الشاعرة مروة حلاوة.. البحث عن الذات في مرايا الشعر الكثيرة

حماة-سانا

تستقي الشاعرة مروة حلاوة ابنة مدينة حماة من الطبيعة والتاريخ والنفس الإنسانية أجمل صورها الشعرية وتصف علاقتها مع الشعر كالعابرة لغيوم الوجد في سماء من الموسيقا الخالصة واللغة البكر ممتشقة أجمل وأصدق إحساس.

وفي حديث لسانا الثقافية قالت حلاوة إنه لم يكن لديها بداية محددة أو شرارة أولى لكتابة الشعر بل تعودت منذ نعومة أحرفها الأولى على تقليد الأناشيد المدرسية فكانت تكتب ما يوازيها عددا وشكلا وضبطا وفي المرحلة الثانوية ازداد تأثرها بالشعر واستمرت باطلاعها على شعر التفعيلة الذي كان البداية الفعلية لمشوارها الطويل المليء بالشغف.

وأضافت أنها تأثرت بجملة من الشعراء القدماء والمحدثين فمن رقة البحتري إلى شفافية جميل بثينة وصولا إلى حداثة بدر شاكر السياب ورومانسية نزار قباني وبرغم كل هذا التأثر إلا أنها استطاعت الحفاظ على ذات شعرية مستقلة لأن كل شاعر يملك تجربة شعرية خاصة مهما بلغ تأثره بشعراء آخرين.

فالشعر بالنسبة لصاحبة ديوان مدينة بلا سماء هو حديث روح وتعبير عن انفعالات الذات وتفاعلاتها مع العالم المحيط إنسانا وبيئة أو ربما هو أوهام في رأس الشاعر أو ضرب من الهذيان بين الحكمة والجنون وهو بشكل عام رسالة إنسان ومفاهيم أمة وخارطة وطن.

وأوضحت حلاوة أنها تكتب الشعر الموزون بشكليه العمودي والتفعيلة ولكن رشاقة قصيدة التفعيلة شدتها بوحدتها الموسيقية طيلة النص فكتبت عليها الكثير من النصوص ثم عادت طواعية إلى عمود الشعر.

ورأت حلاوة الحاصلة جائزة البردة في أبو ظبي عام 2004 أن قصيدة التفعيلة جاءت وليدة حاجة عصر بأحداث متغيرة ومتقلبة بشكل سريع وهذا لا يقلل من أهمية الشعر الموزون نظرا لتاريخه لافتة إلى أن القصيدة العمودية لو كانت عقدا من الجواهر فإن قصيدة التفعيلة جوهرة واحدة مصقولة بحرفية من جوانبها كلها فمن أي جانب ينظر المتلقي سيجد هذه الجوهرة تعكس من الألوان ما ينسجم وذاته ويتسق وفهمه لمكونات القصيدة التعبيرية والموسيقية.

وحول قصيدة النثر اعتبرت حلاوة أنها على خلاف ما يشاع عنها من سهولة كتابتها نظرا لابتعادها عن الوزن بل هي من أصعب أنواع الكتابة على الإطلاق وبخاصة أنها تبتعد عن البحور الشعرية وتعتمد الكلمة بتكثيفها وتوترها وشفويتها إيقاعا فلابد من طاقة لغوية عالية الشحنة مع إيقاع نغمة داخلي بديل عن الموروث الموسيقي التقليدي فضلا عن عظمة الفكرة موضحة أنه دون هذا لن يكون للنصوص النثرية أي علاقة بالشعر بل ستكون أشباه نصوص مشوهة في أفضل أحوالها تشبه شرحا لبيت شعر أو حكمة ما يجعلها ترى أن قصيدة النثر يجب ان تكون مثل كرة كريستالية حرة بلا صقل وبلا أي إضافات.

وعن رأيها بالقصيدة العمودية قالت إن العمود عشق الأذن العربية الأزلي والأبدي ولا يمكن أن يعفو عليه الزمن كما يتوهم البعض من دعاة الحداثة والنزوع إلى الجديد لمجرد أنه مختلف مشيرة إلى أن الشاعر الجيد يمكن أن يكتب شعرا جديدا في روحه مستوعبا مفردات الواقع المعاش ضمن الشكل العمودي القديم فالموهبة هي الأساس والأوزان والقوافي لا تشكل اي إعاقة أو حاجز في وجهها.

يذكر أن الشاعرة مروة حلاوة من مواليد مدينة حماة تحمل إجازة في الأدب العربي من جامعة البعث عضو جمعية العاديات بحماة شاركت بالعديد من المهرجانات والملتقيات الشعرية والندوات الأدبية داخل سورية وخارجها وأصدرت ديوانها الأول بعنوان مدينة بلا سماء عام 2002 وسبقها مسرحية العصفور الصغير للأطفال.

فازت بالعديد من الجوائز السورية والعربية منها جائزة اتحاد الكتاب العرب فرع حماة عام 1996 وجائزة أندية الفتيات بالشارقة لإبداع المرأة العربية عام 1997 وجائزة ربيعة الرقي الشعرية عام 2000 وجائزة ابي العلاء المعري عام 2002 وجائزة البردة في أبو ظبي عام 2004.

سهاد حسن