حمص-سانا
ذكرياته الجميلة على مسارح الطفولة جعلت الشاب ستيفان موسى برشيني يواصل حلمه المتجدد باعتلاء الخشبة خلال سنوات لاحقة ونتيجة لشغفه الواسع بالتمثيل فقد واظب على تحقيق ما تمناه عبر المشاركة بالكثير من الاعمال الموجهة للاطفال رغم ما تتطلبه دراسته للطب البشري من وقت وجهد وكأن ذاكرته البعيدة تأبى إلا أن تتوالد سنة تلو أخرى لتجدد ذلك الإحساس المتميز يوم حصل على المرتبة الأولى على مستوى سورية في مسابقات الرواد الطليعيين في مجال الفصاحة والخطابة.
بالفعل كانت ذكريات لاتنسى خلفت في نفسي الكثير من الدفء والزهو وأحاسيس الطفولة الجميلة هكذا بدأ برشيني حديثه لنشرة سانا الشبابية مؤكدا أنه أمضى سنوات الصغر متنقلا بين خشبة و أخرى ورغم تجاوزه لتلك الفترة من الدراسة إلا أن دافعا غريبا يأخذه كل حين ليعاود التجربة فقد تابع التمثيل الذي يعشقه خلال المراحل الاعدادية و الثانوية وصولا الى الجامعة.
وأضاف إن مواهبه الطفولية كانت متعددة وبينها الكتابة القصصية وتقليد الشخوص لكن التمثيل أقربها إلى نفسه ورغم مشاركته خلال تلك السنوات بعدد من العروض المسرحية للكبار إلا أن مسرح الطفل ظل اكثر التصاقا بروحه ربما لأنه يمد جسورا إلى عوالم ليس فيها إلا النقاء والبراءة والطهر حسب تعبيره مشيرا إلى أن هذا المسرح هو الفن الاصعب على خلاف ما يعتقده البعض.
وقال الممثل الشاب.. ” ليس من السهل ان تتوجه إلى الاطفال إذا لم يكن لديك ما هو حقيقي فمن غير الممكن أن تجعل طفلا يضحك من قلبه إذا لم تمتلك ما يحرك مشاعره وإحساسه الداخلي لأنه عاجز بالفطرة عن المجاملة والتزلف ولذلك فقد خضعت لدورات تدريبية عديدة لأطور من مهاراتي في الأداء فأصل إلى مستوى الحوار مع الاطفال واتسلل الى فضاءاتهم الداخلية لأتقصى ما يبحثون عنه في واقعهم وما يأملون أن يصار إلى الحديث عنه عبر المسرح.
واليوم ينوع الممثل برشيني بين أعمال الصغار والكبار حيث يشارك في العروض الجامعية المتواصلة في جامعة البعث تحفيزا على إعادة إحياء الحياة الفنية والثقافية في المدينة التي عانت من الإرهاب فهو واجب وطني يضاف إلى القيمة الفنية التي يجنيها حسب قوله آملا أن يأتي يوم تتحول فيه حياة الاطفال الى عالم من الضحك والسرور والسعادة كما كان حالهم قبل أن يستبيح الإرهاب التكفيري فضاءاتهم البريئة.
فاتن خلوف