حمص – سانا
أخذت ظاهرة التطوع التي بدأت بالانتشار في صفوف الشباب السوري خلال السنوات الأربع الأخيرة بالتوسع واخذ مكانتها على أرض الواقع جراء الأزمة التي تمر بها سورية والتي رتبت على الجهات الحكومية مسؤوليات كبيرة استلزمت مشاركة القطاع الأهلي في تلبية الحاجات الإنسانية للكثير من المتضررين بفعل أعمال المجموعات الإرهابية المسلحة.
ولعل ظهور العديد من المجموعات والجمعيات التطوعية خلال هذه الفترة خير دليل على الحس الوطني العالي للشباب السوري غير أن تجربة العمل التطوعي والظروف التي أفرزت تزايد الحاجة لها تتطلب من الجهات المعنية والقائمين عليها إعادة النظر في واقعه وتسهيل عمله بعيدا عن البيروقراطية .
ويرى الشاب محمد محي الدين المتطوع لدى الهلال الأحمر العربي السوري بحمص منذ نحو تسع سنوات أن الظروف التي تمر بها سورية فرضت ظهور العشرات من الفرق التطوعية التي عملت من خلال نشاطاتها المختلفة على خدمة المجتمع مؤكدا ضرورة تأطير هذا العمل وتنظيمه ومأسسته ليعطي نتائج أكثر فاعلية .
واعتبر محي الدين أن العمل التطوعي لا يقاس بكثرة النشاطات وإنما بالفائدة والنتائج التي يحققها على الأرض داعيا “الجهات المعنية إلى دعم وتسهيل المبادرات الشبابية ورعايتها وتطوير القوانين وتكريس ثقافة العمل التطوعي لدى جميع فئات المجتمع السوري”.
بدوره قال فراس طعمة متطوع في فرع الهلال الأحمر بحمص إن العمل التطوعي يواجه العديد من المشكلات أبرزها “حب الظهور الإعلامي على حساب الهدف وعدم تحديد دور واضح للمتطوع وعدم وجود هيئة جامعة للفرق التطوعية أو تشريع ينظم عملها إضافة إلى التعقيدات والإجراءات الروتينية التي تفرضها التراخيص المطلوبة وغياب البرامج التدريبية الخاصة بالمتطوعين وقلة الموارد المادية”.
وأشار طعمة إلى تغير مفهوم العمل التطوعي لدى أغلبية المجموعات التطوعية مؤخرا من تنفيذ بعض الأنشطة البيئية إلى تضافر الجهود لتقديم الخدمات المادية والدعم المعنوي والنفسي للأشخاص المتضررين مؤكدا أهمية هذه الجهود وتوجهها نحو تمكين الفئات المتضررة في مجالات التعليم والترفيه .
فيما توضح المتطوعة ريما بركات والتي شاركت في نشاطات شملت مساعدة الأيتام والمعوقين وحماية البيئة وتنظيف وتجميل بعض المناطق أن العمل التطوعي يتطلب في أغلب الأحيان العمل بصمت وبعيدا عن الضجيج الإعلامي احتراما لمشاعر من تقدم لهم المساعدة لافتة إلى “بعض المظاهر السلبية التي اعترت العمل التطوعي مؤخرا وأهمها اعتماد بعض المتطوعين على وسائل الإعلام في تغطية جل نشاطاتهم وان كانت بسيطة ما أعطى صورة سلبية عن المتطوعين”.
هنادي ديوب