أنقرة-سانا
عين رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان “اجمان باغيش” وزير شؤون الاتحاد الاوروبي السابق الذي استقال على خلفية اتهامه بالفساد مستشارا له حسب صحيفة سوزجو التركية في توجه يوضح رغبة أردوغان بتقاسم السلطة مع المسؤولين الفاسدين ليضمن ولاءهم وعدم انقلابهم ضده.
وأكدت الصحيفة ان باغيش الذي سربت له تسجيلات صوتية لمكالمة هاتفية يسخر فيها من ايات القران الكريم سيعمل مستشارا لدى اردوغان مشيرة الى ان اردوغان حدد الشخصيات التي ستعمل في القصر الرئاسي حيث سيعمل تانر يلدز وزير الطاقة ومهدي اكر وزير الزراعة والثروة الحيوانية في القصر الرئاسي بينما سيتولى باغيش منصب مستشار الشؤون الاوروبية والسياسة الخارجية في القصر الرئاسي.
وكان باغيش قدم استقالته على خلفية التحقيقات في فضيحة الفساد والرشوة التي هزت حكومة حزب العدالة والتنمية في 17 و 25 كانون الاول عام 2013 ووجهت له ولثلاثة وزراء اخرين اتهامات بتقاضي الرشوة وممارسة الفساد بينما تملص باغيش من المحاكمة امام المحكمة العليا مع الوزراء الاخرين على خلفية عملية التصويت التي اجريت في البرلمان التركي والذي يسيطر عليه حزب العدالة والتنمية.
يذكر ان تركيا تشهد تراجعا كبيرا على جميع الصعد في ظل نظام اردوغان وخصوصا بعد استشراء الفساد وتورطه ومقربين منه في قضايا فساد اضافة الى اعتقال معارضين له وعمله على تقييد الحريات في الاوساط التركية لتحييد معارضيها الامر الذي يثير نقمة كبيرة بين المواطنين الاتراك.
من جهة أخرى أكد كمال كيليتشدار اوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري ان حكومة حزب العدالة والتنمية تتدخل في الشؤون الداخلية السورية وتمارس سياسة ادخلت تركيا في مازق بالشرق الاوسط .
وقال اوغلو في تصريح خاص لصحيفة يورت ان تزويد حكومة حزب العدالة والتنمية التنظيمات الارهابية في سورية بالاسلحة وتعاونها مع قطر والسعودية في هذا المجال أدى الى زعزعة مكانة تركيا.
وكان أوغلو اكد أواخر الشهر الماضي ان حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا تقوم بارسال الاسلحة والمعدات العسكرية للتنظيمات الارهابية في سورية محملا اياها مسؤولية الدماء التي تسفك في هذا البلد الجار.
وحول ما سماه سياسة “الاسلام المعتدل” التي فرضتها الولايات المتحدة الامريكية على تركيا قال اوغلو ان فرض سياسة الاسلام المعتدل على تركيا أكبر خطا ارتكبته الولايات المتحدة نظرا لما توصلت اليه تركيا اليوم من تطرف وتعصب بدل ان تكون دولة قانون اجتماعية وديمقراطية وعلمانية.
وأكد أوغلو ان أردوغان ورئيس وزرائه احمد داود اوغلو اوصلا تركيا الى مرحلة خطيرة لذلك يعتقدان ان نهايتهما ستكون مثل الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي.
وبعد سيطرة حكومة حزب العدالة والتنمية بصورة كاملة على اجهزة القضاء والامن والمخابرات فيها بدات بالتحول الى دولة بوليسية وخصوصا بعد مشروع القانون الاخير الذي اعدته الحكومة التركية تحت اسم حزمة الأمن الداخلي.