته إلى التطور الجديد في عالم الطب وهو زرع الرحم والاستطبابات التي تؤدي إلى ذلك مثل غياب الرحم سواء كان وراثيا او مكتسبا وتقنيات
الزرع وكيفية إجراء العمل الجراحي ونتائجه على المتلقي واجراءات المتابعة التي تحصل بعد الحمل مشيرا إلى وجود “مساع لتشكيل فريق مختص بزرع الرحم في سورية” يضم إضافة إلى جراحي النسائية اخصائيا بالعقم وجراحة الاورام وجراحة زراعة الأعضاء.
بدوره نوه الدكتور أحمد الخالد مدير المشفى الأهلي التخصصي ورئيس رابطة الجراحة التنظيرية النسائية في سورية في محاضرته بميزات الجراحة التنظيرية في استئصال الاورام الليفية للرحم عند المرأة كالسرعة والتخفيف من الألم والالتهاب والانتان وعودة المريض إلى مزاولة عمله بشكل أسرع خلافا للعمليات التي تجرى بالطريقة الكلاسيكية.
وبين الخالد أن “الجراحة التنظيرية في سورية أصبحت متوفرة وسهلة وتكاليفها أصبحت الى حد ما تساوي تكاليف الجراحات التقليدية الكلاسيكية” مشيرا إلى “ازدياد حالات الإصابة بالأورام الليفية خلال السنوات الأخيرة”.
وفي محاضرته حول علاج العقم بالتنظير استعرض الدكتور مالك حسن اختصاصي النسائية والتوليد والجراحة التنظيرية أسباب العقم عند المرأة وطرق تشخيصه ومراحل تطور الطرق الجراحية لافتا إلى وجود أجهزة جراحة تنظيرية ذات مواصفات عالية في مشافي القطاع العام والخاص وتنظيم دورات متتالية في مختلف محافظات القطر لتدريب أطباء متخصصين في هذا المجال.
من جهته أكد عميد كلية الطب بجامعة دمشق الدكتور صلاح الشيخة ان المؤتمر تظاهرة علمية كبيرة تأتي في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها سورية ويأتي ضمن برنامج التعليم الطبي المستمر الهادف الى تحسين كفاءة الاطباء وتبادل الافكار بين الاختصاصيين وطلاب الدراسات العليا مبينا أنه يشكل فرصة للتواصل والتفاعل بين
الاطباء والشركات الطبية.
وبالتزامن مع المحاضرات التي ألقيت في ختام أعمال المؤتمر نوه المشاركون في معرض الرعاية الطبية المرافق للمؤتمر بالإقبال الكبير الذي شهده المعرض على مدى الأيام الأربعة الماضية وأكدوا أنه ساهم في تعريف الاطباء والشركات على أحدث الصناعات الطبية والدوائية.
وبين الدكتور عماد حوا من شركة ابن زهر للصناعات الصيدلانية ومسؤول العلاقات العامة والتصدير في الشركة أن الشركة مازالت مستمرة بالإنتاج للمساهمة مع الشركات والمعامل الاخرى بتغطية الحاجة المحلية من الأدوية والنقص الحاصل جراء الظروف التي تمر بها سورية وبالجودة المطلوبة مشيرا إلى أن كل منتج دوائي يتم اختباره في مخابر وزارة الصحة والرقابة الدوائية.
ومن مؤسسة مدى للتجهيزات الطبية ذكر مدير مبيعات المؤسسة عمار خليف ان المعرض شكل فرصة للتواصل مع الاطباء المشاركين في المؤتمر حيث تم عرض منتجات المؤسسة في الجراحة النسائية والوعائية والقلبية والعامة وهو ما اعدته الصيدلانية رهام غلاييني من شركة ميرسيفارما.
وكانت فعاليات مؤتمر ومعرض الرعاية الطبية انطلقت يوم الاثنين الماضي في مشفى الاسد الجامعي بدمشق لمناقشة اخر مستجدات العلوم الطبية في مجالات الجراحة التنظيرية العامة وأمراض الكبد الفيروسي والداء الزلاقي والتوليد وأمراض النساء والقلب والاوعية والخلايا الجذعية.
يذكر أن معرض الرعاية الطبية توقف لمدة أربعة أعوام نتيجة الازمة التي تمر بها سورية ويعود هذا العام لاستقطاب المهتمين في المجال الطبي من مديري المشافي وأصحاب القرار في شركات التجهيزات الطبية والمعامل الدوائية.