دمشق-سانا
تمكين القدرات وتنمية مواهب الأطفال جهد جماعي تقوم به مؤسسات وجمعيات بالمجتمع الأهلي، لكن في حي عش الورور بدمشق هناك من بذل جهداً فردياً لتنمية وتمكين قدرات أبناء الحي وهي الشابة ريما محسن التي أطلقت مبادرة مجتمعية عبر فريقها المتخصص بالأعمال اليدوية تتضمن تعليم الأطفال الأسوياء وذوي الإعاقة آلية تنفيذ المشغولات اليدوية المتنوعة للاستفادة من طاقاتهم بأمر مفيد.
وخلال حديثها لـ سانا الشبابية أوضحت محسن المدرسة في المعهد التقني التجاري والحرفية بمجال الكروشيه أنها تعلمت هذه الحرفة منذ نعومة أظفارها لكنها اليوم تحولت إلى مهنة تعتاش منها، لافتة إلى أنها رغبت بإطلاق مبادرتها في الحي الذي تقطنه كونه يفتقر إلى المشاريع الحيوية والمهمة لتسليط الضوء عليه وفتح المجال أمام الراغبين بالمبادرات المماثلة لتنفيذها في الحي وتتمثل مبادرتها بتدريب الأطفال على أعمال الكروشيه والإكسسوارات والرسم لقاء أجر مادي بسيط جداً.
وأشارت محسن إلى أنها تمكنت من خلال مبادرتها من دمج الأطفال الأسوياء مع ذوي الإعاقة واستثمار طاقات الجميع بأشياء مفيدة تنعكس إيجاباً على حياتهم، حيث قامت بتدريب 6 أطفال من ذوي الإعاقة تمكنت من تأهيل 3 منهم ليكون لديهم منتجاتهم الخاصة، لافتة إلى أن هذه الخطوة أسهمت بإشغال الطفل وإبعاده عن الألعاب الإلكترونية والمواقع السيئة المنتشرة حالياً وملء وقت فراغه بأشياء مفيدة وممتعة.
محسن التي شاركت بمسابقة أقامها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لأكثر من 350 مشاركاً حصلت وفق ما ذكرت على المركز الأول فيها وتم تكريمها ودعمها من خلال تركيب طاقة شمسية لمواصلة العمل بالمبادرة، حيث افتتحت فرعين في حي عش الورور وآخر في حي المزة 86.
وأشارت محسن إلى أنها استطاعت من خلال المختصين الذين يعملون معها في الفريق تعليم الأطفال طرق تنفيذ ملبوسات من الكروشيه وتصميم معالم أثرية وتاريخية من الصوف وتنفيذ ملابس فلكلورية ومفارش ووسائد من التطريز إضافة إلى تصميم الإكسسوارات وديكورات المنازل.
وحول الأعمال الخارجية التي نفذتها المبادرة أوضحت محسن أنها شملت تزيين جدران ثانوية نبيل يونس بالورود والرسومات الجميلة لإضفاء رونق عليها، مبينة أنها تسوق منتجات المبادرة من خلال المشاركة بالمعارض للتعريف بفريقها داخل سورية وخارجها، وكان آخرها معرض ذهب إكسبو للألبسة والأحذية إذ تمكنت من تصدير منتجاتها إلى عدة دول عربية وأجنبية.
ونصحت محسن السيدات والشابات باستغلال أوقات فراغهن بأشياء مفيدة إلى جانب الحصول على شهادة علمية، لافتة إلى أنها تقوم بتدريب عدد من ربات المنازل كذلك على مهنة الكروشيه استعداداً للبدء بمشاريعهن متناهية الصغر.
بدورها مدربة الإكسسوارات بالفريق سارة بسام عياش أشارت إلى أنها تقوم بتدريب الأطفال والسيدات على صناعة الإكسسوارات من السلاسل والخرز والكروشيه، لافتة إلى أن المتدربين تعلموا صناعة السلات والأقراط والأساور وبدؤوا يبتكرون أشياء جديدة.
مدرسة الموسيقا عائدة حميدوش بينت أنها انضمت للفريق لتدريب الأطفال على الأغاني وسماع الموسيقا لإدخال الفرح والبسمة إلى قلوب الأطفال ذوي الإعاقة ودمجهم بالمجتمع.
الشابة مايا أيهم العلي قالت: “كنت متدربة بالفريق وبعد أن أتقنت العمل وأنهيت الساعات التدريبية بدأت أدرب الفريق على حرفة الكروشيه وقريباً سأفتح دورة تصنيع منتجات من مادة الريزين لتدريب الراغبين على إتقان هذه الحرفة”، فيما أشارت مدربة مادة الرسم أمل عمران إلى أنها تفسح المجال أمام الأطفال لممارسة هواية التلوين على مجسمات الجبس.
الطفلتان هيا وتاج غصون بينتا أنهما التحقتا بالمبادرة خلال العطلة الصيفية للاستفادة من أوقات الفراغ وتعلم حرفة الكروشيه، إذ تمكنتا من صناعة القبعات والشالات الخاصة بهما، فيما أشارت الطفلة بتول ضاهر إلى أنها التحقت بالمبادرة لتعلم حرفة شغل الصوف وصناعة السلاسل والقبعات والشالات منه، وأهدت الكثير من مشغولاتها إلى أفراد عائلتها، بينما أشارت الطفلة زينة عيسى إلى أنها تعلمت صناعة الحلي والإكسسوارات.
وأشار الطفلان مايا نصر وبشار من متلازمة داون إلى أنهما وجدا في المبادرة فرصة لتعلم حرفة مستقبلية تساعدهما على تحسين وضعهما الاجتماعي.
هايدي وسماح من الصم والبكم وبإشارات لا تخلو من الحب والفرح أعربتا عن سعادتهما بتعلم فن الكروشيه لممارسة هواية ممتعة وتمضية أوقات فراغهما بأشياء مفيدة وتحقيق دخل مادي يساعد سماح على تأمين مصاريف دراستها الجامعية.
سكينة محمد
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgen