طرطوس-سانا
سرعة انتشار الشائعة وعدم الوعي مع التشويش الفكري وما تخلقه الشائعات من فوضى وصراع وتوتر بين أفراد المجتمع، والسعي لتكريس ما يسمى ثقافة التعميم السائدة وما تحمله من تبعات سيئة، هي خلاصة العمل المسرحي “في حارتنا نتاشا”، التجربة الإخراجية الأولى للمخرج الشاب محمد بسام علي.
مديرة المسرح القومي بطرطوس غادة عيسى قالت في تصريح خاص لمراسلة سانا: إن العرض الذي استمر على مدى أسبوع كان نتاج ورشة عمل وتدريبات استمرت لأكثر من شهرين، وهو من إنتاج مديرية المسارح والموسيقا “مسرح طرطوس القومي”، واعتبرت أن دعم المواهب الشابة والعمل على إبداعات الشباب المسرحي من الخريجين والهواة هو أساس عمل المسرح القومي إيماناً بقدرة تلك المواهب على إحداث تغيير إيجابي ولرفع سوية الأعمال المسرحية المقدمة، بما يتناسب مع الواقع الاجتماعي وتطلعات عشاق ومحبي المسرح.
وتحدث محمد علي خريج المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2020 عن تجربته الإخراجية الأولى قائلاً: أحببت فكرة إقامة تجمع فني مسرحي مع خريجي المعهد بهدف تقديم عمل مسرحي متكامل، انطلاقته الأولى بداية لمشورانا الفني من طرطوس التي تجمعنا كأصدقاء، مضيفاً: إن رسالة العمل تسليط الضوء على البيئة التي نعيش فيها على اعتبارها بيئة قابلة للتورط بالإشاعة.
ورأى علي سلمان خريج قسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2022 في مشاركته الأولى كمخرج مساعد تجربة مهمة قامت على بناء فرضيات مع الوظائف التمثيلية والربط بين فقرات ومشاهد النص ضمن الفكرة لتشكيل البداية والذروة والنهاية التي تمثل شروط العمل المسرحي، ولفت إلى أن رسالة العمل موجهة للمجتمع للإضاءة على موضوع الثرثرة كما يقال والنفاق الاجتماعي.
تقنيات الإضاءة والمؤثرات الموسيقية مع الديكور المستخدم على بساطتها مع التعبير الانفعالي العفوي الذي أخذ شكل التهكم والسخرية واللغة المحكية المتداولة اجتماعياً وبعضاً من الأغاني والأمثال الشعبية كانت من العوامل المؤثرة في طريقة التفاعل الايجابي المباشر للجمهور المشاهد كما قال صاحب فكرة العمل رامي الخطيب الذي شارك بالتمثيل، مضيفاً: إن الفكرة مأخوذة عن نص كتبه منذ نحو ثماني سنوات عن قصة حقيقية وقعت بالفعل آملاً خروج المجتمع من مستنقع الإشاعة.
ووجد عدد من الممثلين أن هذه التجربة بالذات كان لها أثر خاص كما قالت المهندسة يارا العلي، لافتة أن هذه المشاركة هي الثانية لها على خشبة المسرح ليكون دور “نتاشا” الشابة التي دارت حولها الإشاعة نقطة مضيئة أعطتها دفعاً نحو أعمال أكثر عمقاً في ملامسة الواقع.
واعتبر مصطفى سليم الطالب في اختصاص إدارة المشاريع الصغيرة أن حبه للمسرح دفعه للمشاركة منذ سنوات عدة، مشيراً أن العمل القائم على الحركة والعفوية لإيصال فكرته للجمهور هو من أنجح الأعمال وأصعبها، وقد أضاف لرصيده المسرحي تجربة غنية متميزة.
فاطمة حسين
متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency