دمشق-سانا
تناولت الندوة التثقيفية التي أقامتها وزارة الثقافة ظهر اليوم في دار الأوبرا بدمشق بعنوان الثقافة الوطنية “مستقبل سورية انتماء .. تسامح.. تشاركية” العوامل الأساسية في الانتماء الوطني وتكوين ثقافة وطنية تصون وحدة الوطن والشعب وسبل خلق أجواء التسامح وإمكانية تطبيق التشاركية.
وأكدت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح في تصريح للإعلاميين ان ثقافة التسامح والانتماء والتشاركية تدخل في إطار الوحدة الوطنية ركيزة للمستقبل وهي الاداة الفاعلة في ازالة آثار الازمة وصون وحدة الوطن والشعب والدولة ومواجهة العدوان والعمل على بناء وطن التعددية وترسيخ مبادئ المحبة والتسامح بين افراد المجتمع تحت سقف الثوابت الوطنية والقومية وإزالة ملوثات الفكر الدخيل البعيد عن ثقافتنا وقيمنا الحضارية.
واضافت الوزيرة مشوح أن سورية بلد الحضارة التي بنيت على مدى عقود بسواعد أبنائها جميعا لافتة الى انه “لا يمكن لأبناء وطن ان يعيشوا معا دون التشارك في البناء فالكل فاعل شيبا وشبابا ولكل منهم دوره ورأيه الذي يكمل الآخر في عملية بناء ثقافة الوطن والتنوع يعكس مكونات شعبنا السوري”.
وقال الدكتور نزار بريك هنيدي في افتتاح أعمال الندوة “نريد من خلال هذه الفعالية مناقشة ملامح الثقافة الوطنية في مستقبل سورية التي تضرب جذورها في عمق التاريخ وصممت على تجاوز الازمة التي اهرقت الكثير من دماء خيرة أبنائها من مدنيين وعسكريين ودمرت الكثير من مقدراتها وبناها التحتية وهددت مكوناتها الثقافية”.
وأضاف.. لا شك في أن مناقشة ملامح الثقافة الوطنية تمثل المدخل الطبيعي لرسم صورة سورية المستقبل لان ثقافتنا هي الأداة الرئيسة لتخليصنا من تبعات هذه الأزمة.
وتحدث الدكتور عاطف البطرس حول مفهوم الانتماء موضحا أن الانتماء إحساس فطري عفوي غريزي يرافق الإنسان منذ تشكله وينمو معه حتى ينتقل من الحاجة الى الانتماء بأشكاله المتعددة إلى الانتماء للوطن ولقيم الانتماء للأخلاق وللانسانية وللجمال.
وتناول البطرس في مقاربته الشعر كفن للعرب كان الأكثر تعبيرا عن هويتهم ووجدانهم وتجليات الانتماء للوطن في التجربة الشعرية العربية منذ العصر الجاهلي وحتى يومنا الحاضر مختتما بضرورة العمل الجاد من أجل ثقافة وطنية تصون وحدة الوطن والشعب والدولة وتواجه العدوان وتعمل من أجل بناء وطن حر وشعب سيد ووطن تعددي يصون حقوق أبنائه في الوقت الذي يقوم أبناؤه بصونه.
وبالمحور الثاني اكد الدكتور نذير العظمة ان مفهوم التسامح هو القبول للآخر وتوفر التسامح يحرض الإنسان على الإبداع والتفكير بينما عدمه يحرض على التشرذم والتكفير موضحا فكرة التسامح عند بعض المفكرين من تراثنا الحضاري وأثره في الأزمنة الحديثة كعامل حاسم في تكوين مقاومتنا الوطنية للاحتلال والغزو الفرنسي وبناء الدولة الوطنية وتحصين الهوية الحضارية.
وتابع العظمة علينا أن نمارس التسامح كوجه آخر للمسؤولية تحت سقف الثوابت القومية ونحقق مصالح الوطن وأهدافه لتهميش مفاعيل سايكس بيكو ووعد بلفور والإمبريالية ضد وجودنا وإرادتنا الحرة مؤكدا ان الإجراءات الدولية المصطنعة لن تسلبنا حقنا الطبيعي ولن نتخلى عن شراكتنا الحضارية وهويتنا القومية في الأفق الإنساني والاحترام المتبادل.
وبمفهوم التشاركية وإمكانات التطبيق ضمن المحور الثالث للندوة أوضح الدكتور مهدي دخل الله أن التشاركية ونقد الحداثة تقوم على تحليل مفهوم الحداثة وتركيب التطور التاريخي للمجتمعات ونقد الحداثة في أزمتها التاريخية والتشاركية لافتا إلى بعض التجارب في العالم وإمكانية تطبيق مسالة التشاركية في سورية.
وبنهاية الندوة قدم المشاركون مجموعة من المداخلات التي تناولت أبعاد المسألة الوطنية في سورية وكيفية تلافي المخاطر التي زرعتها الأزمة في بنية المجتمع السوري وسبل تعزيز الوحدة الوطنية وبناء الوعي لدى الأجيال الجديدة.
حضر الندوة الدكتور خلف المفتاح عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام القطري وعدد من المثقفين والإعلاميين والطلاب.