الشريط الإخباري

معرض تشكيلي يجسد آلام السوريين جراء الحرب

دمشق -سانا

أقام المركز الثقافي العربي بأبو رمانة معرضا تشكيليا ضم خمسا وعشرين لوحة إضافة إلى ست منحوتات شارك فيها عدد من خريجي كلية الفنون الجميلة.

وشملت اللوحات مواضيع مختلفة تضمنت تحولات الأزمة في سورية والآلام التي يعاني منها الشعب السوري بسبب المؤامرة التي تحاك ضد بلده وقد رسمت أغلب اللوحات المشاركة بالألوان الزيتية وبأساليب مختلفة انتمت إلى مدارس فنية واقعية وتجريدية ومنها ما جمع بين المدرستين فيما كانت أغلب المنحوتات على خشب الصنوبر بأسلوب واقعي عبر عن أحزان الإنسان والأمه إضافة إلى البرونز الذي جسد وجوها وشخصيات أعطت انعكاسات الحرب على سورية.

وقالت الفنانة حنان سيف إنها شاركت  بلوحتي كولاج نفذته على الأقمشة حيث استخدمت الإكرليك وعالجت بعض شعاب اللوحة بالألوان الزيتية لتصل إلى تجسيد فني يعبر عن سورية وحياة شعبها بالأزمة المفروضة عليها .

كما حاولت أن تعبر بالألوان عن الجراح التي انطبعت على الوجوه والأبنية والشوارع والحارات والأزقة .

في حين قال طارق عربي.. لوحتي اسمها مدينة ولقد اجهدتني كثيرا لأنني رسمتها بمحورين الأول هي المدينة السورية قبل الأزمة وهي تزهو بالبهاء والجمال وتفرح بمحبة أهلها وناسها وتقدم الشوق والندى لغائبيها مترقبة حضوره والمحور الثاني اتجهت به إلى المدينة بعد أن عاشت الحرب عليها وذاقت طعم ظلم المؤامرات وغدر الطامعين فحاولت أن اختار الألوان الملائمة للموضوعين ولا سيما أن اللوحة تجمع بين الفرح والحزن وبين الأمل والألم .

وتابع غلب على ريشتي الألوان الزيتية لأنني وجدت أنها أقدر على الوصول إلى الغرض المطلوب وأكثر استعدادا للبقاء على جدران التاريخ .

أما ميس خلوف صاحبة منحوتة بعنوان حنين رأت أن خشب الصنوبر أكثر طواعية للفنان عندما يرغب بإنجاز ما يدور بداخله موضحة أن اللوحة تجسد إصرار الإنسان السوري على البقاء ومدى مقدرته على الاستمرار والتحدي على أن يعيش السوريون حياة واحدة دون أن يتمكن أحد من تفرقتهم حيث جاءت المنحوتة بأسلوب جمع بين الواقعي والتجريبي وذلك وصولا إلى مستوى أرقى ومحاولة للوصول إلى ذائقة المتلقي دون إقحامه بالضبابية والمتاهات مشيرة إلى أن خشب الصنوبر الذي نفذت عليه الفكرة  قادر على البقاء والصمود في وجه عوامل الطبيعة .

كما عبرت لوحة محمد أبو عجيب التي جاءت بعنوان وجه من الحاضر عن ذلك الوجه الذي اتعبته سنون الحرب وزرعت في ثناياه كثيرا من أشكال القهر والحرمان والجوع والتساؤل والأمل فكانت الألوان الزيتية التي استخدمت قد ظهر عليها ابتكار ألوان جديدة عن طريق المزج والتحويل مما مكنه من تجسيد واقع السوري وهو يتحدى كل ما يدور .

وكانت لوحة الدكتور علي سرميني قد حملت في معانيها انعكاسات الكون على مكونات الفكرة التي جاءت خلال اللوحة كما عبرت عن أثر الواقع في رؤية الفنان للكون والطبيعة بعد أن رأى ما يدور حوله وما يعيشه أبناء سورية واستطاعت اللوحة أن تخرج بابتكار من التجريدية إلى كثير من الواقع دون أن يتخلى الفنان  عن استخدام الدلالات والايحاءات والإشارات المنطقية التي أوجدت جدلية بين البنية التشكيلية للوحة وبين متطلبات الإنسان وروءاه.

وقالت الفنانة منى حمدان إن هذا المعرض تضمن رؤى مختلفة وأساليب إبداعية هامة استطاع أصحابها أن يوثقوا لتاريخ الحرب على سورية بشكل فني يدل على ثقافة الفنان السوري ووعيه وعلى حضارته الحالية والموروثة وارتكازه على الأصالة التي لم يتخلى عنها حتى باستخدامه الأسلوب  التجريدي .

وأضافت إن استخدام الفنانين للون المائي في هذه المواضيع المختلفة والتي التقت عند نقطة واحدة هي معاناة الإنسان السوري تدل على مدى قدرة هؤلاء الفنانيين على التشكيل وعلى الوصول إلى ما تريده عواطفهم وما تصبو إليه إنسانيتهم .

وتابعت إن المعرض يدل على حضور المثقف السوري وتأكيد الفنانين على الثبات وبقاء الثقافة السورية معتمدة انتماء الإنسان السوري إلى تاريخه وعراقة حضارته ولا سيما أن المواهب الموجودة هي واعدة وقادرة على الاستمرار على مختلف أشكالها سواء أكانت في المنحوتات أو في اللوحات التشكيلية .

انظر ايضاً

دوريات التموين في مدينة حماة تكثف جولاتها الرقابية على عمل الأفران لضمان جودة الخبز