محافظات-سانا
تدحض المؤشرات الإيجابية التي يحملها الواقع الزراعي هذا العام جميع الأكاذيب والشائعات التي دأبت عليها قنوات التضليل الإعلامي حول حدوث أزمة للرغيف في سورية فالسوريون ينتظرون هذا العام وفق مصادر رسمية موسما زراعيا “استثنائيا” تضافرت فيه جهود الفلاحين والحكومة التي تسعى جاهدة لإنجاح موسم التسويق أيضاً.
الهطولات المطرية التي عمت مناطق الاستقرار الزراعي وتزامنها مع وقت وحاجة المزروعات وفرت على الفلاحين أموالاً طائلة كانوا سيدفعونها أثمانا للمحروقات كما أن تحسن الظروف الأمنية في عدد من الأرياف وانخفاض تكاليف الإنتاج وقلة الإصابات الحشرية جميعها عوامل أسهمت في تحسن نسب الإنتاج المتوقعة من القمح وهو ما سينعكس ايجاباً على واقع المخازين وتعزيز الأمن الغذائي في سورية بشكل عام.
مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في الحسكة المهندس عامر سلو يقول إن الظروف الجوية المناسبة هذا العام أسهمت في تطور نمو النبات بشكل طبيعي خلال الشهرين الماضيين ويضيف.. إن الحالة العامة لمحاصيل الحبوب البعلية والمروية جيدة في مناطق المحافظة الجنوبية التي تتركز فيها زراعة الشعير البعل والزراعات البقولية إلى جانب الوضع الجيد لجميع المحاصيل المزروعة في منطقة الاستقرار الزراعي الأولى شمال المحافظة.
وأشار إلى أن العمل يتركز حاليا على توفير مستلزمات موسم الحصاد لحين صدور التسعيرة الرسمية لاستلام محاصيل الحبوب من قبل اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء وتحديد المراكز التي سيتم اعتمادها لاستلام الكميات المسوقة من هذه المحاصيل.
وتبلغ المساحات المزروعة بمحصول القمح المروي في الحسكة 157 ألفا و600 هكتار والبعل 298 ألفا و125 هكتارا بحسب رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس عزاوي العزاوي الذي يبين أن الإنتاج المتوقع من محصول القمح بنوعيه المروي والبعل في المحافظة يبلغ أكثر من 755 ألف طن.
التحضيرات لانطلاق موسم الحصاد تسير على قدم وساق في الحسكة أو عاصمة القمح كما يسميها السوريون حيث يؤكد مدير عام مؤسسة تجارة وتصنيع الحبوب موسى نواف العلي أن المؤسسة أمنت نحو أربعة ملايين كيس خيش ويتم حاليا استكمال المستلزمات الضرورية لموسم الشراء كمواد التعقيم والرقائق البلاستيكية.
وبين العلي أن الحكومة مهتمة باستلام كامل إنتاج القمح لتشجيع الفلاحين على الزراعة وتعزيز المخازين الاستراتيجية وذلك من خلال وضع تسعيرة تتناسب مع جهودهم وتكاليف الإنتاج.
مدير فرع الصوامع بالحسكة المهندس طلال أمين لفت إلى الانتهاء من أعمال صيانة الصوامع استعدادا لاستقبال عمليات تسويق محاصيل الحبوب للموسم الزراعي الحالي مشيرا إلى أن الفرع يقوم يوميا بغربلة أكثر من 800 طن من مادة القمح لتأمين حاجة مطاحن المحافظة وتأمين الأقماح النظيفة التي يتم شحنها إلى كل من مدينتي طرطوس ودمشق.
تخفيف الإجراءات الروتينية في مراكز استلام الحبوب وتعويض الفلاحين عن فروق الأسعار المحددة كأجور عمليات النقل والعتالة وتحديد آلية واضحة للتسويق واستلام المحصول بغض النظر عن الترخيص الزراعي هي ابرز مطالب الفلاحين لنجاح موسم القمح هذا العام بحسب رئيس مكتب الشؤون الزراعية المهندس مازن بيجو.
وفي محافظة حمص شهدت زراعة القمح تحسنا ملحوظا بجميع المناطق مقارنة مع العام الماضي نتيجة كثافة الهطولات المطرية منذ بداية الموسم الزراعي وحتى مراحل نمو المحصول وبداية الازهار والاسبال والكلام لمدير زراعة المحافظة المهندس نزيه الرفاعي الذي توقع أن تصل كميات القمح للموسم الزراعي الحالي إلى نحو 53 ألفا و548 طنا بعد أن بلغ العام الماضي 18 ألفا و622 طنا فقط.
عودة الأمن والاستقرار إلى عدد من القرى في ريف المحافظة شجع الفلاحين على زراعة أراضيهم حيث يوضح المهندس إحسان الطحش رئيس دائرة الإحصاء في مديرية الزراعة أن المساحة المزروعة بالقمح خلال الموسم الحالي بلغت 28 الفا و 98 هكتارا منها 12 ألفا و 390 هكتارا مروية و 15 الفا و 708 هكتارات بعلية.
وفي محافظة درعا فرضت ظروف الأزمة نفسها على الواقع الزراعي حيث أدى التعثر في تأمين مستلزمات الانتاج الزراعي وخاصة المحروقات والأسمدة والبذار إلى انخفاض نسب الإنتاج المتوقعة من القمح.
ويشير مدير الزراعة والإصلاح الزراعي في المحافظة المهندس عبد الفتاح الرحال إلى أن المساحة المخططة لزراعة القمح المروي في المحافظة للموسم الحالي تبلغ 842ر12 ألف هكتار نفذ منها 9ر10 آلاف هكتار والقمح البعل 513ر64 ألف هكتار نفذ منها 7ر47 ألف هكتار.
من جانبه بين رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية زراعة درعا المهندس بسام الحشيش أن المحاصيل بحالة جيدة ولا خوف عليها لعدم وجود صقيع أو رياح قوية ورطوبة وحرارة عالية في حين أشار المهندس محمد الشحادات معاون مدير الزراعة إلى الإجراءات المتخذة لحماية محصول القمح الذي عادة ما يصاب بآفات خطيرة قد تؤدي لخفض نسب الانتاج وهما صدا القمح والسونة وفار الحقل الذي أصيب به نحو 6150 هكتارا العام الماضي وتمت مكافحته بالكامل وفقا لرئيس دائرة الوقاية في مديرية الزراعة المهندس حسن الصمادي.
وفي السويداء تجاوزت نسبة تنفيد الخطة الزراعية لمحصول القمح هذا العام عتبة 90 بالمئة إذ بلغت مساحة القمح الإجمالية 28908 هكتارات منها فقط 240 هكتارا مرويا ويوضح مدير فرع إكثار البذار بالسويداء المهندس وائل الطويل أن إجمالي كميات بذار القمح الموزعة خلال الموسم بلغت نحو 1614 طنا بزيادة قدرها نحو 210 أطنان عن الموسم الماضي، عازيا ذلك لتحسن كميات الأمطار وثقة المزارعين بنوعية هذه البذار.
وفي حماة بلغت مساحة الأراضي المزروعة بمحصول القمح والواقعة تحت إشراف الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب نحو 52 ألفا و392 هكتاراً منها 48787 مروي و3605 هكتارات بعل.
ويؤكد مدير الثروة النباتية في الهيئة المهندس وفيق زروف أن حالة محصول القمح في أراضي منطقة الغاب جيدة ولم يتم تسجيل إصابات كبيرة في حين أشارت رئيسة شعبة المحاصيل في مديرية زراعة حماة مروة عكرم إلى أن نسبة تنفيذ الخطة الزراعية بلغت 76 بالمئة وان وضع محصول القمح ضمن أراضي زراعة حماة والمقدر بنحو 25295هكتاراً جيد ويكاد يخلو من الإصابات الفطرية باستثناء بعض المساحات المحدودة في منطقة محردة التي أصيبت بمرض الصدأ الأصفر دون أن تشكل خطورة على كمية ونوعية الإنتاج.
وفي ظل المعطيات السابقة يؤكد السوريون من جديد عزمهم على المضي في معركة الصمود وتحدي ظروف الحصار والقهر ومواجهة جميع الظروف والضغوطات بما يمكنهم من صون أمنهم الغذائي وتأمين قوت يومهم.