اللاذقية- سانا
تتواصل فعاليات “المعرض العلمي الاقتصادي الأول” في كلية الاقتصاد في جامعة تشرين وسط مشاركة طلابية واسعة جمعت في أعمالها بين العلم و الفن بطرق خارجة عن المألوف جاء بعضها على شكل لوحات كاريكاتورية وأخرى اتخذت لأفكارها وسائل عرض خشبية ومعدنية في حين اختار بعض المشاركين مجسمات متفاوتة الأشكال والأحجام لتصوير مفاهيمهم الاقتصادية إنما بقيت كل المعروضات منطوية تحت عنوان البساطة و الابداع بعيدا عن التكلف الذي يتنافى مع الغرض العلمي للمعرض.
وتضمنت فعاليات المعرض مجسما كبيرا حمل عنوان شجرة الحياة الاقتصادية والتي خصصت لتعليق لافتات تضمنت عبارات و مصطلحات اقتصادية متعددة بالإضافة إلى أربعين هيكلا للعرض و خمسة مجسمات و ثلاثة أجهزة إسقاط ضوئي لعرض أفلام قصيرة عن قصة الاقتصاد ومفاهيمه حرص الطلاب خلالها على تقديم معلومات مبسطة عن أهم المفاهيم الاقتصادية مثل علاقة السياسة بالاقتصاد وسعر صرف العملات بالإضافة إلى العوامل المؤثرة في ارتفاع الأسعار وحجم الناتج الإجمالي المحلي إلى جانب عرض 150 عملة محلية وأجنبية مع شرح مبسط لكل عملة والحقبة التاريخية الخاصة بها.
وذكر وسيم سقير مدير الفريق الاقتصادي العلمي المنظم للمعرض أن الفعالية تتخصص بتصحيح بعض الأخطاء الشائعة في المجتمع حول عدد من المفاهيم الاقتصادية المختلفة بالإضافة إلى عرض تاريخي عن نشأة علم الاقتصاد ليستطيع طلاب الكليات الأخرى الزائرون للمعرض تكوين خلفية ثقافية اقتصادية عامة.
وأضاف .. إن الاقتصاد علم جامد بنظر الشريحة الواسعة من الناس ولذلك هدف الطلاب في هذا المعرض هو عرض حقائق علمية اقتصادية بأدوات بسيطة لتكون اقرب للناس و بالتالي يتمكن أكبر عدد من طلاب الكليات الأخرى من فهم الأمور ذات الطابع الاقتصادي مبينا أنه من الممكن أن يتعرض المعرض لبعض الانتقادات باعتباره الأول من نوعه على مستوى الكلية إلا أنه سيشكل ركيزة جيدة لنشاطات أخرى قادمة تكون أكثر احترافية من الناحية العلمية وتشمل مختلف جوانب الاقتصاد.
بدوره ذكر الطالب إياد اسماعيل أحد أعضاء اللجنة التنظيمية للمعرض أن هذا النشاط هو عمل مشترك مابين الفريق الاقتصادي والصفحة الالكترونية كلية الاقتصاد من قلب الحدث ويمثل باكورة أعمال الفريق الذي بدأ اعضاوءه التحضير للمعرض الاقتصادي منذ شهرين حيث تم بداية طرح الأفكار ومناقشتها وطرق عرضها لتنتج عن هذا النقاش أساليب عرض متنوعة وفقا لكل فكرة على حدة والنمط الذي يصلح لها.
وبين أنه تم جمع الأفكار والمعلومات حول كل موضوع من مصادر متعددة أهمها المواقع الاقتصادية الالكترونية كما تم تدقيقها بمساعدة أساتذة الكلية الذين قاموا بصياغتها بشكل مبسط يمكن الطلبة غير المتخصصين من فهم هذا العلم بشكل يسير.
وشاركت الطالبة بتول غدير بزاوية تسويق عرضت فيها أفلاما قصيرة تتضمن تصحيح بعض المفاهيم الاقتصادية الخاطئة والشائعة بين الناس حيث أوضحت أن الأغلبية تنظر إلى التسويق على أنه مجرد موظف مبيعات في حين أنه علم واسع يتضمن فنون وعلوم الإعلان و الترويج مشيرة إلى أن هذا العلم له مكونات أساسية يلزم اتباعها لضمان عملية تسويقية ناجحة.
وقدمت الطالبة سوزي شاهين أكثر من 40 نموذجا لعملات محلية وعالمية خصصت جزءا منها كما قالت للعملات السورية القديمة وقسما آخر يعرف بتطور النقود في سورية.
وأكدت على أهمية التعريف الالكتروني في عصرنا والفرق بينه وبين التسويق التقليدي وبينت أن التسويق الالكتروني يعتمد على سهولة جمع المعلومات وسهولة التواصل والتكلفة الأقل وكبر حجم الجمهور كما قدمت اسكيتش بسيطا يتحدث عن فكرة التعاون والعمل ضمن فريق وكيف استطاع الفريق الاقتصادي إقامة هذا المعرض.
أما قصص حياة المديرين الناجحين فقد كانت ضمن مشاركة الطالب عبد الله كيلو قسم إدارة أعمال والذي سعى إلى تبيان الفرق بين القائد والمدير قائلا .. “القائد يسأل من حوله ويشاورهم ويهتم بهم ويعتمد في تعامله معهم على الثقة ويعلم موظفيه ويبعث بهم الحماس ويطورهم ويلهمهم ويشرح لهم كيف تفعل الأشياء مستمدا قوته من الجماعة ومن قدرته العقلية ومهاراته الإنسانية بينما يقوم المدير بقيادة موظفيه باعثا الخوف في قلوبهم إذ تعتمد سلطته على القوانين وتتجلى مهمته في إنجاز العمل فهو يعمل على الأمور التنفيذية وليس التخطيطية”.
كما شاركت الطالبة ديانا يونس بلوحتين الأولى بعنوان النشرة الاقتصادية حيث قسمت اللوحة إلى قسمين الأول يتحدث عن المؤشرات الاقتصادية العالمية ومؤشر دمشق مقدمة شرحا مبسطا عن هذه المؤشرات ولأي دولة تتبع كل منها وتحت أي من الشركات تندرج في حين قدمت في القسم الثاني شرحا لثلاثة من أنواع النفط القياسي وهي برنت غرب تكساس خام اوبك كما تحدثت عن خامات النفط والحقول المستخرجة منها.
وفي اللوحة الثانية قدمت يونس تعريفا لأهم الميزات الأصلية التي ترى بالعين المجردة للعملة السورية فئة الخمسمئة والألف ليرة سورية حيث أوضحت أن فئة الألف ليرة تحوي شريط الضمان الممعدن الفضي الذي يظهر عند تسليط الضوء على الورقة والصورة المائية للقائد الخالد حافظ الأسد على الجهة اليسرى من الوجه الأمامي للورقة أما فئة الخمسمئة ليرة سورية فإنها تتميز بالطباعة النافرة والتخريم الميكروي المجهري الذي تتميز به العملة الروسية ويصعب تزويرها.
أما مشاركة الطالب يونس ديب سنة رابعة اقتصاد وتخطيط فكانت من خلال التعريف بالعوامل المؤثرة على سعر صرف الليرة السورية وعلاقة السياسة بالاقتصاد كما تحدث عن عدد من علماء الاقتصاد البارزين.
كما شارك ديب بمجسم مؤلف من مجموعة بوالين تمثل حجم الناتج الإجمالي المحلي في سورية منذ عام 2007 وحتى 2013 وبين أنه كلما زاد حجم الناتج المحلي كلما زاد معه حجم البالون حيث وصل هذا الناتج إلى ذروته في العام 2010 فكان حجم الناتج 60 مليار دولار.
وشاركت الطالبة آلاء منصور بعمل كاريكاتور صورت فيه السعي اللاهث لبعض المواطنين لشراء الدولار وسؤالهم المحموم والمتواصل عن انخفاضه وارتفاعه إلى جانب عمل آخر تحدثت فيه عن أكبر خمس اقتصادات في العالم حسب الناتج المحلي الإجمالي.
بشرى سليمان – نعمى علي