الشريط الإخباري

مشغولات حرفية بفعالية أيام التراث السوري بدمشق-فيديو

دمشق-سانا

الإبداع والاتقان والجمال كانت الصفات الأساسية التي جمعت اليوم المشغولات الحرفية التي زينت باحة خان أسعد باشا ضمن فعالية أيام التراث السوري لتشكل فرصة للقاء المباشر بين الحرفيين والجمهور ليكون زوار الخان على موعد مع هواة التراث السوري العريق من مبدعي الصدف والموزاييك والرسم على الزجاج والسجاد اليدوي والذي أصر أصحابه أن يحافظوا عليه كشاهد حي على عراقة دمشق وأصالتها.

2

وأشار توفيق الإمام معاون وزير الثقافة إلى أن الوزارة وجهت كل جهودها ليكون إحياء ذكرى أيام التراث بمهرجان متكامل ومنوع يضم جميع الفعاليات التي لها تاريخ.

وبين أن الوزارة دعمت المهرجان ماديا ومعنويا وسخرت له كادرا يعمل بشكل جيد متمثلا بمديرية التراث الشعبي في الوزارة لافتا إلى أن الفعالية ترافقت مع معرض للكتاب العربي ومعارض فنية وخزفية واعمال يدوية وزجاجية.

3

وقال حمود الموسى مدير التراث الشعبي في وزارة الثقافة إنه احتفالا باليوم العالمي للتراث تقام هذه الاحتفالية لتتناول التشكيل التراثي وجمالية التشكيل في السجاد اليدوي السوري على النول والذي كرس كل معالم سورية الحضارية والتاريخية والأزياء الشعبية.

وأشار إلى أن القطع التراثية الموجودة ضمن المعرض تعبر عن جمالية التراث السوري وتفرده والقيم الحضارية المتكرسة بالإنسان السوري ضد كل من يحاول أن ينال من تراثنا.

4

وشكلت كل زاوية من زوايا الخان ساحة جمالية عرض فيها كل حرفي ما أنتجته يداه فالحرفي فرج أحمد آل رشي الذي امتهن حرفة الخط منذ اكثر من ثلاثين عاما فبدات معه كهواية منذ الطفولة ثم انتقل إلى الاحتراف عبر التعلم عن طريق الأساتذة والاطلاع على أمهات الكتب في هذا المجال اختار أن يشارك في الفعالية بمجموعة من اللوحات من الخط العربي المشغولة على ورق الكلاسيه مشيرا إلى أنه أفضل أنواع الورق للكتابة.

1

وبين آل رشي أنه يرسم باستخدام عدة خطوط “الفارسي والثلث والنسخ” لافتا إلى أن الحرفي يختار الخط الذي يعكس الجمالية والقوة معتبرا أن خط الثلث هو أقوى الخطوط وأجملها.

كما اعتبر أن “الاهتمام بالخط العربي في تراجع بسبب دخول التكنولوجيا” لكنه أمل أن يحافظ هذا الخط على مكانته بفعل جهد الإنسان وعقله الذي لا يمكن مجاراته.

7

وفي زاوية اخرى من زوايا الخان عرض الحرفي عدنان فيومي مجموعة من القطع التراثية المشغولة بالخيط العربي والصدفيات مشيرا إلى أنه اختار أن يعرض ضمن فعالية أيام التراث مجموعة من المفروشات الصدفية كالطاولات المحفورة بالخشب.

وعن مراحل العمل على القطعة تحدث فيومي مبينا أنه يتم الاعتماد على خشب الجوز الذي يزرع فيه العظم أو القصدير أو النحاس ليشكل فيه أشكالا هندسية مثل المسدس والمثمن لينتج عنها لوحات فنية تستعمل لتزيين المساجد والكنائس والديكورات والجدران.

8

واعتبر أن فعالية أيام التراث السوري فتحت ذراعيها للحرفي والحرفيين ودعمتهم لكي تبقى مهنة أجدادنا مستمرة ولا تزال مستمرة ويرى العالم أننا مصرون على العمل والبقاء.

وكان من أبرز المعروضات التي تضمنتها الفعالية حرفة الرسم على الزجاج حيث عرض الحرفي محمد بسام ريحان مجموعة من المشغولات الزجاجية المطعمة برسومات متنوعة كالتشكيل النباتي والخط العربي.

وأشار ريحان إلى أنه يعمل على التركيز على القطع التراثية القديمة مثل القنديل الدمشقي والأطباق المتضمنة رسومات مذهبة وصندوق المجوهرات وقطعة اسمها “الغراف” كانت تستخدم في الريف للأعراس والطقم الشرقي المزخرف.

10

أما نبيل سيف الدين فاختار أن يعرض أمام جمهور الفعالية حرفته في تكوين الجرار الطينية فعبر 23 عاما من العمل المتواصل صنع علاقة خاصة مع مادة الطين جعلته متميزا في هذا المجال.

وتحدث سيف الدين عن مراحل العمل مشيرا إلى أنه يتم عجن الصلصال حتى يتخمر ثم يتم تصنيع الشكل الذي نريده لتشوى بعد ذلك القطعة بعد تشكيلها بالشكل الذي نريده مبينا أن هذه الحرفة اصبحت تلقى رواجا لاسيما أن هناك الكثير من الأشخاص الذين أصبحوا يفضلون العودة إلى القديم.

11

ومن أهم ما تضمنته الفعالية ما عرضته الحرفية يسرى عيد من مشغولات الحرير الطبيعي التي توراثتها عن والدتها وعملت بها رغم ما تتطلبه من صبر وتحدثت عن أن بداية العمل كانت من تربية دودة القز على ورق التوت حتى يسحب الخيط من الشرنقة ليغزل بالنول اليدوي مشيرة إلى أن أهم مافي المنتوجات هو الشال التراثي الذي يمثل تراث ريف حماة واللاذقية.

كما استطاع الحرفي عمار سمور أن يشد الزائرين إلى جناحه الذي احتوى على سجاد مشغول بالنول اليدوي.

13

وأشار سمور إلى أن هذا السجاد قديم وللسوريين فضل في تجديد الصناعة والمحافظة عليها مبينا أن الوحدات الإرشادية تحاول الحفاظ على هذه الصناعة بتحميل السجاد لوحات تراثية تمثل المواقع التراثية السورية والوجه الحضاري لسورية لنشر هذه الثقافة إضافة إلى التسويق.

أما الحرفية ميسون كركولي فعكست من خلال منسوجاتها اليدوية من الحرير والزجاج إبداع المرأة السورية الذي لايتوقف والذي ورثته عن أجدادها.

14

ولفتت إلى أن منتجاتها تتضمن التطريز على قماش من شعر الجمل إضافة إلى الفوانيس من الزجاج المرسوم عليه يدويا معتبرة أن فعالية أيام التراث فرصة للترويج للمنتجات التراثية.

أما أحمد راتب ضعدي عضو مجلس إدارة في الجمعية الحرفية للمنتجات اليدوية فتحدث عن حرفته التي تتضمن التفريغ على النحاس مشيرا إلى أن الفانوس الدمشقي معروف عبر أنحاء العالم وهو يتميز بجماليته.

12

وقال إن مشاركته في الفعالية للتاكيد على أن الحرفي السوري مستمر في عمله رغم كل الظروف.

وتم خلال الفعالية تكريم عدد من الحرفيين السوريين المتميزين من قبل وزارة الثقافة تشجيعا لهم على الاستمرار.

ميس العاني