اللاذقية-سانا
تحول مدرج جبلة الأثري إلى مساحة للإبداع وإطلاق عنان الخيال مع إطلاق ملتقى الفنانين التشكيليين في جو من الرهبة تبعثها حجارة المكان وأعمدته التاريخية التي تذكر بماض يمتد لآلاف السنين قبل الميلاد.
وفي الأيام الأولى للملتقى اتضحت الأعمال الأولى للفنانين المشاركين وبرز اللون الأزرق الذي يحاكي بحر المدينة وسفن الفينيق والغامق البني الذي يحاكي جبالها.
التشكيلي علي مقوص أشار إلى أهمية هذه المبادرة الجميلة والإنسانية بعد الكارثة التي حصلت والحالة النفسية للسكان التي تسبب بها الزلزال لافتاً إلى أهمية اختيار المكان فهو مدهش يعود بالإنسان إلى جذوره الضاربة في أعماق التاريخ داعياً إلى مزيد من الاهتمام بهذا المكان.
وأوضح الفنان مقوص أن الأعمال الفنية التي ستنجز هي دعم معنوي ونفسي للمدينة فالفن ليس حالة سحرية وإنما يدعم مشاعر الإنسان فاللوحة توحي بالراحة والجمال والتخفيف من قسوة الظروف وليس ضرورياً أن تشرح ما حصل وإنما تتفاعل مع الحدث بشكل غير مباشر.
وأشار الفنان التشكيلي بسام ناصر إلى أنه يشارك في الملتقى بأسلوب قريب من رسم الأطفال وهو أسلوب يعتمد رسم الأشياء من الخيال بشكل متحرر من كل النسب والقيود والظل واللون والفراغ كما يرسم الأطفال والعمل بخصائص رسمهم من تسطيح وشفافية ومن ميزات هذا الأسلوب الصدق التعبيري باللوحة مبيناً أن هذا الفن ليس موجهاً للأطفال وإنما لكل جمهور الفن لأن الرسم يكون بعقلية الكبير ومع ذلك فمن الممكن أن ترتاح عين الطفل بمشاهدته ويشكل نوعاً من الراحة والتفاعل الداخلي مع العمل ويشكل حالة تنفيس من الضغوط التي سببها الزلزال.
ولفت الفنان التشكيلي عمار الشوا إلى أهمية اختيار المكان الذي يوحي بالمستقبل رغم قدمه الضارب في التاريخ مبيناً أن العملين اللذين سيقدمهما مرتبطان بالمكان فالشاطئ الصخري والبحر وتكويناته والمشهد البحري والقارب كلها من إيحاءات المكان لافتاً إلى أهمية التمسك بالأرض رغم كل الظروف فهو يرفض كل إغراءات السفر لذلك رسم القارب معطلاً.
وأوضحت التشكيلية يسرا ديب أنها تعبر في أعمالها عن جبلة الحقيقية رمز الجمال رغم كل الظروف والكوارث والنكبات فالمرأة في عملها قامت من الزلزال بكامل أنوثتها وزينتها وجمالها كما تعبر أيضاً عن العمق الحضاري لجبلة الفينيقية التي كانت حضارتها تمثل البحر والبر لافتة إلى أهمية هذا الملتقى لما يبثه من طاقة إبداعية انطلاقاً من مقولة الفن بالعدوى إضافة إلى أن الرسم بالمدرج الذي يرمز إلى الحضارة التي بدأت من هنا وهذه الحضارة تنتقل طاقتها للفنان وتحرض الإبداع والأفكار المميزة.
كما أشار التشكيلي حسين صقور إلى أهمية هذه الملتقيات المهمة في تعارف الفنانين وتبادل الخبرات والحميمية مبيناً أنه يرسم بأسلوب تعبيري تجريدي العالم كما يحسه وإن كان بفكرة مسبقة فهو قابل للتعديل لأن الحركة تقودك لحركة والإبداع فيه إيقاع راقص ومستمر للحركة والتكوين يضاف للتصورات والتراكمات لونية السابقة.
بلال أحمد
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency