حمص-سانا
عادت الحركة الثقافية لحمص مجدداً بعد تحريرها وسقوط النظام البائد، مع العرض المصور الذي نظمه فريق “وجوه” الثقافي في صالة شكسبير بساحة الساعة الجديدة اليوم لمسرحية “الرحلة”، لتكون بذرة لانطلاقة نشاطات مميزة بروح الشباب الذين تخلصوا من كل القيود وانطلقوا بحرية لبناء سوريا الجديدة بالكلمة والفن والثقافة.
“الرحلة” .. مسرحية كتبها وأخرجها في ألمانيا ابن مدينة حمص المخرج أنيس حمدون عام 2015، شارك فيها ثلاثة ممثلين ألمان وممثلان سوريان هما نوار بلبل وزينب السواح، حيث حصلت المسرحية على جائزة مجلة “تاكت كريتيك” كأفضل عرض في الدول الناطقة باللغة الألمانية لموسم 2015-2016، كما تم عرضها في السويد والدانمارك وفرنسا وترجمت إلى الإيطالية.
ويحكي العمل عن شاب من حي الخالدية يدعى رامي، يستعيد ذكرياته بحمص وشوارعها بعد أن هاجر إلى ألمانيا قسراً وهرباً من الظلم والاستبداد، وكيف انتقل من المكان الذي عاش وتربى فيه إلى مكان جديد ليبدأ من الصفر.
ويسرد رامي تفاصيل عن حياته خلال الثورة السورية، وكيف تكسرت أحلامه هو وأصدقائه عبر صور مختلفة، تحمل في طياتها مشاهد الألم والمعاناة خلال الاعتقال وفي مختلف المراحل، ويظهر في النهاية أن جميع الشخصيات هي أرواح ليس إلا.
وفي تصريح لمراسلة سانا بين المخرج أنيس حمدون أن فكرة العودة إلى حمص “مدينته الأم” كانت أكثر من حلم، وكان يسعى خلال وجوده في ألمانيا إلى التعافي مما مر به من ألم وحزن، عبر الخروج بأعمال تحكي عن صوت الناس والضحايا والحراك الشعبي وإيصالها إلى عدة دول، حيث حظيت هذه الأعمال بحسب تعبيره بتفاعل كبير من الجمهور، كونها تحمل أفكاراً مميزة ومعظم ممثليها كانوا ألمانيين.
بدوره أشار مؤسس فريق وجوه الثقافي قصي الشعار إلى أن الفريق المكون من نحو 150 شاباً من حمص وطرطوس، انطلق في عام 2016 بعرض جماهيري في مسرح دار الثقافة، حيث ضم مختلف المجالات من مسرح وغناء وموسيقا شرقية وغربية، ولكن تم إيقافه تعسفياً ولأسباب غير واضحة من قبل النظام البائد في عام 2018.
ولفت الشعار إلى أن الفريق بادر بأولى النشاطات الثقافية بحمص؛ تأكيداً على أهمية الثقافة ودورها في المجتمع، وأن الشباب عادوا ليخوضوا مختلف ميادين الحياة بحرية وبدون قيود من النظام المجرم، وهم قادرون على جمع مختلف أطياف المجتمع عبر نشاطات منظمة وهادفة.
واختتم العرض بحوار تشاركي مع الفاعلين والمهتمين بالشأن الثقافي عن المسرح الألماني، وكيف يمكن الاستفادة من تجربته ولاسيما على صعيد المؤسسات للمسرح السوري.
لارا أحمد
لمتابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen