دمشق-سانا
رأى رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسين جمعة أن الجرائم والمجازر المروعة التي ترتكب بحق الشعبين السوري والعراقي تمثل نكبة جديدة ولدت من رحم نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948 موضحا أن وقوف سورية إلى جانب قضية الشعب الفلسطيني في مواجهة المخططات الصهيوأمريكية أحد أسباب الحرب الكونية عليها.
وفي محاضرة له اليوم بعنوان “نكبة 1948 أم النكبات.. الحية لا تلد إلا الحية” ضمن ندوة سياسية أقامها الاتحاد بالتعاون مع تحالف الفصائل الفلسطينية بدمشق اكد جمعة أن ما تقوم به التنظيمات الإرهابية المسلحة من تدمير وتهجير وقتل وتمثيل بالجثث ما كان ليحدث لولا وجود المثال الصارخ لجرائم الحركة الصهيونية وأسيادها في الغرب.
ودعا جمعة إلى كشف التضليل والتزوير الذي يمارس بحق فلسطين ومحاولة الاحتلال الاسرائيلي لتهويد كل شيء فيها وتعريف العالم بأسره بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وقراهم التي هجروا منها بوصفه حقا لا يقبل التصرف أو التنازل أو التجزئة وفضح كل أشكال التكفير الإرهابي الوهابي الجديد الذي تدعمه حكومات قطر والسعودية وتركيا.
من جانبه أكد الدكتور غازي حسين عضو القيادة العامة لطلائع حرب التحرير الشعبية الفلسطينية “الصاعقة” أن الذكرى الأليمة للنكبة تمر هذا العام وقد أصبحت القضية الفلسطينية وحق العودة نسيا منسيا لدى النظام العربي الرسمي مشددا على أن حق العودة ينبع من قدسية حق المواطنة ولا تجوز الإنابة فيه ويملكه اللاجئون الفلسطينيون وليس قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ولا الجامعة العربية ومؤتمراتها.
وشدد حسين على أن مواجهة الإرهاب الصهيوني والتكفيري واجب مقدس لإنقاذ العروبة والإسلام الأصيل والحضارة العربية والإسلامية والمضي قدما بمشروع عربي نهضوي لوأد مخططات الإمبريالية والصهيونية والرجعية.
من جهته أكد أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية خالد عبد المجيد أن التآمر الغربي الصهيوني على سورية جاء نتيجة موقف سورية القومي بالدفاع عن قضية الشعب الفلسطيني واحتضان اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1948 مبينا أن المخطط الصهيوني الإجرامي بحق الشعوب العربية ولا سيما الشعبين السوري والفلسطيني ما زال متواصلا ولكن بأدوات أخرى وعملاء جدد.
ولفت عبد المجيد إلى أن ما يجري في مخيم اليرموك بدمشق اليوم على يد تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين بدعم غربي وعربي وإقليمي يأتي في إطار إكمال المخطط الصهيوأمريكي الذي بدأ عام 1948 والرامي إلى إنهاء حق العودة وتصفية الحقوق الفلسطينية.
وفي كلمته لفت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة رافع الساعدي إلى أن نكبة عام 1948 تلتها نكبات متعددة منها قبول إسرائيل عضوا في الأمم المتحدة وضرب حلم الوحدة العربية بحصول الانفصال بين سورية ومصر وعدوان الخامس من حزيران عام 1967 الذي تؤكد جميع الوثائق أنه غطي بأموال عربية لضرب المشروع القومي العربي وكذلك اقتلاع الثورة الفلسطينية من الساحة الأردنية بمذابح أيلول الأسود وصولا إلى اتفاقيات الذل والإذعان مثل كامب ديفيد واوسلو ووادي عربة.
بدوره أكد الأديب والمفكر وعضو المكتب التنفيذي بالاتحاد مالك صقور أن فلسطين كانت وما زالت وستبقى قلب العروبة النابض مشيرا إلى أن نكبة الشعب الفلسطيني ولدت نكبات ونكسات متتالية توجت بـ “التلفيقة التي سميت زورا وبهتانا الربيع العربي” وما هي إلا من صنع الصهيونية وتخطيط مسبق من الإمبريالية والاستعمار القديم والحديث واصفا هذا الربيع بـ “الجحيم العربي الذي بات يكتوي بناره الشعب السوري”.
وأوضح صقور أن ما ترتكبه التنظيمات الإرهابية المسلحة من قتل وتمثيل وتدمير بحق الحجر والإنسان في سورية لن يزيد الشعب السوري إلا تصميما وصمودا إلى جانب الجيش العربي السوري حتى دحر الإرهاب وتحقيق الانتصار.
حضر الندوة رئيس اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني الدكتور محمد مصطفى ميرو وامين سر الملتقى الشعبي الفلسطيني الشيخ محمد العمري وعدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية بدمشق وأعضاء المكتب التنفيذي بالاتحاد ومفكرون وباحثون وكتاب وأدباء وفنانون.
وتتزامن الندوة مع إحياء الشعب الفلسطيني الذكرى الـ67 لنكبة الشعب الفلسطيني التي تصادف في الخامس عشر من أيار من كل عام ويتم خلالها تنظيم مسيرات حاشدة وفعاليات ومهرجانات خطابية تأكيدا على الثبات في المطالبة بحق العودة وباقي حقوق الشعب الفلسطيني.