المدرس الشاب كبرائيل شعبو يبادر إلى تدريس أبناء الشرائح المتضررة موادهم العلمية مجانا

الحسكة-سانا

لأن المرحلة الراهنة من حياة سورية تتسم بخصوصية عالية يتفاعل فيها الكثير من التحديات كان للعديد من الشباب السوري مبادرات فردية على درجة من النوعية و التميز بحيث شكل البعض منها حالات وظواهر لافتة تستحق التوقف عندها وتقديرها كأفضل ما يمكن كما هو الحال في المشروع التطوعي الذي أطلقه المدرس الشاب كبرائيل شعبو من محافظة الحسكة حيث تخلى عن المرابح المادية الكبيرة التي كان يجنيها من تدريس المواد العلمية خلال العام الدراسي ليخصص لجزء الأكبر من وقته لتعليم أبناء الشهداء والمهجرين مجانا.

وكان شعبو قد قام بافتتاح معهد تعليمي خاص بهذه المبادرة انضم إليه عدد من المدرسين الذين يشاركونه الأهداف والغايات النبيلة نفسها ممن خفضوا من أجورهم إلى حد كبير ليستفيد أكبر عدد ممكن من الطلبة من الخدمات التعليمية التي تقدم في المعهد.

حول هذه التجربة تحدث شعبو لنشرة سانا الشبابية موضحا أن إيمانه و ثقته بجيل الشباب كعامل أساس في مواجهة ما تتعرض له سورية من حرب كونية تستهدف الهوية و الثقافة هو ما جعله يكرس جهده لرفد هذه الشريحة بما تحتاجه من دعم على المستوى التعليمي نظرا لما تمتلكه من قدرات على العطاء والإنتاج.

وأضاف.. تخليت عن عملي السابق الذي كان يدر علي ما يكفي ويزيد على حاجاتي الحياتية لأعمل اليوم على إجراء العديد من الدورات التعليمية المجانية في مواد الرياضيات والعلوم والفيزياء والكيمياء لطلبة الشهادتين التعليم الأساسي والثانوية وأبناء الشهداء وأبناء الأسر المهجرة في المحافظة وهو واجب علي كما هو على كل مواطن سوري يخشى على بلده من المؤامرة التي تحاك ضده من قبل قوى الإرهاب العالمي.

ولم تتوقف مبادرة المدرس شعبو على هذه الفئات الاجتماعية بل تعدتها إلى الأطفال الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة إلى مقاتلي الجيش العربي السوري ممن يرغبون بمتابعة تحصيلهم العلمي والعديد من أبناء الأسر الفقيرة حيث استفاد حتى الآن أكثر من 400 طالب وطالبة في محافظة الحسكة من الدورات المجانية التي يقيمها المدرس المتطوع.

ويقوم شعبو في الوقت نفسه بمساعدة فريق متخصص على رصد وكشف الأضاليل والاكاذيب والإشاعات التي تبثها وتنشرها وسائل الإعلام المغرضة والتي تستهدف المواطن السوري والمقاتل العربي السوري بالإضافة إلى توعية جيل الشباب بضرورة الوقوف إلى جانب الجيش العربي السوري ودعمه في كل معاركه البطولية التي يخوضها ضد التنظيمات الإرهابية على امتداد ساحات الوطن.

وأكد شعبو أنه “أراد من خلال هذا الفعل ان يوصل رسالته التي مفادها أن العلم والسلاح خطان متوازيان أحدهما ينير القلوب والعقول والآخر يطهر الأرض ويحمي العرض من رجس التنظيمات الإرهابية التي تستهدف تخريب الذاكرة الإنسانية للشعب السوري وتهديم الصرح العلمي الذي تم بناؤه منذ عدة عقود”.

بدورها قالت زكية ادم وهي مدرسة اللغة الفرنسية في المعهد إن العلم هو البناء الأبعد مدى والأكثر استمرارية كونه يبني إنسانا ملتزما بقضايا وطنه انطلاقا من أن الثروة الحقيقة تكمن في تنمية العقول المبدعة عبر توفير كافة أسباب و ظروف التفوق مؤكدة استمرار العملية التربوية في المحافظةبكل ثقة على الرغم من استهداف وتخريب التنظيمات الإرهابية لبعض المدارس في أرياف المحافظة.

الأمر نفسه أكدت عليه وداد البكرو مدرسة اللغة العربية في المعهد حيث لفتت إلى أن الجهود التي تبذل في المعهد من خلال الدورات التعليمية المجانية والمخفضة ترمي إلى محاربة الأفكار الظلامية المتطرفة و التي لا تنتمي للأعراف والتقاليد السمحة للشعب السوري.

واعتبرت والدة الطالب باسل ياسر العكل أن عمل الفريق التعليمي في المعهد دليل على ما يتمتع به المواطن السوري من إحساس عال بالمسؤولية ولاسيما في أوقات الأزمات حيث يلتزم بتنفيذ كامل واجباته تجاه الوطن وأبنائه.

أما الطالبة مريم رافع من الصف الثالث الثانوي فقد ذكرت أنها لم تشعر بأي غربة رغم تهجيرها بفعل التنظيمات الإرهابية المسلحة من محافظة دير الزور وأن المعاملة الحسنة وطيب الاستقبال عوضاها عن فقدان فرصة متابعة تحصيلها العلمي العام الماضي والتي تمكنت من تعويضها هذه السنة من خلال الدورات التعليمية التي حسنت من تحصيلها العلمي وخاصة في مادة الفيزياء.

حسن ذياب