حمص-سانا
بكلمات ملؤها الأمل والقوة والرجولة يقول الجريح ميسم خليل، وهو من الأبطال الذين شاركوا بمحاربة الارهاب: “لا يأس مع الحياة، ومن انتصر في أرض المعركة لا بد أنه منتصر دائماً في معركة الحياة”.
في حي كرم الزيتون بمدينة حمص وفي أحد شوارعه الفرعية، يعيش الجريح البطل ميسم خليل في بيت استأجره وعائلته، وفيه بدأ مشروعه الصغير في صناعة الحلويات الشعبية ليكون سنداً ومعيلاً له ولأفراد أسرته.
العديد من سكان الحي يقصدونه ليشتروا “أقراص العيد والغريبة والبيتفور” وخاصة في المناسبات والأعياد، إنهم يدركون ويعلمون حق المعرفة أن ما ينتجه خليل في مشغله الصغير من أنواع الحلوى اللذيذة يشبه في إتقانه وطعمه ما تعلمه سابقاً في صناعة النصر مع رفاقه في ساحات المعارك.
آلام الجراح والمعاناة الطويلة لم تثنِ الجريح خليل عن متابعة الحياة والعطاء، وعن ذلك يقول خليل لمراسلة سانا: “ساندتني زوجتي ووقفت بجانبي منذ اللحظة الأولى لإصابتي التي أدت إلى فقدان حاسة السمع في العام 2013، عندما كنا نخوض إحدى معارك الشرف والرجولة ضد الارهابيين في قرية محمبل بإدلب”.
ويضيف خليل: “بدأت رحلة العلاج في المشافي العسكرية، وبعدها صدر قرار تسريحي من الخدمة بداعي نسبة الإصابة، كان لا بد من التفكير بمشروع يعيلني مع أسرتي المؤلفة من طفلتين وزوجتي ووالدتي العجوز”، فكان مشروع صناعة الحلويات هو الأنسب للبدء بعملية الإنتاج المتواضعة.
ويتابع خليل: “شغفي بصناعة الحلويات دفعني بمساعدة زوجتي للبدء بصناعة أقراص العيد المشهورة في حمص (أقراص عيد حمصية)، وكانت البداية بأدوات بسيطة متوافرة في كل مطبخ، ومع تطوير العمل كان لا بد من حصولنا على مساعدة حتى نطور عملنا، وقد ساعدنا أهل الخير وسددوا ثمن بعض مستلزمات العمل التي احتجناها لاحقاً”.
ويشير خليل إلى أن الحلويات التي يصنعها مع عائلته بكل حب ومهارة لاقت إقبالاً جيداً ، وخاصةً بعد الإعلان عنها في مواقع التواصل الاجتماعي، واليوم يسير العمل بشكل جيد، وازدادت نسبة الطلبات والتواصي ولا سيما هذه الأيام مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك.
ويختم الجريح البطل ميسم خليل المصاب بمرض السكري أيضا حديثه بالقول: “بالأمل والإرادة نستطيع قهر الصعاب مهما اشتدت، فكلنا قادرون على العطاء والإنتاج”، معرباً عن ارتياحه وزوجته وفخرهما أمام طفلتيهما بما ينجزانه من عمل ليعيشوا بكرامة، وتمنى “أن يجد كل جريح من أبطال الوطن الدعم من المؤسسات الرسمية والأهلية للنهوض بواقعهم، ومساعدتهم على إيجاد مشاريع صغيرة تكون عناوين لحياة جديدة لهم”.
تمام الحسن
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency