تجربة فوتوغرافية اتكأت على الرمزية في أدق عناصرها

دمشق – سانا

شغفه وحبه لمختلف الفنون البصرية وفي مقدمتها التصوير الفوتوغرافي جعلت الشاب هيثم المغربي يبحر في الدراسة والتدرب وصولا إلى مستوى احترافي عال ساعده على تأسيس مركز متخصص بهذا الفن سماه مركز “روبينا آرت لتعليم الفوتوغراف” كان مهدا لتخريج عشرات الشباب الموهوبين ممن شاركوه الذاكرة البصرية الثرية والقدرة على التجريب في أدق التفاصيل بما يتجاوز أحيانا القواعد والاطر الفنية السائدة وهو ما وسم نتاجه الفني بجرعة عالية من التفرد والخصوصية.

وعن بداياته الفنية تحدث المغربي لنشرة سانا الشبابية موضحا أن قصته مع التصوير الفوتوغرافي بدأت منذ الصغر بتشجيع كبير من والديه حيث أثبتت السنوات اللاحقة أن عشقه للفنون البصرية يمتد عميقا في ثنايا روحه بل هو جزء منها حسب وصفه وخاصة أنه ابن أسرة فنية تخصص فيها الوالد بفن التصميم الداخلي وهو ما جعل الشاب يبدأ رحلة التعلم الاكاديمي كمتدرب في مركز وليد عزت للفنون التطبيقية في دمشق حيث تلقى أولى أصول الفوتوغراف.

وأضاف المغربي إن تعليمه الذاتي وتدريبه المستمر جعلا موهبته تتطور سريعا بفعل التجارب والمحاولات المتواصلة بالإضافة إلى سفره المتكرر داخل سورية وخارجها لتبدأ ذاكرته البصرية بالنمو فتصبح أكثر احترافا و بالتالي يتحول الفنان الشاب من مجرد هاو إلى فنان تصويري بارع ما لبث أن صقل موهبته بالدراسة رغم قناعته بأن الفنان غالبا ما يخرق القواعد الفنية بشكل كامل لأن الفن هو أداة تعبيرية يستخدمها الفنان حسب الحاجة على حد تعبيره.

وقال.. بفضل التدريب المستمر والقراءة الواسعة تطورت تجربتي سريعا كما كنت أتعلم ذاتيا عن طريق الانترنت ومشاهدة الفيديوهات التعليمية الكثيرة ساعدني في ذلك المامي باللغة الانكليزية حيث تواصلت مع مصورين بارزين لأتعرف على تقنيات الإضاءة والعلوم التصويرية والمدارس المختلفة جاهدا لاختصار الوقت قدر الامكان وعلى الرغم من ذلك لا اعتبر نفسي وصلت إلى مرحلة الاحتراف إنما أصبحت فنانا متقنا عمله لأن هناك ماهو جديد دائما ولا بد من مواصلة التدريب.

ورأى المغربي أن الإنسان الموهوب قادر على التعلم في كل لحظة وخاصة بعد انفتاح جيل الشباب على إمكانات حديثة وأدوات تواصل متعددة مع ضرورة استشارة أهل الخبرة وتقبل الرأي الاخر والنقد البناء فالمعلومات متاحة اليوم للشباب والخيارات واسعة وهذا ما يساعد على صقل الموهبة وتنميتها.11

ومن الناحية التقنية يميل المصور الشاب إلى المدرسة السوريالية الخيالية فالواقعية على حد تعبيره مهمة وأساسية لكن الفن الحقيقي يتجلى في الرمزية أكثر منه في الواقعية ولذلك فإن أغلبية اعماله تصب في الاتجاه السريالي حيث تتخذ العناصر الفنية في العمل افاقاً أوسع سواء في التجريب أو التأويل.

وذكر أن عمله كاستشاري تدريب لتطبيقات الكلى الصناعية بمرتبة مدرب دولي معتمد من شركة فريزينيوس ميديكال كير العالمية في سورية هو ما أوصله بالصدفة إلى تدريب فريق جوالة سورية على الفنون الفوتوغرافية بالتعاون مع فرقة الكشاف حيث لقيت الفكرة قبولا واسعا بدأ على أثره مشواره كمدرس للفوتوغراف والتعديلات الحاسوبية التابعة له في الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق معتمدا على الخبرة الفوتوغرافية المتراكمة لديه.

وأضاف.. لاحقا تطورت إمكاناتي المهنية كمدرب محترف وتطورت بدورها العملية التعليمية لتتأطر ضمن مركز خاص بتعليم الفوتوغراف حيث بلغ عدد الطلاب في المركز 70 طالبا خلال عامي 2013 -2014 انتسب منهم 52 طالبا إلى نادي التصوير الضوئي في سورية.

وبين المغربي أنه عمل طويلا على استيعاب الشباب في اكاديمية التصوير التي أسسها وتعليمهم لغة الحوار وإطلاق تجاربهم إلى الحياة ومساعدتهم في التعبير عن ذواتهم بالإضافة إلى تعديل أساليب ادراكهم للمبادئ الاساسية في فن الفوتوغراف ليكونوا حجر أساس في تنمية المجتمع عامة.

يشار إلى أن الشاب هيثم فاروق المغربي من مواليد دمشق عام 1981 حاصل على دبلوم في الرعاية الصحية بكالوريوس طب وهو عضو في نادي التصوير الضوئي السوري ومصور محترف في اتحاد المصورين العرب ومصور صحفي في الاتحاد العالمي للمصورين المستقلين ومصور صحفي في المجلس الوطني للإعلام كما أن له مشاركات عديدة في معارض منها معرض شباب ومعرض أبواب ونوافذ المقام.

لمى الخليل