دمشق-سانا
أقام اتحاد الكتاب العرب صباح اليوم ندوة بعنوان “الآثار وسؤال الهوية.. سورية أنموذجا” شارك فيها كل من حسين جمعة وابراهيم زعرور وإياد يونس وعز الدين سطاس وفيكن بوغوص عباجيان واسكندر لوقا وذلك في قاعة المحاضرات بالاتحاد.
تضمنت الندوة محاور عدة منها “الوحدة التاريخية والحضارية لبلاد الشام والعراق وآثار بلاد الشام بين التزوير التوراتي ومحاولات التهويد” اضافة الى الحديث عن تاريخ الجولان وآثاره ولواء اسكندرون ودور التوثيق المعلوماتي في حماية الاثار السورية وغيرها .
وبين الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب في محوره بعنوان “الأزمة السورية والآثار” ان عددا من الناس يرى بحكم ابتعاده عن التراث المادي وبخاصة الاثار والعمران والازياء واللقى القديمة انها لا تضاهي في قيمتها ما ورثه من تراث معنوي يتجلى في الادب والموسيقا والغناء وغير ذلك .
وهناك عدد آخر بحسب جمعة يرون ان كل ما ورثوه عن السلف انما هو بحكم الميت ولا قيمة له بل لا حاجة للأجيال للتعامل معه فهو ابن التاريخ الماضي ولأصحابه وعلينا ان نقيم تواصلنا مع واقعنا وحاضرنا مشيرا الى ان العقلاء الحكماء أصحاب المنهج المعرفي يرون في الاثار جزءا لا يتجزأ من تراث الاجداد والاباء الذي يدل على شخصية الامة في مرحلة من المراحل الزمنية فضلا عن انها شكل حضاري قامت به ذات يوم.
ولفت رئيس اتحاد الكتاب العرب الى ان المتشددين المتطرفين المنحرفين في عقيدتهم ودينهم ينظرون الى هذه الاثار بوصفها اوثانا أوأصناما أو ما شابه ذلك لذا لا بد من ازالتها.
بدوره أشار الدكتور ابراهيم زعرور في محوره بعنوان “الوحدة التاريخية والحضارية لبلاد الشام والعراق” الى انه من الضرورة التاكيد على الوحدة الحضارية والتاريخية لبلاد الشام والعراق وهذا لا يحتاج الى براهين واثبات وأدلة لان الجوانب الحضارية والتاريخية واثارها وتراثها يدل على هذه الوحدة مبينا اننا أمام وطن الابجدية والكتابة الاولى والمكتبة الاولى والقانون الاول في التاريخ “حمورابي” وأمام العمارة العربية “بابل” وموسيقا وابداع “نينوى” وامام الممالك الحضارية التاريخية الأثرية “ماري وأفاميا وتدمر” اضافة الى القلاع والحصون القائمة على مساحة سورية والعراق حيث تشكل مدنا كاملة من الاثار ومنها ما زال مدفونا في الارض برغم عمليات التنقيب والبحث الاثري والتاريخي حيث لم يتم اكتشاف أكثر من ثلاثين بالمئة من هذه المواقع .
واعتبر الدكتور اياد يونس في محوره بعنوان “آثار بلاد الشام بين التزوير التوراتي ومحاولات التهويد” ان التراث الاثري في بلاد الشام تعرض الى سوء استخدام وتفسير من قبل الغربيين ما اعطى معظم الدراسات الاثرية في المنطقة طابعا استعماريا وعنصريا ودينيا بحتا جسده النهج التوراتي الذي طبع الدراسات الاثرية منذ القرن الثامن عشر بمفهومها الذي يخدم الصهيونية.
مدخل في تاريخ الجولان واثاره عنوان محور الباحث عز الدين سطاس بين فيه ان الجولان اسم اقليمي وجغرافي يتميز بالموقع الاستراتيجي والارتفاع النسبي والطبيعة البركانية والمناخ المعتدل وتتوزع اراضيه بين القنيطرة ودرعا وريف دمشق الغربي لافتا الى انها شكل حضاري منذ اقدم العصور وعقدة حيوية تشرف على طرق رئيسية تشكل موقعا استراتيجيا مهما .
ويعود استيطان الانسان القديم في الجولان بحسب ما اوضحه سطاس الى عهود موغلة في القدم ويعتبر محيط بحيرة مسعدة وسهل القنيطرة وشمال جسر بنات يعقوب من اقدم المواقع الاثرية المكتشفة حتى الان في هذه المنطقة بدلالة اللقيات القديمة التي وجدت في هذه المواقع والتي استخدمها الانسان القديم في حياته اليومية.
أما الدكتور فيكن بوغوص عباجيان فراى في محوره الذي جاء بعنوان “دور التوثيق المعلوماتي في حماية الاثار السورية وعناصر الهوية الوطنية” ان هناك كثيرا من المشاريع استخدمت لتوثيق الاثار وجمعيها حاولت ان تعتمد شركات تنقيبية قد لا تكون وافية بالغرض بشكل دقيق.
من جانبه اشار الدكتور اسكندر لوقا في محوره الذي جاء بعنوان لواء اسكندرون الى ان المؤرخ الفرنسي ستيفن لورانج عرف لواء اسكندرون بانه الالزاس واللورين السورية مبينا انها المدينة السليبة .. المدينة التي تحمل في جبالها وسهولها ووديانها وانهارها وغاباتها وبساتينها كل ما يتوق المرء الى رؤيته من معالم السحر والجمال وانها المدينة التي انجبت كبار المفكرين والادباء الذين سنبقى نفخر بهم.
وأوضح لوقا ان قضية لواء اسكندرون كانت المأساة المؤلمة التي عمد اعداء العرب التقليديون ان يمزقوا بها بلاد الشام وفي مقدمتهم الحكومة التي حكمت فرنسا خلال السنوات العشر التي سبقت تاريخ نشوب الحرب العالمية الثانية وناهضت كل حركة تحرر عربية وخصوصا في بلاد الشام.
محمد الخضر-شذى حمود