حمص-سانا
هي مبادرة شبابية ولدت من قلب المعاناة السورية مع بداية الأزمة الراهنة تحت عنوان بكرا أحلى أما القائمون عليها فهم مجموعة من الشباب الحمصي الواعي الذي تبنى العمل التطوعي في الشأن العام أسوة بآلاف الشباب السوري الذي نذر نفسه ووقته لإغاثة الشرائح المتضررة حيث تبنت هذه المبادرة احتضان عشرات الأطفال المتضررين ورعايتهم بهدف إعادة زرع الأمل في نفوسهم عبر تنمية إبداعاتهم في مختلف أنواع الفنون الشعبية والرقص التعبيري والباليه والموسيقا والغناء والشعر والخطابة.
وأوضحت مي اليوسف المسؤولة عن المبادرة لنشرة سانا الشبابية أن مجموعة من شباب حي الزهراء وجواره من مختلف المستويات العلمية أرادوا أن يجسدوا حضورهم الفاعل على الأرض خلال الأحداث الجارية منذ أربع سنوات لرسم صورة سورية الغد بكل ثقة وأمل بالنصر فاختاروا الاهتمام بالأطفال من ذوي الشهداء المدنيين والعسكريين الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم فداء للوطن.
وأضافت اليوسف اختار هؤلاء الشباب تدريب الأطفال من الناحية الفنية كل حسب اهتمامه وميوله بالتنسيق مع ذويهم ومع الإدارة التربوية في المدارس التي يرتادها الأطفال من عمر 6 وحتى 14 عاما أملا بمساعدتهم على تجاوز الآثار السلبية للعنف والإرهاب الذي تعرضوا له من قبل المجموعات التكفيرية المسلحة والتي استهدفت عوالمهم الطفولية الطاهرة بكثير من القسوة والوحشية.
وقالت تم تقسيم الأطفال إلى مجموعات فمنهم من اختار إعادة تدوير التوالف والنفايات المنزلية والصناعية لتصميم أعمال فنية جديدة ومنهم من توجه إلى الغناء والموسيقا والرسم كما تمكنا من اكتشاف العديد من المواهب الأدبية في الفصاحة والخطابة.
وأشارت اليوسف إلى أن تجربتها في العمل التطوعي مع أطفال أسر الشهداء زادها إيمانا بأن سورية التي تمتلك هذه الطفولة الواعية قادرة على تجاوز أحزانها من خلال هذه البراعم الفتية فهؤلاء الأطفال وعلى الرغم من معاناتهم استطاعوا مواصلة مختلف نشاطاتهم الدراسية وتحقيق نتائج جيدة بالإضافة إلى التجاوب الكبير والإيجابي من قبلهم مع كافة أنواع الفنون كما تجلى في هذه المبادرة وغيرها من المبادرات التي ترعى الطفولة.
من جهتهما أشارت كل من يارا سلامة ورنا رضوان وهما خريجتا كلية التربية ومسؤولتا الدعم النفسي للأطفال في المبادرة أنهما قامتا بإجراء الكثير من الحوارات الشفافة مع الأطفال ليفسحا أمامهم المجال للتعبير عما يجول في خواطرهم و إفراغ المخزون السلبي للأفكار والمشاعر والصور التي تراكمت خلال سنوات الحرب حيث أوضحت سلامة أنها تشعر بسعادة عارمة في التعامل مع هؤلاء الأطفال الذين تمكنوا من أبراز قدرات وإمكانات غير عادية تستحق التقدير والإعجاب.
الأمر نفسه أكدت عليه رضوان مشيرة إلى أن أهالي الأطفال تجاوبوا مع المبادرة بعد أن شعروا بمقدار التغير الإيجابي في نفوس أطفالهم وبدورهم كان الشباب المتطوع للعمل على قدر الثقة التي منحت إليه فلم يأل جهدا في تقديم كل ما هو ممتع ومفيد وباعث على الأمل الجميل بالمستقبل.
بدوره قال محمد الرضوان المشرف على المبادرة إنه “بإمكان أي شاب وشابة أن يقدم رسالة محبة وعطاء لا تقل أهمية عن حمل السلاح في وجه الإرهابيين من خلال القيام بأعمال تطوعية تتوجه بالفائدة للوطن وأبنائه ولاسيما أطفال الشهداء موضحا أن الأطفال الذين شملتهم المبادرة منذ انطلاقتها تمكنوا من المشاركة بعد فترة من التدريب في العديد من المناسبات الوطنية والاجتماعية كما قاموا بعدة زيارات لحواجز الجيش العربي السوري”.
وأضاف يتم التحضير حاليا لإقامة العديد من العروض الفنية والشعرية والمعارض وحفلات الترفيه خلال الصيف إلى جانب فعاليات تسهم في تعزيز الأمل بالمستقبل والثقة بالنصر السوري كما بات هؤلاء الأطفال مستعدين للمشاركة في فعاليات خارج المحافظة لتقديم مختلف العروض الفنية بمساعدة شباب المبادرة البالغ عددهم حاليا نحو 50 شابا وشابة يعملون بطموح وجدية ومسؤولية عالية.
وأعربت الطفلة نغم موسى عن سعادتها بتعلم العزف على الكمان في إطار المبادرة الحالية حيث شعرت بالكثير من الفخر لقدرتها على المشاركة بالنشاطات الفنية والوقوف على خشبة المسرح أمام جمهور عريض في أكثر من مناسبة.
أما الطفلان فارس غنوم وزين اليوسف فتحدثا عن انضمامهما لمجموعة الشعر والخطابة مؤكدين أنهما يقومان بتأليف المقطوعات الشعرية بنفسيهما والقائها وهو أمر يمدهما بالثقة بالنفس ويمنحهما القدرة على وصف وطنهما الجميل وبطولات الجيش العربي السوري.
تمام الحسن