الشريط الإخباري

حرفة تصنيع القصب… حرفة تراثية تحتفظ بروادها وصناعها في حلب

حلب-سانا

من بين عشرات المهن الحرفية التي اشتهرت بها مدينة حلب، وتناقلها أبناؤها عبر الأجيال تحافظ صناعة القصب على موقع خاص بينها، إذ لا يزال لديها زبائنها الذين يهوون اقتناءها، وحرفيوها الذي يصنعون منها تحفاً جميلة وقطعاً للاستخدام اليومي، وتطويرها وإدخال مواد أخرى عليها.

الحرفي عبد اللطيف يوسفو الذي يزاول في محله الكائن بحي الميرديان مهنة صناعة القصب منذ 15 سنة، يجهد في صناعة منتجات تستخدم في المنازل والمحال التجارية، وتضيف جمالية إلى المكان الذي توضع فيه.

ويروي يوسفو 60 عاماً في حديث لمراسلة سانا أن حبه للأعمال اليدوية التراثية المصنوعة من القصب والخيزران دفعه إلى تطوير هذه المهنة وتحديثها، ليصنع منتجات جديدة من كراسي وأسرة وثريات وطاولات وحوامل للمزروعات، إضافة إلى سقف مستعار ومرايا جدارية.

ويتحدث يوسفو عن مراحل العمل التي تبدأ بتقشير القصب الأخضر للحصول على لون خشبي مميز، وتحضيره لتصنيع المنتج المطلوب بعد أن تم رسم المخطط له، لتبدأ مرحلة القص، ومن ثم الجمع وربطه وتنسيق زواياه، تليها مرحلة الطلاء.

ودفع حب يوسفو للأعمال اليدوية إلى أن يتعلم النحت والرسم والضغط على النحاس والتي ساهمت في إبداع المزيد من القطع اليدوية، لافتاً إلى أنه يعمل على تنفيذ دورات للأجيال الشابة الراغبة في تعلم هذه المهنة للحفاظ عليها من الاندثار.

وأوضح الحرفي مالك عكام الذي يعمل في مهنة صناعة الخيزران منذ أكثر من ستين عاماً، أنه عمل خلال هذه الفترة على تطويرها، وإدخال مادة القصب إليها، لتصنيع قطعة فنية تمتلك طابعاً جمالياً يلفت الأنظار، مشيراً إلى أن مرحلة صناعة الخيزران تبدأ من مرحلة التبخير، تليها التصنيع وجمع القطع وتثبيتها وتصنيعها وفق المطلوب.

وبين الحرفي نائل يوسفو أن حبه للصناعات اليدوية والتراثية دفعه لتعلم مهنة صناعة القصب من عمه عبد اللطيف، وشكل حافزاً لديه لإتقانها حفاظاً عليها من الاندثار، إضافة إلى أنه يعمل على تسويق المنتجات المتنوعة من خلال المشاركة في المعارض المحلية، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف تعريف المجتمع بأهمية هذه المهنة.

واعتبر رئيس اتحاد الحرفيين بحلب محمد حسام حلاق أن هذه الحرفة من المهن اليدوية التراثية التي يتوارثها الأبناء عن الآباء والاجداد، إلا أنها بدأت بالاندثار، مؤكداً حرص الاتحاد على الحفاظ على هذه المهنة، وذلك من خلال التنسيق مع مديرية السياحة ومجلس المدينة وبعض الجمعيات المهتمة بالتراث، من أجل إقامة معارض دائمة وورشات عمل ودورات تدريب للأجيال الشابة الراغبة بتعلم المهنة ومزاولتها.

وأشار عدد من المستهلكين إلى متانة المنتجات المصنوعة من القصب ومنافستها للمنتجات الخشبية، كما أنها تضيف للمكان جمالية تراثية.

بريوان محمد

 

متابعة أخبار سانا على تلغرام https://t.me/SyrianArabNewsAgency

انظر ايضاً

حرفة تصنيع القصب في حلب